نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 19 كانون الأوّل 2021
العدد 51
الأحد قبل ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح
اللّحن 1- الإيوثينا 4
أعياد الأسبوع: *19: الشّهيد بونيفاتيوس، أغليّة الرّوميّة *20: تقدمة عيد الميلاد، أغناطيوس المتوشّح بالله أسقف أنطاكية مدينة الله العظمى *21: الشّهيدة يولياني وثاميستوكلاوس *22: الشَّهيدة أناستاسيَّا*23: الشّهداء العشرة المستشهدون في كريت *24: بارامون ميلاد المسيح، الشّهيدة في البارّات أفجانيّا *25: ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد.
كلمة الرّاعي
من هو يسوع؟
النّسب البشريّ للرّبّ
طرح الإنجيليّ الرّسول متّى هذا السّؤال منذ البداية على المؤمنين الَّذين جاؤوا من العالم اليهوديّ فاعتمدوا وصاروا أعضاء في الكنيسة: "من هو هذا الإنسان"؟ وقدّم الجواب: يسوع المسيح هو ابن داود، ابن ابراهيم. سلسلة الأنساب (المواليد) هي عنوان خبر يريد أن ينقله لنا الإنجيليّ. فهو لا يتوخّى فقط أن يذكر أهمّ أجداد يسوع، داود، ابراهيم... بل أن يبيِّن أنّ يسوع هو آدم الجديد.
إنّ عبارة ”Βίβλος γενέσεως“ (كتاب ميلاد، مواليد) نجدها أيضًا في تك 2: 4 ”مولد السّماء والأرض“ وفي 5: 1 ”هكذا كانت مواليد آدم“. إن تك 5 هو تكرار للخلق. فإذا كان الله قد خلق الإنسان على صورته، فها هو آدم يلد إنسانًا على صورته ومثاله (تك 5: 3؛ راجع 1: 26). مع الولادة (والإنجاب)، تستمرّ الخليقة انطلاقًا من الدَّفع الأوّل. فمَن وَلد ولدًا نقل إليه الكرامة الإنسانيّة، هذا بعد السّقوط. التّاريخ كتاب مفتوح وفيه تتسجّل لائحة مفتوحة تتضمّن أسماء البشر، إذ لم تُختم اللّائحة بعد، فنهايتها في نهاية العالم، أي في مجيء الرّبّ يسوع الثّاني.
كما كان آدم (الأوّل) فاتحًا لكتاب مواليد البشر، كذلك فإنّ يسوع المسيح هو فاتحُ كتاب مواليد البشريّة الجديدة. هو آدم الجديد أو الثّاني. أثبت لوقا حقيقة إنسانيَّة يسوع، إذ عاد بنسبه إلى آدم (لو 3: 38). طبعًا، متّى صنع الأمر نفسه ولكن بأسلوبه الخاصّ. لم يسمِّ بِشَكلٍ واضحٍ الإنسان الأوَّل-آدم، ولكنّه بيّن أنّ يسوع، آدم الجديد، هو رأس أبناء الله. هذا ما نستنتجه حين نقابل العنوان في إنجيل متّى (كتاب مواليد يسوع المسيح) مع عناوين في التّوراة تبدأ خبرًا من الأخبار. نَسَبُ يسوع كما وضعه متّى الإنجيليّ بدأه في سرده بيسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم وأنهاه بيسوع. يسوع هو البداية وهو النّهاية. هو الأصل وهو النَّسل...
* * *
أهمّيّة نسب يسوع المسيح البشريّ تتمثّل بأنّه يجمع البشريّة كلّها بحسب شعوب ذلك الزَّمن. ففيه العبرانيّون واليهود وفيه الكنعانيّون بواسطة تامار والحثيّون بواسطة بتثشابع والموآبيون بواسطة راعوث، وجميع الخطأة (وكلّنا خطأة) في شخص راحاب الزّانية. يسوع يجمع في إنسانيّته كلّ البشرية ليفتديها ويجدّدها ويلدها من ثانية من فوق فيه. هو أتى ليعيد توحيد البشريّة فيه. نَسَبُ يسوع فيه الأبرار وفيه الخطأة، فيه الشّعب المختار وفيه شعوب الأمم. المهمّ أنّه هو سيصير آدم الجديد ومصدرًا للبشريّة الجديدة.
ذرّيّة آدم الأوّل تشبهه وهي على صورته قسرًا أمّا ذرّيّة آدم الثّاني فهي على صورته بالاختيار الحرّ. يسوع أتى ليجعلنا ذرّيّة الله الرّوحيَّة. لذلك، في يسوع انفتح الباب لكلّ البشر للعودة إلى حقيقتهم بحسب قصد الله. من يقبل يسوع مخلِّصًا له يدخل في سرّ الحياة الجديدة الَّتي هي الغلبة على الخطيئة والتّحرُّر من كلّ قيد عنصريّ أو إثنيّ أو طَبَقِيّ ...
* * *
أيُّها الأحبّاء، إنّ تاريخ ابن الله المتجسِّد بحسب البَشَرَة لا ينفصل عن تاريخ شعبه ولا عن تاريخ سائر الشّعوب، هذا هو معنى سلسلة النَّسب البشريّ الّتي سردها متّى الإنجيليّ. ونحن نقرأ التّاريخ الكتابيّ على أنّه استعداد لمجيء المسيح، وارثُ البركات الَّتي وُعِد بها إبراهيم أنّها ستُعطى لنسله (راجع تك 13: 15—16). وهذه البركة ليست كرامة وحسب. إنّها تنقل الحياة الّتي هي أثمن خير في الدّنيا. وتنتشر الحياة لتعمّ الأرض كلّها. هذه الحياة انطلقت من آدم الأوّل فوصلت إلى آدم الثّاني لتنتشر منه من جديد ولكن حياة إلهيّة وحياة أبديَّة لكلّ إنسان في هذا العالم يقبل يسوع المسيح مخلِّصًا له ويسلك في طاعته. يسوع هو آخر ثمرة في نبتة الحياة القديمة وبهذا هو وارث للأجيال السّابقة. الماضي قِبْلَتُه يسوع مَنْ فيه يتكثّف التّاريخ إذ هو سيعطيه معناه الكامل. تاريخ شعب الله المقدّس وتاريخ البشر يجدان معناهما في يسوع المسيح الَّذي هو ” الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ“ (رؤ 1: 8) وهو الَّذي يعطي ”الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ (الأبديَّة) مَجَّانًا“ (رؤ 21: 6).
* * *
بعد أن أتى الرَّبّ إلينا بالجسد تغيَّر معنى الوجود أو بالأحرى وَجدَ معناه الحقيقيّ والأصليّ الَّذي هو عطيَّة حبّ الثّالوث اللّامتناهي لخليقته ورأسها الإنسان، هذا الَّذي أراد له الله أن يكون ”على صورته ومثاله“ (تك 1: 26). لقد حمل الإله المتجسِّد في إنسانيّته كلّ نتائج البشريّة جمعاء ببرِّها وخطيئتها كونه تقبَّل أن يجمع في سلالته البَرَرَة والخاطئين. هو أتى إلينا لكي يأخذنا إليه، هو اتَّخذنا بإرادته حبًّا لكي نتّخذه نحن أيضًا في جوابنا على حبّه الإلهيّ في حرّيّة أبناء الله الَّتي يريد أن يهبنا إيّاها فيه، إذ ”كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ (...) أَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ“ (يو 1: 12).
يسوع، آدم الجديد الَّذي لا أب له إلا الله، كشف لنا في ذاته على أنّ انتقال الحياة البشّرية لا يجد ملء معناه إلّا بانتقال كرامة أبناء الله إلى البشر. ولكنّ هذه الكرامة هي من مستوى آخر، والله وحده يرفعنا إلى هذا المستوى. إنّ هذا الحدث الَّذي تمّ في ”ملء الزّمان“ (غل 4: 4) والّذي فيه دخل الله نفسه في الزّمن حين أخذ جسدًا من مريم العذراء، صار لنا بدء خَلْقٍ جديد في يسوع المسيح، عمّانوئيل ”الَّذي رئاسته على عاتقه وسلامه ليس له حدّ ...“.
السّؤال الآن الَّذي يُطرح على كل منّا هو: من هو يسوع بالنّسبة لي؟ ...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الأوّل)
إنَّ الحجرَ لما خُتِمَ مِنَ اليَهود. وجَسَدَكَ الطّاهِرَ حُفِظَ مِنَ الجُند. قُمتَ في اليومِ الثّالثِ أَيُّها المُخلِّص. مانِحًا العالمَ الحياة. لذلكَ قوّاتُ السّماوات. هتفوا إليكَ يا واهبَ الحياة. المجدُ لقيامتِكَ أَيُّها المسيح. المجدُ لِمُلكِكَ. المجدُ لتدبيرِكَ يا مُحبَّ البشرِ وحدك.
طروباريّة الآباء (باللَّحن الثّاني)
عظيمةٌ هي تقويماتُ الإيمان لأنّ الثلاثة الفتيةَ القدّيسين قد ابتهجوا في ينبوع اللهيب كأنّهم على ماء الراحة. والنبيّ دانيال ظهر راعيًا للسّباع كأنّها غنم. فبتوسّلاتهم أيها المسيحُ الإله ارحمنا.
قنداق تقدمة الميلاد (باللّحن الثّالث)
اليومَ العذراءُ تأتي إلى المَغارة لِتَلِدَ الكلمةَ الّذي قبل الدّهور ولادةً لا تُفسَّر ولا يُنطق بها. فافرحي أيّتها المَسكونة إذا سمعتِ، ومجِّدي مع الملائكة والرُّعاة الّذي سيظهر بمشيئته طفلًا جديدًا، وهو إلهُنا قبلَ الدُّهور.
الرّسالة (عب 11: 9– 10، 32– 40)
مباركٌ أنتَ يا ربُّ إلهَ آبائنا
لأنَّكَ عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا
يا إخوةُ، بالإيمانِ نَزَل إبراهيمُ في أرضِ الميعاد نزولَهُ في أرضٍ غريبةٍ، وسكَنَ في خيامٍ معَ إسحقَ ويعقوبَ الوارثَينِ مَعَهُ لِلموعِدِ بِعَينِه، لأنَّهُ انتظرَ المدينةَ ذاتَ الأُسُسِ الّتي الله صانِعُها وبارئُها. وماذا أقولُ أيضًا. إنّه يَضيقُ بِيَ الوقتُ إنْ أَخبرتُ عن جِدعَونَ وباراق وشمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصموئيلَ والأنبياء، الّذينَ بالإيمانِ قَهَرُوا الممالِكَ وعَمِلُوا البِرَّ ونالُوا المواعدَ وسَدُّوا أفواهَ الأُسُود، وأَطفأُوا حِدّةَ النّارِ وَنَجَوا مِن حَدِّ السّيف، وتَقَوَّوا مِن ضعفٍ وصاروا أَشِدّاءَ في الحرب، وكَسَرُوا مُعَسكَراتِ الأجانب، وأَخذَتْ نساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وَعُذِّبَ آخَرُونَ بِتَوتيرِ الأعضاءِ والضَّرب، ولم يَقبَلُوا بالنَّجاةِ لِيَحصُلُوا على قِيامةٍ أفضل. وآخرون ذاقوا الهُزءَ والجَلْدَ والقُيودَ أيضًا والسِّجن، ورُجِمُوا وَنُشِرُوا وامتُحِنوا وماتوا بِحَدِّ السّيف، وساحوا في جُلودِ غَنَمٍ ومَعَزٍ، وهم مُعْوَزُونَ مُضايَقُونَ مَجهُودُون، (ولم يكن العالم مُستحقًّا لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاورِ وكهوفِ الأرض. فهؤلاء كلُّهم، مَشهُودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد، لأنّ الله سَبَقَ فنظرَ لنا شيئًا أفضل، أن لا يَكمُلُوا بِدُونِنا.
الإنجيل (مت 1: 1– 25)
كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيحِ ابنِ داودَ ابنِ إبراهيم. فإبراهيمُ وَلدَ إسحقَ وإسحقُ ولدَ يعقوبَ ويَعقوبُ ولد يهوذا وإخوتَه، ويهوذا ولدَ فارصَ وزارحَ من تامار. وفارصُ ولد حصرونَ وحصرونُ ولد أرامَ وأرامُ ولدَ عَمّينادابَ، وعَمّينادابُ ولد نَحْشُونَ ونحشونُ ولدَ سَلْمُونَ وسَلْمُونُ ولد بُوعَزَ مِن راحاب، وبُوعزُ ولدَ عُوبِيدَ مِن راعوث، وعُوبِيدُ ولدَ يَسّى، ويَسّى ولدَ داودَ الملك، وداودُ الملكُ ولدَ سليمانَ مِن الّتي كانَت لِأُورِيّا، وسليمانُ ولدَ رَحْبَعامَ ورَحْبَعامُ ولدَ أَبِيّا، وأَبِيّا ولد آسا، وآسا ولدَ يُوشافاطَ ويُوشافاطُ ولد يُورامَ ويُورامُ ولد عُزِّيّا، وعُزِّيّا ولد يُوتامَ ويُوتامُ ولد آحازَ، وآحازُ ولد حَزقِيّا، وحَزقِيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون، وآمونُ ولد يُوشِيّا، ويُوشِيّا ولد يَكُنْيا وإخوتَهُ في جَلاءِ بابل. وَمِن بَعدِ جَلاءِ بابل، يَكُنْيا ولد شألتَئيلَ وشألتئيلُ ولد زَرُبابلَ وزَرُبابلُ ولد أبيهودَ وأبيهودُ ولد أَلْياقيمَ وألياقيمُ ولد عازورَ وعازورُ ولد صادوقَ وصادوقُ ولد آخيمَ وآخيمُ ولد أليهودَ وأليهودُ ولد ألعازارَ وألِعازارُ ولد مَتَّانَ ومَتَّانُ ولد يعقوبَ، ويعقوبُ ولد يوسفَ رجلَ مريمَ الّتي وُلد منها يسوعُ الّذي يُدعَى المسيح. فكلُّ الأجيالِ مِن إبراهيمَ إلى داودَ أربعةَ عشرَ جيلًا، ومن داودَ إلى جلاءِ بابلٍ أربعةَ عشرَ جيلًا، ومِن جَلاءِ بابلَ إلى المسيحِ أربعةَ عشرَ جيلًا. أمّا مولدُ يسوعَ المسيحِ فكان هكذا: لمَّا خُطبت مريمُ أمُّهُ ليوسفَ وُجدتْ من قبلِ أنْ يجتمعا حُبلى من الرّوح القدس. وإذ كان يوسفُ رجلُها صدّيقًا ولم يُرِد أنْ يَشْهَرَها همَّ بتخْلِيَتِها سِرًّا. وفيما هو مُتَفَكِّرٌ في ذلك، إذا بملاكِ الرَّبّ ظَهَرَ لهُ في الحُلم قائلًا: يا يوسفُ ابنَ داود، لا تَخفْ أنْ تأخذَ امرأتَك مريم، فإنَّ المولودَ فيها إنَّما هو من الرّوح القدس، وستلِدُ ابنًا فتُسميّهِ يسوع، فإنَّهُ هو يخلِّصُ شعبهُ من خطاياهم. (وكان هذا كلُّهُ ليتمَّ ما قِيلَ مِنَ الرَّبّ بالنَّبيِّ القائل: ها إنَّ العذراءَ تَحبَلُ وتَلِدُ ابنًا ويُدعى عِمَّانوئيل، الّذي تفسيرُهُ الله معنا)، فلمَّا نهض يوسفُ مِنَ النّوم صَنعَ كما أَمَرَهُ ملاكُ الرَّبّ، فأخَذَ امرأتَهُ، ولم يعرِفْها، حتَّى وَلَدَتِ ابنَها البكرَ وسمَّاهُ يسوع.
رسالة الأحد قبل الميلاد
اقتربنا من عيد ميلاد ربّنا وسيّدنا يسوع المسيح وصرنا في خدمة الأحد الّذي يسبقه، أي فعليًّا، نحن في مجال بضعة أيّام لنختبر ميلاد المخلّص من جديد في حياتنا وهذا العالم. ومع اختبارنا للحياة اللّيتورجيّة الّتي تحضّرنا لهذا الفصح الصّغير منذ بدايته، يبدأ ويكثر الحديث عن معاني هذا العيد ومفاعيله في حياتنا؛ بكلامٍ أدقّ تتمحور الأحاديث الرّوحيّة والعظات والتَّفاسير حول فعل التَّجسُّد والفِداء والخَلاص والمقابلة بين عيد ميلاد كلمة الله بالجسد "الفصح الصّغير" وعيد قيامة الكلمة المتجسّد "الفصح، عيد الأعياد وموسم المواسم". مع هذا كلّه، لاهوت كنيستنا الأرثوذكسيّة وحكمة الآباء المستنيرين تجعلنا نتعلّم الكثير ونفهم الكثير من هذا اللّاهوت الحيّ والمعاش في كنيستنا.
يتناول الفصل المحدّد من رسالة القدّيس بولس الرَّسول إلى العبرانيّين للأحد الّذي قبل الميلاد خبرة الأجداد وأبرار العهد القديم الّذين بإيمانهم تحقّقت قدرة الله بهم، من رحلة ابراهيم للأرض الموعود بها إلى التَّوْق لرؤية المسيّا المنتظَر مرورًا بكلّ فترة التَّحضير الّتي دبَّرها الله للشّعب العبرانيّ من الفوز بالحروب بمواجهة الغرباء إلى السَّبي وحتّى الصُّمود أمام كلّ التَّجارب الّتي بالجسد. لكن فصل الرّسالة هذا ينتهي بالآية الملفتة، "فهؤلاء كُلُّهُم مشهودًا لهم بالإيمان لم ينالوا المواعِد، لأنَّ الله سبقَ فنظرَ لنا شيئًا أفضلَ أنْ لا يَكْمُلُوا بدونِنَا"، الّتي تعطينا الكثير لنفهم تكوين كنيستنا الأرضيّة الّتي نحن نحيا بالإيمان فيها.
يمكننا من مسيرة الرّسالة هذه الّتي تحدّثنا عنها في المقطع السّابق، وواقع أنّ الآباء القدّيسين حدّدوا قراءتها في هذا الأحد السّابق للعيد، أن ندرك بشكلٍ مباشر أنّ أبرار العهد القديم بإيمانهم الكبير والقويّ المحقَّق في كلّ ما قيل، لم يؤلّفوا الكنيسة إذ هم لم يَكمُلوا من دوننا، لأنّ الكنيسة لكي تتحقّق كان لا بُدّ أن يكون المسيح في وسطها وهم لم يعرفوه إلّا بالنُّبوءات. تجسّدُ المسيح هو الّذي أكملَهم كما أكملَنا نحن أيضًا الّذين عرفناه بالجسد. فكان بذلك أنّ ميلاد المسيح على الأرض جمع العهدين بشخصه وسدّ النَّقصَ المتأتّي من مخلوقيّتهما واضعًا بذلك أساس الكنيسة الجامعة الّتي ستنطلق مسيرتها الأرضيّة في العنصرة المقدّسة.
أخبارنا
رسامة الأخ جان الأشقر شمّاسًا إنجيليًّا
”الصّانع ملائكته أرواحًا وخدّامه لهيب نار“ (مز 103: 4)
بنعمة الله ومشيئته، وبوضع يد راعي الأبرشيّة سيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصّوري)، ستتمّ شرطونيَّة الأخ جان الأشقر شمّاسًا إنجيليًّا على مذبح الرَّبّ في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس العجائبيّ-الميدان، وذلك خلال القدّاس الإلهيّ بمناسبة عيد ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد وذلك يوم السبت الواقع فيه 25 كانون الأوّل 2021.
تبدأ السّحريّة السّاعة الثامنة والنّصف (8.30) صــــــــبــــــــــاحًــــــــــــا، ويليها القدّاس الإلـــــهـــــــيّ عند الــــــعــــــــاشـــرة (10.00).
برنامج صلوات صاحب السّيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصّوري) بمناسبة عيد ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح
بارامون الميلاد
- الخميس الواقع فيه 23 كانون الأوّل 2021 في كنيسة القدّيس جاورجيوس—حوش الأمراء.
تبدأ صلاة السّاعات عند الخامسة من بعد الظهر ويليها الغروب وقدّاس القدّيس باسيليوس الكبير حوالى السّاعة السّادسة والنّصف مساءً.
- الجمعة الواقع فيه 24 كانون الأوّل 2021 في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس العجائبيّ—الميدان.
تبدأ صلاة السّاعات عند الثّامنة والنّصف صباحًا ويليها الغروب وقدّاس القدّيس باسيليوس الكبير حوالى السّاعة العاشرة والنّصف ق. ظ.
قدّاس العيد
- السّبت الواقع فيه 25 كانون الأوّل 2021 في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس العجائبيّ— الميدان تبدأ السّحريةّ السّاعة ٨،٣٠ صباحًا يليها القدّاس الإلهيّ السّاعة ١٠ صباحًا.