في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس حبقوق النّبيّ *القدّيسون الأبرار يوحنّا وهيراقليمون وأندراوس وثيوفيلوس المصريّون *الشّهيدة طيبة (ميروبا) *دخول جسد القدّيس العظيم في الشّهداء ديميتريوس إلى بيت المقدس *القدّيس البارّ كيرلّلس الفيلاويّ *أبينا الجليل في القدّيسين يسّى السّوريّ، أسقف سيلقان الجيورجيّة *أبينا الجليل في القدّيسين أثناسيوس الحبيس*القدّيس بورفيريوس الرّائي.
* * *
✤ القديس البار أثناسيوس الحبيس (حوالي 1176م)✤
عاش هذا القديس حبيساً في دير الكهوف في مدينة كييف الأوكرانية. قصته أنه بعدما سلك راهباً ردحاً من الزمان وأرضى الله بسيرة نقية. مرض ومات. جاءه راهبان فغسلاه ولفاه كمثل العادة المتبعة وذهبا. وأيضاً جاءه قوم للزيارة فوجدوه قد مات فعادوا أدراجهم. بقي أثناسيوس يوماً كاملاً دون أن يدفن. كاتب سيرته قال إنه كان فقيراً ولا يملك من حطام الدنيا شيئاً. لذا لم يعبأ به أحد. هذا القول يشير إلى نظام الحياة في دير الكهوف كان ايديوريتمياً. أي أن كل راهب فيه كان مستقلاً بنفسه في أكثر الأمور ولا يلتقي بغيره إلا في السبوت والآحاد للاشتراك في الأسرار المقدسة. ثم في منتصف الليل تراءى إنسان لرئيس الدير وقال له: إن رجل الله هذا قد بقي بلا دفن يومين، ولكني أقول لكم، افرحوا!” بادر الرئيس إلى حيث كان الرجل الميت، في اليوم التالي، ومعه الإخوة جميعهم، فوجدوا أثناسيوس جالساً يبكي، فامتلأوا رعدة وسألوه: “كيف عدت إلى الحياة وماذا رأيت؟” فلم يجبهم. فقط قال: “خلصوا نفوسكم! فاستمروا يلحون عليه ليسمعوا منه كلمة منفعة. فقال لهم: “لو تكلمت لم تصدقوني!” فأقسم له الإخوة قائلين: “نعدك بأن نحفظ كل ما تطلعنا عليه”. قال: “أطيعوا رئيسكم في كل أمر، توبوا كل ساعة، صلوا إلى الرب يسوع المسيح وإلى والدته الكلية النقاوة أن تنجزوا أيامكم في هذا الموضع وأن تُحسبوا أهلاً لأن تُدفنوا في الكهوف بجانب الآباء القديسين. هذه الأمور أعظم كل الفضائل. فإذا أتممتم ما أوصيكم به فلا تنتفخوا والآن، لا تسألوني بعد، سامحوني، أتوسل إليكم!” قال هذا وذهب إلى مغارته وأغلق على نفسه اثني عشر عاماً لم يتفوه خلالها بكلمة واحدة لأحد. ولما حانت ساعة مفارقته، دعا الإخوة وأعاد عليهم ما سبق أن قاله لهم. وأضاف: “طوبى لمن يُحسب مستأهلاً لأن يدفن ههنا”. ولما قال هذا رقد بسلام في الرب. ثم أنه بعد ذلك بزمن جيء بأخ من الرهبان كان يعاني من مرض مزمن في الكلى فلما مسّه جسد أثناسيوس شفي من ساعته. اسم الأخ كان بابيلا. وقد أفاد أنه فيما كان ممدداً يصيح من الألم. إذا به يعاين أثناسيوس آتياً إليه وقائلاً: “تعال، أشفيك!” وإذ كان بابيلا على وشك أن يسأله كيف ومتى اختفى من أمامه. إذ ذاك أدرك الأخوة أن أثناسيوس قد أرضى الله بسيرة حسنة. يُذكر أن صاحب السيرة لم ير ولا حتى نور الشمس خلال الاثني عشرة سنة التي قضاها حبيساً في الكهف ولا توقف عن البكاء ليلاً نهاراً. كان لا يأكل من الطعام غير الخبز ولا يشرب غير الماء مرة في اليوم.