نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 25 نيسان 2021
العدد 17
أحد الشّعانين
أعياد الأسبوع: *25: أحد الشّعانين عيد الموسم المَجيد البَهيّ الّذي لدخول ربّنا يسوع المسيح إلى أورشليم، الرّسول مرقس الإنجيليّ *26: الإثنين العظيم، تذكار يوسف المَغبوط الكُلّيّ الحُسن مع التّينة الّتي لُعنت من الرّبّ ويبسَتْ، الشّهيد فاسيلافس أسقف أماسية *27: الثّلاثاء العظيم، مَثَل عشر العَذارى الوارد في الإنجيل الشّريف، الشّهيد في الكهنة سمعان نسيب الرَّبّ *28: الأربعاء العظيم، تذكار المرأة الزّانية الّتي دهنتْ الرّبَّ بطيب، القدّيسون التّسعة المستشهدون في كيزيكوس *29: الخميس العظيم، تذكار الغسل الشّريف والعشاء السّرّيّ، والصّلاة الباهرة العجيبة، وتسليم ربّنا من يهوذا لأمّة اليهود، الرَّسولان ياسنوس وسُوسيباترس ورفقتهما *30: الجمعة العظيم، تذكار آلام ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح المقدّسة الخَلاصيّة الرّهيبة، الرَّسول يعقوب أخو يوحنَّا اللّاهوتيّ (الثّاولوغوس) *1: تذكار دفن الجسم الإلهيّ وانحدار ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح إلى الجحيم الّذي به أعاد جنسنا من الفساد ونقله إلى الحياة الأبديّة، النّبيّ إرمياء، البارّة إيسيذورة.
كلمة الرّاعي
ملك السّلام
”وإلهُ السَّلامِ يكونُ مَعَكُم“ (فيليبي 4: 9)
اليوم، يأتينا الرَّبّ والخالق كإنسان راكبًا على جحش ابن أتان ليدخل أورشليم، ولكن أيّة أورشليم؟!... منذ حوالي الألفي سنة، دخل يسوع أورشليم الأرضيّة وسط هتاف الشّعب: ”هُوشَعْنَا، مُبَارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبِّ ملكُ إسرائيل“. استُقبِل يسوع استقبال الفاتحين بعدما فتح قبر لعازر وفتح أبواب الجحيم ليخرجه منه مُعيدًا إيّاه إلى الحياة بإعادة خلقه، بمعنى من المعاني، كونه كان قد أنتن أي بدأ جسمه بالانحلال.
نصر يسوع ليس كنصر ملوك العالم، أي هو لم ينتصر على بشر وجيوش آدميَّة بالسّيف والقتل، بل انتزع من فم الأسد-إبليس وكلّ قوّاته لعازر ذا الأربعة أيّام الَّذي كان في القبر وفي مثوى الأموات. لعازر ذهب إلى الجحيم ورجع. لذلك، بعد إقامته من بين الأموات لبث صامتًا لا يجسر أن يفصح عن ما عاينه ومرّ به ليبقى السرّ مكتومًا، إلى يوم الرَّبّ، في حياة البشر.
يسوع دخل أورشليم مسيحًا للرَّبّ بهتاف الشّعب، ولكنّه مسيح غير الَّذي كانوا ينتظرونه، لذلك سوف يسلمونه إلى الصّلب قريبًا بعد استقبالهم له ملكًا عليهم...
* * *
اليوم، نعيِّد الشّعانين أي نصر الله في حياتنا وفي حياة الخليقة أجمع، هذا النّصر الَّذي أتمّه الرَّبُّ يسوع المسيح على الصَّليب، والَّذي نعترف به كبدءٍ جديد لوجودنا جميعًا. نحن لا نستقبل يسوع ملكًا بمفهوم اليهود الَّذين رأوا فيه مخلِّصًا لهم من حكم الرّومان ومانحًا لهم السّيطرة على العالم. نحن نستقبله ملكًا على قلوبنا جاعلًا منها أورشليم سماويَّة ومسكنًا لله. بيسوع المسيح الملك الإلهيّ تصير قلوبنا عرش الله وهيكله. نحن نتذكَّر دخول الرَّبّ إلى أورشليم في أسراريَّة حياتنا (sacramentality of our life) أي في عيشنا سرّ الحياة الجديدة بالمسيح في الرّوح القدس. في السّرّ (sacrament) نحيا الذّكرى الآن ونشترك فيها، أي نحن اليوم والآن نستقبل يسوع المسيح في أورشليم مع الجموع الهاتفة له: ”مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!“ (مرقس 11: 10). المملكة قد أتت وحضرت في يسوع، هو الملكوت، هو مطرح سكنى الله بلاهوته لأنّه ”فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا“ (كولوسي 2: 9).
اليوم، نحن نتباشر ونسرع لنستقبل يسوع فينا ملكًا وسيِّدًا لحياتنا، بعد أن حاولنا أن نصوم الأربعين يومًا مجاهدين ضد أهواء النّفس والجسد وسالكين في طاعة الوصيّة الإلهيَّة ومقاومين تجارب إبليس وتجارب العالم لكيما ننقّي قلوبنا لتكون مستعدَّة لاستقبال ”ملك الملوك ورب الأرباب“ (رؤيا 19: 16). المسيح يطلبنا، لأنّه ”أحبّنا أوَّلًا“ (1 يوحنا 4: 19)، فهل نحن نحبّه لدرجة إسلامه كلّ حياتنا؟!...
* * *
أيّها الأحبَّاء، اليوم نعبر إلى أسبوع آلام الرّبّ، من مجد إلى مجد. في أورشليم استُقبل يسوع بتمجيد بشريّ وفرح إلهيّ، لأنّ سرور الله عبّر عنه البشر و”إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!“ (لوقا 19: 40). هذا السّرور هو، أيضًا، عربون إلهيّ لسرور غلبة المسيح على مملكة الشّرير وتقييد إبليس بقيود أبديَّة، وتحرير المأسورين تحت سلطانه من الأبرار منذ الدّهر بنزول المسيح إلى الجحيم وقيامته وإقامته للمغلولين، أسفل، معه.
نعم، المسيح هو الملك الحقيقيّ والوحيد لنا، نحن المسيحيّين. من يقبل بمَلِكٍ آخر عليه، يخون الرّبّ. ”لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَالْمَالَ“ (متّى 6: 24).
أن نستقبل يسوع بسعف النّخيل وأغصان الزّيتون هو أن نسيِّدَه على حياتنا لأنّه وصيّته حياة أبديّة، ذلك بطاعتنا لها في سلوكنا بما يمجّده من أعمال حياتنا الّتي بالرّحمة والمحبّة والحنان والمسامحة والبذل والعطاء.
جهاد صومنا وصلاتنا، نقطف أولى ثماره اليوم في نقاوة استقبالنا ليسوع في قلوبنا دون شريك، أي بعيشنا لوحدانيّة الحبّ في حياتنا، حبّنا له الَّذي منه وبه وفيه نعيش سرّ الآخَر في تجلّيه بنعمة الله فرحًا وسلامًا من ”إله السّلام“...
ومن له أذنان للسّمع فليسمع...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة الشّعانين الأولى (باللّحن الأوّل)
أيّها المسيحُ الإله لمّا أقمتَ لعازرَ من بين الأمواتِ قبلَ آلامك حقَّقتَ القيامةَ العامّةَ. لذلك، ونحن كالأطفال، نحملُ علامات الغلبة والظّفر صارخينَ نحوكَ يا غالبَ الموت: أوصنّا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسمِ الرَّبّ.
طروباريّة الشّعانين الثّانية (باللّحن الرّابع)
أيها المسيحُ الإله، لمَ دُفنّا مَعكَ بالمعموديّة إستأهلنا بِقِيامتكَ الحياة الخالدة، فنحنُ نُسبّحُكَ قائلين: أوصنّا في الأعالي مُباركٌ الآتي باسم الرَّبّ.
قنداق أحد الشّعانين (باللَّحن السّادس)
يا مَنْ هُوَ جالِسٌ على العَرْشِ في السَّماء، وراكِبٌ جَحْشًا على الأرض، تَقَبَّلْ تَسابيحَ الملائِكَةِ وتماجِيدَ الأطفال، هاتِفينَ إليكَ أَيُّها المسيحُ الإله: مبارَكٌ أنتَ الآتي، لِتُعِيدَ آدَمَ ثانِية.
الرّسالة (في 4: 4– 9)
مُبَارَكٌ الآتِي باسْمِ الرَّبّ
اِعْتَرِفُوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالِحٌ، وإنَّ إِلى الأبَدِ رَحْمَتَهُ
يا إخوةُ، افرَحُوا في الرَّبِّ كلَّ حينٍ، وأَقولُ أيضًا افرَحُوا. وَلْيَظْهَرْ حِلْمُكُم لجميعِ النَّاسِ فإنَّ الرَّبَّ قَرِيبٌ. لا تَهْتَمُّوا البَتَّةَ، بَلْ في كلِّ شيءٍ فَلْتَكُنْ طَلِبَاتِكُم مَعْلُومَةً لدى اللهِ بالصَّلاةِ والتَّضَرُّعِ مع الشُّكْرِ. وليَحْفَظْ سلامُ اللهِ الَّذي يَفُوقُ كُلَّ عقلٍ قلوبَكُم وبَصائِـرَكُم في يسوعَ المسيح. وبَعْدُ أَيُّها الإخوةُ، مهما يَكُنْ مِنْ حَقٍّ، ومهما يَكُنْ من عَفَافٍ، ومهما يَكُنْ من عَدْلٍ، ومهما يَكُنْ من طهارَةٍ، ومهما يَكُنْ من صِفَةٍ مُحَبَّبَةٍ، ومهما يَكُنْ من حُسْنِ صيتٍ، إِنْ تَكُنْ فَضِيلَةٌ، وإِنْ يَكُنْ مَدْحٌ، ففي هذه افتَكِرُوا. وما تَعَلَّمْتُمُوهُ وتَسَلَّمْتُمُوهُ وسَمِعْتُمُوهُ ورَأَيْتُمُوهُ فِيَّ فَبِهَذا اعْمَلُوا. وإلهُ السَّلامِ يكونُ مَعَكُم.
الإنجيل (يو 12: 1– 18)
قبلَ الفصحِ بستَّةِ أيَّامٍ، أَتَى يسوعُ إلى بيتَ عنيا، حيثُ كانَ لَعَازَرُ الَّذي ماتَ فأَقَامَهُ يسوعُ من بينِ الأموات. فصَنَعُوا لهُ هناكَ عشاءً، وكانت مرتا تخدِمُ، وكان لَعَازَرُ أَحَدَ الـمُتَّكِئِينَ معه. أَمَّا مريمُ فَأَخَذَتْ رِطْلَ طيبٍ مِن نارَدِينٍ خالِصٍ كثيرِ الثَّمَن، ودَهنَتْ قَدَمَيْ يسوعَ، ومَسَحَتْ قدمَيْهِ بشعرِها، فامْتَلأَ البيتُ من رائِحَةِ الطِّيب. فقالَ أَحَدُ تلاميذِه، وهو يهوذا بن سمعان الأسخريوطيُّ الَّذي كانَ مُزْمِعًا أَنْ يُسْلِمَهُ: لِمَ لَمْ يُبَعْ هذا الطِّيبُ بثلاثِمئةِ دينارٍ ويُعْطَ للمَساكين. وإنَّما قالَ هذا لا اهتمامًا منهُ بالمساكين، بل لأنَّهُ كانَ سارِقًا وكانَ الصُّنْدُوقُ عِندَهُ، وكانَ يحمِلُ ما يُلقى فيه. فقالَ يسوعُ: دَعْهَا، إنَّما حَفِظَتْهُ ليومِ دفني. فإنَّ المساكينَ هم عندَكُمْ في كلِّ حين وأمَّا أنا فلستُ عندَكُمْ في كلِّ حين. وعَلِمَ جمعٌ كثيرٌ من اليَهُودِ أنَّ يسوعَ هناك، فجاؤوا، لا مِنْ أَجْلِ يسوعَ فقط، بل لينظُرُوا أيضًا لَعَازَرَ الَّذي أقامَهُ من بينِ الأموات. فَائْتَمَرَ رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ أنْ يقتُلُوا لَعَازَرَ أيضًا، لأنَّ كثيرين من اليهودِ كانوا بسبَبِهِ يذهبونَ فيؤمِنُونَ بيسوع. وفي الغَدِ لـمَّا سَمِعَ الجَمْعُ الكثيرُ الَّذينَ جاؤوا إلى العيدِ بأنَّ يسوعَ آتٍ إلى أورشليمَ أَخَذُوا سَعَفَ النَّخْلِ وخرَجُوا للقائِهِ وهم يصرُخُونَ قائِلِينَ: هُوشَعْنَا، مُبَارَكٌ الآتي باسمِ الرِّبِّ ملكُ إسرائيل. وإِنَّ يسوعَ وَجَدَ جَحْشًا فَرَكِبَهُ كما هوَ مَكتوبٌ: لا تخافي يا ابنةَ صِهْيَوْن، ها إِنَّ مَلِكَكِ يأتيكِ راكِبًا على جحشٍ ابنِ أَتان. وهذه الأشياءُ لم يَفْهَمْهَا تلامِيذُهُ أوَّلًا، ولكن، لـمَّا مُجِّدَ يسوعُ حينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أنَّ هذهِ إنَّما كُتِبَتْ عنهُ، وأنَّهُمْ عَمِلُوها لهُ. وكانَ الجمعُ الَّذينَ كانوا معهُ حين نادَى لَعَازَرَ من القبرِ وأقامَهُ من بين الأمواتِ يَشْهَدُونَ لهُ. ومن أجلِ هذا استقبَلَهُ الجَمْعُ لأنَّهُم سَمِعُوا بأنَّهُ قد صَنَعَ هذهِ الآيَة.
حول الرّسالة
في هذا المقطع الرّسائليّ، يُكلِّمنا بولس الرَّسول عن بعض ثمار الحياة الرّوحيّة؛ مثل الفرح والسّلام (غلاطية 5: 22). كما عن قُرب الله منّا واهتمامه بنا، عندما نطلبه بالصَّلاة والدُّعاء مع الشُّكر.
يَدعونا الرَّسول إلى الفرح، الّذي هو فرحٌ بالرَّبّ يسوع في كلِّ حين؛ مهما كانت ظروف الحياة قاسيَة ومؤلمة، ليس علينا سوى الصّبر مع الرّجاء للوصول إلى الفرح الحقيقيّ والخلاص بصليب الرَّبِّ يسوع. وذلك كما نقول في صلواتنا: "بالصّليب قد أتى الفرح لكلِّ العالم...". فصليب المسيح هو العبور من الآلام إلى الفرح، من الموت إلى الحياة. فهو ألمٌ وموت كما أنَّه أيضًا فرحٌ وقيامة.
"ليكُن حلمكم معروفًا عند جميع النّاس"، الحلم هنا هو الصّبر مع المسيح، الّذي يُعلِّمنا الوداعة والتّواضع (متّى 11: 29). كما ارتباط الصّبر بالصّلاة والرّجاء. لأنَّه بالصّلاة نطلب ملكوت الله وبرَّه، وهو يُعطينا كلّ ما نحنُ بحاجةٍ إليه (متّى 6: 33). وبشكل خاص السّلام الدّاخليّ، سلام المسيح.
فعندما نعود إلى الله من كلِّ قلبنا، يُريحنا ويُعطينا السّلام الّذي لا يُمكن لأيّ أحد أن ينتزعَه منّا. فسلام المسيح هو الخلاص، أي المُصالحة مع الله ومع النَّفْس، أيضًا، وبالتّالي مع الآخرين. فالإنسان الّذي عنده سلام الله في قلبه، حيثما وُجد يَبثّ السّلام للجميع. لأنَّه يكون قد أصبح على مثال الله. فهذا السّلام يفوق كلَّ شيء.
بعدها يدعونا الرّسول إلى ممارسة سائر الفضائل: "كلّ ما هو حقّ، كلّ ما هو جليل، ...". الفضيلة هي كلّ ما ينبع من الرّوح القدس في الإنسان، الّذي يجعل من الإنسان خليقة جديدة (2 كورنثوس 5: 17). الحقّ هو المسيح نفسه "أنا هو الحقّ ..." (يوحنا 14: 6). جليل، هو حياة القداسة. عادل، هو كلّ ما ينبع من الإيمان بالمسيح. طاهر، دلالةٌ على نقاوة القلب من الخطيئة. مُسِرّ، هو ما يُفرح الله.
في النّهايّة، لكي يكون إِلهُ السَّلام معنا، علينا أن ننكر أنفسنا ونقول مع بولس الرّسول "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لَا أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ..." (غلاطية 2: 20). أي نحمل صليبنا كلَّ يوم ونتبع المسيح (لوقا 9: 23).
عَطايا ونِعَم الله
إنّ المبدأ الأساسيّ في علاقتنا مع الله هو أنّ كلّ شيءٍ هبةٌ مجّانيّةٌ منه نأخذها ولا يمكننا أن ندفع مقابلها أيّ شيء. يقول القدّيس بولس الرّسول: "لِأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا لِأَنْ أُدْعَى رَسُولًا، لِأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً، بَلْ أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَلكِنْ لَا أَنَا، بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي" (1كورنثوس 9:15-10). ويعلّق القدّيس لوقا المـُعترف على ما ورد متأمّلًا في ما وَرَدَ على لسان بولس الرّسول وكيف أنّه لم ينسب كلّ ما عمله إلى نعمة الله، فكيف ننسب إلى أنفسنا أيّ عملٍ جيّدٍ قد عملناه؟
يعلّم القدّيس مكاريوس الكبير: "كما أنّ الله هو بجوهره غير مُدرَكٍ، كذلك لا نستطيع أن نعرف جوهر نعمة الرّوح القدس". ويُضيف القدّيس سيرافيم سوبوليف "أنّنا نستطيع أن نعرف نعمة الرّوح القدس روحيًّا ومن خلال الخبرة، عندما نختبر في قلوبنا عملها الخلاصيّ، وندرك من خلالها حقيقة الله وحقيقة العالم، ونشعر في داخلنا بقوّتها في محاربة الخطيئة وبالفرح غير الموصوف". سوف نعرف ماهيّة نعمة الرّوح القدس فقط عندما تملك فينا على جميع أهوائنا، وسوف نشعر بها، كما ملكوت الله، برًّا وسلامًا وفرحًا في الرّوح القدس (رومية 17:14).
إنّ أكثر من يشعر برحمة الله هو من يدرك خطيئته من جهة ويلحظ العطايا الإلهيّة من جهةٍ أخرى. ما امتاز فيه الكتاب المقدّس مقارنةً مع الدّيانات الأخرى هو تشديده على تسبيح الله وتمجيده، أي شكره. والدّرجة القصوى من الشّكر هي حين نشكر ونحن في ضيقٍ وشدّةٍ، حين نعرف أنّ الله محبٌّ ومعطٍ ليس فقط في ظهور عطاياه الجيّدة، ولا من إيماننا أنّه يهبنا ويرعانا ولو لم نرَ ذلك. لكن نشكر حتّى في ساعات الألم والشّدائد لأنّ العطيّة من الله والبَلِيَّة ليست منه. لذلك نعرف عن القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم أنّه بعد خدمةٍ للكنيسة شاقّةٍ وصادقةٍ نُفِي ظلمًا، ولمـّا كان في منفاه على فراش الموت بسبب البرد والضّعف والتّعب، جاء إليه تلاميذه فسمعوه في تلك اللّحظات يقول: "الحمد لله على كلّ شيء!".
أخبارنا
برنامج صّلوات راعي الأبرشيّة في الأسبوع العظيم المقدّس
* أحد الشّعانين:
+ سحريّة وقدّاس الشّعانين في كنيسة رفع الصّليب رعيت، السّحريّة عند السّاعة 8:30 صباحًا، والقدّاس عند 10:00 صباحًا.
+ صلاة الختن الأولى في كنيسة القدّيس جاورجيوس- حوش الأمراء، عند السّاعة 6:00 مساءً.
* الإثنين العظيم:
+ صلاة السّاعات والقدّاس السّابق تقديسه في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- حيّ الميدان زحلة، عند السّاعة 10:00 صباحًا.
+ صلاة الختن الثّانية في كنيسة سيّدة الزّلزلة- زحلة، عند السّاعة 6:00 مساءً.
* الثّلاثاء العظيم:
+ صلاة السّاعات والقدّاس السّابق تقديسه في كنيسة القدّيس جاورجيوس- كفرزبد، عند السّاعة 9:00 صباحًا.
+ صلاة الختن الثّالثة في كنيسة القدّيس أنطونيوس- المعلّقة، عند السّاعة 6:00 مساءً.
* الأربعاء العظيم:
+ صلاة السّاعات والقدّاس السّابق تقديسه في دير ميلاد السّيّدة- قوسايا، عند السّاعة 10:00 صباحًا.
+ صلاة تقديس الزّيت، في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- حيّ الميدان زحلة، عند السّاعة 6:00 مساءً.
* الخميس العظيم:
+ صلاة السّحريّة، السّاعات، غسل الموائد وقدّاس القدّيس باسيليوس الكبير، في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- حيّ الميدان زحلة، عند السّاعة 8:00 صباحًا.
+ خدمة الآلام،
في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- حيّ الميدان زحلة، عند السّاعة 6:00 مساءً.
* الجمعة العظيمة:
+ صلاة السّاعات الملوكيّة وخدمة إنزال المصلوب،
كنيسة القدّيس أنطونيوس- المعلّقة، عند السّاعة 9:00 صباحًا.
+ خدمة جنّاز المسيح، في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس- حيّ الميدان زحلة، عند السّاعة 6:00 مساءً.
* السّبت العظيم:
+ قدّاس سبت النّور، في كنيسة رفع الصّليب- رعيت، عند السّاعة 10:00 صباحًا.