في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء أغاثونيكوس ورفاقه *القدّيسة أنثوسا السّلوقيّة وخادماها *القدّيس الأسقف أثناسيوس الطّرسوسيّ *القدّيسة العذراء أفلاليا برشلونة *الشّهيد سيمفوريانوس الفرنسيّ *القدّيس البارّ إسحق أوبتينا الرُّوسيّ *الشّهداء الرُّوس الجدد مكاريوس، أسقف أوريل ومَن معه *الشّهداء الرُّوس الجدد ثيودوروس سميرنوف، أسقف بانزا، ومَن معه *القدّيس ألكسي الّذي من أوجين *الشّهيد لقيانوس البعلبكي.
* * *
✤ القدّيسة أنثوسا السّلوقيّة وخادماها والقدّيس الأسقف أثناسيوس الطّرسوسيّ ✤
القديسة أنثوسا ابنة أبوين وثنيين غنيين مكرّمين من سلوقيا وهما أنطونيوس وماريا. سمعت بالأسقف أثناسيوس الطرسوسي الذي هدى عدداً كبيراً إلى الإيمان بالمسيح بكرازته وعجائبه. أُخذت الفتاة برغبة جامحة في التعرف على رجل الله. أقنعت أمها بأن تسمح لها بزيارة مربّيتها في كيليكيا. رافقها خصيّان هما خاريسيموس ونيوفيطوس وخدّام وخادمات. في الطريق التقت، بتدبير الله، الأسقف أثناسيوس فعرفته لأنه سبق لها أن عاينته في الحلم. ألقت بنفسها عند قدميه وسألته أن يلقنها الإيمان ويعمّدها. لم يكن في الموضع ماء، فاستنبع رجل الله ماء بنعمة الله والصلاة وعمّدها باسم الثالوث القدوس هي وخادميها. للحال ظهر ملاكان، بشكل جنديين متلألئين، وألبساها ثوباً أبيض. فتح الرب الإله ذهنها فعلمها أثناسيوس ما يلزمها للسلوك في السيرة الجديدة.
أعطته أنثوسا ثيابها الثمينة عطية للفقراء وتابعت سيرها مزودة بالبركة، فلما وصلت إلى حيث أقامت مربيتها تعجّبت هذه الأخيرة من منظرها فأعلمتها أنثوسا بأنها اعتمدت باسم المسيح. للحال أطلقتها خوفاً على نفسها من أن يُظنّ أن لها ضلعاً في هدايتها. ردة فعل والدتها، لما درت بالأمر، كانت عنيفة. على الأثر فرّت أنثوسا من البيت والتحقت بأبيها الروحي، أثناسيوس، الذي وشحها بوشاح العذراوية وأنشأها على سيرة الكمال الإنجيلي. اعتزلت في البرية حيث بقيت ثلاثاً وعشرين سنة في عشرة الوحوش الذين كانوا يأتونها بالقليل من القوت الذي احتاجت إليه.
أما الأسقف أثناسيوس فقد تم توقيفه خلال حملة فاليريانوس قيصر (حوالي 259م) على المسيحيين. مَثَل أمام الإمبراطور وسُلّم للتعذيب ثم قُطِع رأسه. وإن مسيحياً تقياً وضع جسده في تابوت من فضة ونقله إلى أورشليم. أما خاريسيموس ونيوفيطوس فلما رأيا أن معلمتهما قد انتقلت إلى البرية والقديس أثناسيوس نال إكليل الشهادة، أسلما نفسيهما إلى فاليريانوس وجاهرا بمسيحيتهما وقبّحا الأوثان وعابديها. عُذّبا وثُبتا فجرى قطع عنقيهما.
انحفظت أنثوسا من الاضطهاد في مغارتها. وقد عانت تجارب الخبيث طويلاً. وحده اسم يسوع حفظها. لما حان ميعاد إنصافها حضرها ملاك الرب وأنبأها بقرب مغادرتها. وبالفعل رقدت بسلام على الصخرة التي اعتادت أن تستريح عليها. بقي جسدها مخفياً في المغارة أربع سنوات إلى أن دفع روح الرب عذراء اعتمدت النسك سيرة في الجبال، واسم العذراء بوليخرونيا، إلى المغارة فاكتشفت جسد القديسة أنثوسا وكأنها رقدت لتوها. استعانت بوليخرونيا بناسك شهير اسمه إبراهيم جاء وثلاثة من تلاميذه ودفنوا الجسد. وبأمر ملاك الرب بُنيت بقرب المغارة كنيسة ودير صارا مصدر بركات وعجائب جمّة للمؤمنين في تلك الأنحاء.