في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*رقاد القدّيسة حنّة، أم والدة الإله *القدّيسون آباء المجمع المسكونيّ الخامس *القدّيسة البارّة أفبركسيا *القدّيسة الشَّمّاسة أوليمبيا *القدّيس البارّ مكاريوس الرّوسيّ العجائبيّ *شهداء ليون وفيينا في بلاد الغال (فرنسا).
* * *
✤ القدّيسة الشَّمّاسة أوليمبيا ✤
وُلدت أولمبيا في القسطنطينية لأبوين من ذوي رفعة المقام. كان أبوها، أنيسيوس سوكوندوس أحد أعضاء المشيخة، وأمّها ابنة أفلافيوس، أحد الأرستقراطية. لمـّا بلغت أوليمبيا الأشُدّ، جرت خطبتها إلى أحد النبلاء، لكنّه قضى قبل زواجه منها. حثّها الأمبراطور ومَن لها على اتّخاذ زوج آخر على غير طائل. أبت وكرّست نفسها لحياة مرضية لله تعطي من ثروتها الكثير للكنيسة والفقراء. خدمت في الكنيسة كشمّاسة، أولاً في زمن القدّيس نكتاريوس، ثمّ في زمن القدّيس يوحنّا الذهبي الفم. لما جرى نفي الذهبي الفم، نصح أوليمبيا بالبقاء في الكنيسة كما في السابق وخدمتها، كائناً مَن كان رئيس الأساقفة الذي يخلفه. لكن حصل، إثر نفي رجل الله، أنّ ناراً اندلعت في كنيسة كبيرة وامتدّت النار إلى عدّة مبان عامة في العاصمة. وقد اتّهم أعداء الذهبي الفم أوليمبيا بأنّها هي مَن أشعلت النار في الكنيسة والمباني. على الأثر جرى نفيها من القسطنطينية إلى نيقوميذيا حيث رقدت في العام 408 م بعدما تركت توجيهات بإلقاء جسدها في صندوق في البحر وأن تُدفَن حيثما حطّت بها الأمواج. استقرّ الصندوق في موضع اسمه Vrochthor. هناك وُجدت كنيسة على اسم القدّيس الرسول توما. أشفية عظيمة جرت برفاتها عبر العصور. يُذكر أنّ القدّيس يوحنّا الذهبي الفم وجّه إلى أوليمبيا في منفاها رسائل جميلة. من بين ما كتب، في الرسالة السادسة من السبع عشرة ما يلي: “الآن أفرح فرحاً عميقاً لا فقط لأنك نجوت من المرض ولكن بالأكثر لأنّك تحملين عبء العداوات بقوّة نفس كبيرة، معتبرة إيّاها كلا شيء. وهذه سمة النفس المفعمة بالقوّة التي تحفل بثمار الشجاعة بغنى. لست تكابدين البليّة بقوّة داخلية وحسب بل تجعلينها خفيفة الحمل دون مشقّة، مسرورة ومنتصرة عليها، ذاك برهان على أعظم الحكمة”.