في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيدان كيريكس ويوليطة *الشّهيد لوليان *الشّهيد أبوديم *تذكار نقل هامة القدّيسة مطرونا الّتي من خيو *الـمُعادِل الرُّسُل، مُنير الشَّعب الرُّوسيّ، القدّيس الأمير فلاديمير الكييفيّ *القدّيس البارّ دونالد السّكوتلانديّ *القدّيس البارّ أسيا العجائبيّ.
* * *
✤ الـمُعادِل الرُّسُل، مُنير الشَّعب الرُّوسيّ، القدّيس الأمير فلاديمير ✤
إثر حصار الروس للقسطنطينة في العام 864م، أرسل القدّيس فوتيوس إلى كييف أسقفًا وعددًا من الكهنة بقصد زرع بذور المسيحيّة هناك. لكن البعثة تعثّرت بسبب تغيّرات عسكريّة وسياسيّة حدثت. بعد ذلك حاول الروس ثلاثًا أخذ المدينة المتملّكة، خلال الأعوام 911 و944 و971، ولكن على غير طائل. وبفضل العلاقات التجاريّة مع كييف أضحى التجّار حملة للإيمان المسيحيّ. فما إن حلّ العام 945م حتّى وُجدت في كييف رعيّة مسيحيّة تجتمع في كنيسة على اسم القدّيس النبي الياس. لهذا التواجد المسيحي يعود الفضل في هداية القدّيسة أولغا أرملة الأمير إيغوار. لكن مسيحيّة أولغا لم تصر حركة شعبيّة بسبب تمسّك ابنها سفياتوسلاف بالوثنيّة. فلمّا توفّي صار ابنه ياروبولك أميرًا لكييف فيما استقرّ اخوه الأصغر، فلاديمير، في نوفغورود. أمّا فلاديمير فاضطهده أخوه فلجأ إلى سكندينافيا ليعود، أميرًا لكييف في العام 980م. لم يكن فلاديمير، أول أمره، مائلاً إلى المسيحيّة، والتحوّل حصل في حياته إثر سعيه بعد انتصاره في معركة ضدّ الـ”Jat Vagues” في العام 983م. إلى تقديم ضحية بشريّة للوثن بيرون. اختياره وقع على مسيحيَّين هما ثيودوروس وابنه يوحنّا. هذان صارا أول شهيدَين مسيحيَّين في روسيا. لكن الذبيحة التّي قدّمها فلاديمير تركت اثرًا كبيرًا في نفسه وحملته على التساؤل في شأن الديانة الحقّ. اهتمامات فلاديمير الدينيّة بلغت أسماع الشعوب فأوفد المسلمون البلغار واليهود الخازار والمسيحيون اللاتين والروم الأرثوذكس مبعوثين إلى كييف يرومون كسب الأمير الكبير إليهم. استشار فلاديمير البويار (الأمراء الصغار) وقرّر إيفاد سفراء إلى مختلف البلدان التي أتى منها المبعوثون ليقف على هذه الديانات في ديارها. فلمّا بلغ سفراؤه القسطنطينة تسنّى لهم المشاركة في القدّاس الإلهيّ وفي شتى إحتفالات الكنيسة الكبرى، كنيسة الحكمة المقدّسة. إنطباعهم كان قويًّا لدرجة أنّهم ذهلوا ونقلوا إلى فلاديمير ما عاينوه على النحو التالي: “لم نعرف ما إذا كنا في السماء أم على الأرض، لأنّه ليس على الأرض مشهد مماثل لما عاينّاه ولا جمال، وأنّنا لأعجز عن التعبير عنه. فقط نعرف أنّه هنا يقيم الله مع الناس وعبادته هنا تفوق العبادة في أيّ مكان آخر. لا طاقة لنا على التغاضي عن هذا الجمال، ونحن على يقين أنّنا لن نتمكّن، بعد اليوم، من العيش في روسيا بطريقة مختلفة!”. فلمّا اقتنع فلاديمير بأنّ هذا المجد الذي عاينته السفارة متجلّيًا في كنيسة القسطنطينية لا يمكن إلا أن يكون بهاء الحقيقة قرّر أن يصير مسيحيًّا على دين الروم.
في تلك الأثناء أنهكت الأمبراطور البيزنطيّ باسيليوس الثاني حربه ضدّ البلغار وكان مهدّدًا بالخروج من القسطنطينية بعد ثورة بارداس فوقا عليه في العام 987م. هذا جعله يستعين بأمير كييف الكبير، فلاديمير، الذي عرض مدّه بستة الآف محارب شرط ان يعطيه أخته، أنّا البيرفيرية، زوجة، واعدًا بأن يصير هو وشعبه مسيحيّين. وبالفعل أُخمدت ثورة بارداس، لكن الأمبراطور تأخّر في الإيفاء بوعده بشأن تزويج أخته من بربري، ردّ فعل فلاديمير كان أنّه احتلّ مدينة شرصونة في الكريمية وهدّد بمواصلة الزحف حتّى القسطنطينية ما لم يفِ الأمبراطور بالتزامه. هذا حدا بباسيليوس الثاني إلى إرسال أخته يرافقها الأسقف ميخائيل وكهنة عُيّنوا مرسَلين إلى روسيا. وقد اعتمد الأمير الكبير واتّخذ اسم باسيليوس يوم الظهور الإلهيّ. كذلك اعتمد ضبّاطه. وبعد ذلك تمّ الزفاف.
لـمّا عاد فلاديمير إلى كييف أطلق زوجاته الوثنيّات وشرع في تطهير المدينة من عبادة الوثان وألقى بتمثال الإله بيرون في نهر الدنيبر على مرأى من الشعب. كذلك أخذ القدّيس ميخائيل الأسقف يكرز بكلمة الله مستعينًا بفلاديمير. وفي العنصرة اعتمد جمهور كبير من الناس في النهر. وقد كان القدّيس فلاديمير عرّابًا للشعب الروسيّ في معموديته، كما ألغى حكم الموت وسلك في سيرة مرضيّة لله حتّى أطلق عليه شعبه تسمية “الشمس المشعّة”. وقد بنى الكنائس محل هياكل الأوثان وخاصة كنيسة بهيّة على اسم رقاد والدة الإله في موضع استشهاد القدّيسين ثيودوروس ويوحنا. كذلك أنشأ المدارس لتعليم الشعب وإعداد الكهنة، كما بُعث بالمرسلين في كلّ ناحية للكرازة بكلمة الله باللغة السلافية. أضحت كييف مركز الأسقف المتروبوليت التابع للبطريركية القسطنطينية وله سلطة على كلّ الأرض الروسيّة.