في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيدة في العذارى فبرونيّا النّصيبيّة *العذارى الشّهيدات ليبيا وليونيس وأوتروبيا *الشّهداء أورنتيوس وإخوته السّتّة *القدّيسان البارّان ديونيسيوس وضومط الآثوسيّان *القدّيس البارّ سمعان السّينائيّ *الجديد في الشّهداء بروكوبيوس البلغاريّ *الجديد في الشّهداء جاورجيوس أتاليا *الأميران القدّيسان البارّان داود وأفروسيني الصّانعا العجائب *القدّيس البارّ غاليكانوس أوستيا *القدّيس البارّ الـمُعتَرِف نيقون أوبتينا الرُّوسيّ.
* * *
✤ الجديد في الشّهداء جاورجيوس أتاليا ✤
القدّيس جاورجيوس من عائلة ميسورة تقيّة من أتاليا البمفيليّة في آسيا الصغرى. قٌبِض عليه ولدًا، أخذه آغا المنطقة وجعله مسلمًا. وبعدما أبقاه لديه بضع سنوات خادمًا أعطاه ابنته زوجةً. بحث عنه ذووه في كلّ مكان، فلمًا علموا أنّه في خدمة الآغا وأنّه ارتدّ عن إيمانه بالمسيح، أوحوا إلى امرأة تقيّة اسمها ماريا كانت تخدم هي أيضًا في قصر الآغا أن تذكّر جاورجيوس بأصله وكم كان ذووه حزانى على خسران نفسه. مرّرت ماريا الكلمة إليه فصحا ضميره وارتجّ كيانه وقرّر الهرب. سأل معلّمه الإذن بالخروج إلى مكّة حاجًّا، توجّه إلى أورشليم حيث التقى ماريا. وبعدما اعترف بخطيئته سجد وتبرّك بدموع. على مدى سنتين اهتمّت به ماريا كأمّ كما أشارت عليه بأن ينضّم إلى الحجاج القادمين من كرينا في آسيا الصغرى ويقيم في هذه المدينة المضيافة التي عاش فيها المسيحيّون والأتراك في سلام ووئام. هناك استقرّ كبائع للقهوة واتّخذ شابة مسيحيّة اسمها هيلانة زوجة له. بقيت الحال على هذه الوتيرة السلاميّة إلى أن اندلعت الثورة اليونانيّة في العام 1821م. مذ ذاك تدهّورت الأوضاع وتعرّضت كرينا وناحيتها إلى حملات عثمانيّة انتقاميّة. وذات يوم أُعلن عن وصول آغا أتاليا على رأس قوّة عسكريّة متّجهة إلى خيو المقابلة لكرينا. مهمّة القوّة العسكريّة كانت البطش بسكّان خيو وإحراقها. رغبت ماريا وهيلانة إلى جاورجيوس أن يتوارى ليتّقي شرّ الآغا فأجاب أنّه لا يخشى جانبه وأنّه سيسعى إلى الإفادة من وجوده، فلمّا وصل الآغا كان جاورجيوس يعمل سائسًا فساعده عن الترجّل عن حصانه. وفطن الآغا إلى السائس ليس هو سوى صهره فاستفسر عن سبب تواريه ففهم منه أنّه لم يعد مسلمًا وأنّه عاد إلى مسيحيّته، ولا يشاء أن يموت إلاّ كمسيحي. استبدّ الغيظ بالباشا وأمر بإلقائه في السجن وجلده. حاول الآغا استرداد الشاب فأخفق، فأبقاه في السجن مقيّدًا، نجح كاهن في تمرير القدسات إليه عبر مسيحيّين اصطنعا مشادة أُودعا السجن على أثرها. أخيرًا بعد التعذيب عيل صبر الباشا فجرى إعدامه في العام 1823م، كلماته الأخيرة كانت: “أذكرني يا ربّ!”. ثم استدار ناحية الشرق وأسلم الروح. بقي جسده معلّقًا ثلاثة أيام والجند يحرسونه، هؤلاء كانوا كلّ ليلة يعاينون نورًا يحيط به وكاهنًا يظهر بجانبه مبخّرًا. جرّروه إلى المرفأ وألقوه في البحر ولكنَّ جسده طاف فالتقطته سفينة يونانيّة تحت راية نمساويّة. نقله القبطان إلى روسيا حيث أكرمه الشعب المؤمن وتبرّك به.