صباح اليوم الأحد ٥، كانون الثّاني ٢٠٢٠، ترأس صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) الجزيل الإحترام، صلاة السحر والقداس الإلهي الأحد قبل عيد الظهور الإلهي في كنيسة القديس أندراوس الرسول في رياق.
من أبرز ما جاء من عظة صاحب السّيادة، التالي:
عيد الظّهور الإلهيّ هو عيد كشف الرّبّ يسوع المسيح لنفسه بهدف انطلاقه للبشارة، كما أنّه عيد كشف سرّ الله، أي أنّ اللّه ثالوث: آب وابن وروح قدس.
نُلاحظ التّواضع الأقصى للرّبّ من حدث الميلاد مرورًا بعيد الظّهور الإلهيّ ووصولًا إلى حادثة الصّلب. كيف يتواضع الإله الطّاهروالنّقيّ، النّور والحياة، ويأتي كإنسان عند عبدٍ حتّى يضع هذا الأخير يده على السّيّد ليُباركه؟
إنّ هذا الحدث لا يتماشى مع العقل إنّما وفق سرِّ تواضع الإله.
يُعلّمنا هذا التّواضع أنّ الإنسان لا يتمجَّد إلّا إن اتّضع. من يريد أن يسلك مع الرّبّ يجب أن يتعلّم التّواضع، لأنّنا نعبد إلهًا تواضع حتّى المُنتهى.
لا يقدر أن يتواضع إلّا مَن يحبّ، أمّا مَن لا يحبّ لا يتواضع ولا يقدر أن يتواضع لأنّه مُستكبِر يَدور حول نفسه.
لقد وُلِدَتْ الخليقة كلّها والبشريّة من جديد بولادة الرّبّ، ولقد تجدّدت الطّبيعة عندما نزل الرَّبّ إلى الماء. لذلك، إنّ غايتنا في هذه الأعياد هي أن نتجدّد وأن نتنقّى، أن نتطهّر وأن نتّضع، أن نمتلئ من الحياة الجديدة حتّى نولَد بَشَرًا جُدُدًا على صورة خالِقِنا. خالقُنا الّذي صارَ إنسانًا لأجلنا حتّى يجعلنا مُتألّهين مثله، بنعمته، وحتّى يُشركنا في حياته في سرِّ وجوده.
إنْ كنّا أبناء النّور واكتشفنا أنّ الله نور، إنْ استنرنا بالمعرفة الإلهيّة بسرِّ الله، أي بأنّ الله حبّ وثالوث، بأنّ الله تجسّد وأتى فشاركنا حياتنا، حينئذٍ نصبح بشرًا جُدُدًا مُختلفين عن كلّ ما في هذا العالم.
لا يقدر أن يكون حُرًّا مَن لا يعرف الحقّ. لا يقدر أن يكون حُرًّا إلّا مَن سلك في الحقّ ومَن دفع ثمنه، لأنه حينئذٍ يتحرّر الإنسان ويعرف أنّ لا شيء في الدّنيا أثمن من حقّ الله، ويصير في الثّقة الكاملة والاتّكال على الله الّذي لا يخذله ولا يتركه، كما يقول كتاب المزامير: “لم أرى صِدّيقًا مُحتاجًا”.
كلّ عام وأنتم بخير..!!