في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ هيلاريون، رئيس دير الدّلماطون *القدّيس البارّ أتاليوس العجائبيّ *القدّيسات العذارى كيريا وفاليريا ومرقيا *الشّهيد جلاسيوس *القدّيس البارّ أيّوب (أنوب) العجائبيّ *القدّيس البارّ فوتاس *أبونا الجليل في القدّيسين كلود رئيس أساقفة بزونسون *القدّيس البارّ Gudwall الّذي من Wales *القدّيسات العذارى أرخيلاييس وتقلا وسوزانا *القدّيس البارّ باييسيوس أوغليتش الرّوسيّ *القدّيس البارّ يونان كليمتز الرّوسيّ *أبونا الجليل في القدّيسين يونان أسقف Perm الكبرى *ذكرى الأعجوبة الّتي صنعها ميخائيل، رئيس الملائكة، في الإسكندريّة.
* * *
✤ القدّيس البارّ أيّوب (أنوب) العجائبيّ ✤
خبره مستمد من بستان الرهبان. في الرواية أن سبعة إخوة في الجسد وفي الروح عاشوا بروح الحبّ وكانوا مثالاً لحياة الشركة. هؤلاء هم البار أيوب أو أنوب والبار بيمين وإخوتهما.
قيل إنه لما هاجم البربر الإسقيط وأعاثوا فيه فساداً، انتقل هؤلاء الإخوة معاً إلى موضع آخر يدعى “إبرين” وأقاموا معاً في معبد للأوثان.
وإذ أراد الأخ الأكبر، الذي هو أيوب، أن يعطي إخوته درساً مفيداً في مطلع حياتهم الرهبانية معاً هناك، قال لأخيه بيمين أمام بقيّة إخوته: “لنصمت جميعاً، كل من ناحيته، ولا يكلّم أحدنا الآخر لمدّة أسبوع”. فأجابه بيمين: “لنصنع كما أمرت”، وفعل الكل كذلك.
وكان في ذلك الموضع صنم حجري فكان أيوب يقوم في الصباح ويردم وجه الصنم بالتراب وفي المساء يقول للصنم: “اغفر لي!” استمرّ على هذه الوتيرة طيلة الأسبوع. فلمّا انقضى الوقت قال بيمين لأيوب: “لقد رأيتك يا أخي خلال هذا الأسبوع تقوم في الصباح وتردم وجه الصنم وفي المساء تقول له: اغفر لي! أهكذا يفعل الرهبان؟” أجاب أيوب: “لمّا رأيتموني أردم وجهه، هل غضب؟” قال: “لا”. فقال: “ولمّا تبت إليه هل قال: لا أغفر لك؟” قال: “لا”. فقال أيوب لإخوته: “ها نحن سبعة إخوة. إن أردتم أن نسكن معاً فلنصر مثل هذا الصنم الذي لا يبالي بمجد أو هوان. وإن لم تؤثروا أن تكونوا هكذا فها أربع طرق أمامكم، ليذهب كل واحد حيثما يشاء”. فأجابه إخوته: “نحن لله ولك، ونحن مطيعون لما تشاء”. وإذا اختاروا أحدهم للاهتمام بالمائدة، كانوا يأكلون مما يقدّمه لهم دونما اعتراض.
إلى ذلك كان متى جاء أحد إلى بيمين طالباً مشورته يرسله إلى أخيه أيوب قائلاً له: “هذا أكبر مني”. وإن جاء أحد إلى أيوب كان يرسله إلى أخيه بيمين قائلاً له: “هو أحكم منّي وقد وهب هذه النعمة”. هكذا سلك الاثنان بروح الاتضاع يقدّم كل منهما الآخر على نفسه.
كذلك اعتاد أيوب أن يقول: “منذ أن حلّ عليّ اسم المسيح لم تخرج قطّ من فمي كلمة بطالة”.
وقيل عاش الإخوة لا يقبلون عطية من أحد بل يعملون بأيديهم ليعيشوا من تعبهم، مهتمّين بالعطاء أكثر من الأخذ. وقد ورد في شأنهم أن تاجراً رغب في تقديم عطيّة لهم محبّة بيمين وإخوته، لكنهم رفضوا عطيته. وفي إحدى المرّات جمعوا عمل أيديهم وأرسلوه للبيع فلم يشتره أحد. فأسرع أحد العارفين وأخبر التاجر فأحضر التاجر جملاً وتظاهر بأنه محتاج إلى عمل أيديهم ليقدّم لهم الثمن. وما أن أخذ التاجر أعمالهم اليدوية ورحل حتى جاء من قال لهم إن التاجر أخذ هذه الأشياء ولا حاجة له إليها. فلمّا سمع بيمين بذلك قال لأيوب: “لنسرع ونحضر الجمل وإلا فلن أبقى في هذا الموضع”. وبالفعل أسرعوا إلى التاجر وبصعوبة قبل التاجر أن يعود بجمله ويستردّ ماله. وإذ رأى بيمين الجمل فرح جداً كمن وجد كنزاً عظيماً.