في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*وضع زنّار والدة الإله الكلّية القداسة في كنيسة خالكوبراتيا *الشّهداء أندراوس وهيراكليوس وفوستوس وميناس *الشّهيد فيليوروتوس *الشّهيد ديادوخوس *الشّهيدات العذارى السّبع في غزّة *الشّهداء الثّلاثمائة والسّتّة والسّتّون في نيقوميذا *الشّهداء الأربعة في برجة بمفيليا *القدّيس البارّ إيدان، أسقف لينديسفارن الإنكليزيّ *الجديد في الشّهداء الرّوس ميخائيل كوسوخين.
* * *
✤ وضع زنّار والدة الإله الكلّية القداسة في كنيسة خالكوبراتيا ✤
وفقاً لتقليد كنسي قديم، حين كانت والدة الإله الكلّية القداسة على وشك مغادرة هذا العالم لتنضمّ إلى ابنها وإلهها، أعطت ثوبيها إلى امرأتين يهوديّتين فقيرتين سبق لهما أن خدمتاها. هاتان المرأتان حفظتا، بعناية، البركة التي انتقلت من جيل إلى جيل إلى أن بلغ غالبيوس وكانديوس أحد الثوبَين، زمن الأمبراطور البيزنطي لاون الأول فوضعاه في كنيسة سيّدة بلاشيرن (2 تموز) في القسطنطينية.
أما زنّار والدة الإله الذي انوجد، لا نعرف كيف، في أبرشية زيلا، القريبة من أماسيلا في هيلينوبونتوس، فقد جرى نقله إلى القسطنطينية، زمن الأمبراطور يوستنيانوس الأول (حوالي العام 530 م) وأُودع كنيسة خالكوبراتيا غير البعيدة عن كنيسة الحكمة المقدّسة. إلى هذه الكنيسة يعود العيد الذي نحتفل به اليوم.
ثمّ إنّ سنوات طويلة مرّت إلى حوالي العام 888 م حين كانت زوجة الأمبراطور لاون السادس الحكيم، المدعوّة زويي، مريضة مرضاً شديداً بتأثير الروح الخبيث. وقد أُعلمت في رؤيا أنّها ستنال الشفاء بوضع زنّار والدة الإله عليها. للحال فكّ الأمبراطور أختام الصندوق الذي احتواى الإرث الثمين فوجد فيه الزنّار المقدّس بهيّاً جديداً كما لو حيك العشية. وبجانب الزنّار كانت وثيقة تشير، بدقّة، إلى التاريخ الذي جرى فيه نقل الزنّار إلى القسطنطينية وكيف أن الأمبراطور نفسه وضعه في الصندوق وختمه بيديه. قبّل الأمبراطور لاون الإرث بإكرام وسلّمه إلى البطريرك. وما إن جعله البطريرك على رأس الأمبراطورة حتى شُفيت من علّتها. وقد مجّد الجميع المسيح المخلّص وأمّه الكلّية القداسة. ثمّ أُعيد الزنّار إلى الصندوق بعدما اشتملته الأمبراطورة الشاكرة بخيطان الذهب.
من جهة أخرى، يُحكى أنّ القيصر البلغاري Asen (1187 – 1196)، لما قهر الأمبراطور إسحق الثاني آنج (1190)، استأثر بالصليب الذي كان فيه جزء من الزنّار المقدّس. وإنّ كاهناً ألقاه في النهر لئلا يتدنّس. هذا استعاده الصرب وقدّمه الأمير القدّيس لعازر (+ 1389 م) إلى دير فاتوبيذي، في جبل آثوس حيث لا يزال مكرّماً إلى اليوم، تنبعث منه رائحة طيِّبة ويجري به العديد من العجائب.
هذا الزنّار، الذي شدّ الأحشاء العفيفة التي اشتملت الخالق، باقٍ لكل المؤمنين عربون خلاص وعلامة لتزنير كل حركات البدن والاقتداء بعفّة النفس والجسد لوالدة الإله الكلّية القداسة ابتغاء التأهّل لحمل المسيح، في القلب، وقد جعل نفسه لنا “ولداً صغيراً”.