في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس الرّسول مرقص الإنجيليّ *أبونا الجليل في القدّيسين حنانيّا الإسكندريّ *أبونا الجليل في القدّيسين مقدونيوس الثّاني، بطريرك القسطنطينيّة *الشّهداء النُسّاك الثّـمانية *القدّيس البارّ إيفو الفارسيّ *أبونا الجليل في القدّيسين فيباديوس أجان الفرنسيّ *القدّيسان الشمّاسان فيلو وأغاثوبوديس الأنطاكيّان * الشّهيد في الكهنة استفانوس الثّاني، بطريرك أنطاكية *القدّيس البارّ سيلفستروس أوبنورسك.
* * *
✤ القدّيس البارّ سيلفستروس أوبنورسك ✤
أحد تلامذة القديس الروسي البار سرجيوس رداونيج (+1392م). بعدما سلك في الطاعة في دير الثالوث القدوس أعطى البركة أن يقيم في البرية. أقام في عمق البرية المحاذية لنهر أوبنورا الذي يصب في نهر كوستروما. نصب صليباً في المكان ونسك. بقي هناك وحيداً، فترة طويلة، لا يعلم بأمره أحد. ولحسن التدبير الإلهي اكتشف فلاح قلايته بعدما ضل السبيل. عاين الفلاح، إثر دنوه من المكان، نوراً ثم أعمدة من غيم. بكى الناسك حسرة لأنه جرى اكتشاف موضع عزلته. لكنه أفضى أنه كان مقيماً في المكان منذ فترة طويلة وأنه كان يأكل جذور النباتات وقشور الشجر. انتباه الضعف، أول أمره، من فقدان الخبز لديه، وانهار. لكن ملاكاً ما لبث أن ظهر له في شكل رجل عجيب ولمس يده. من تلك اللحظة لم يعد سيلفستروس يعرف أي أسى. ثم أن الفلاح أتاه بخبز وطحين. مذ اك أخذ صيته ينتشر. شرع الفلاحون يفدون إليه من أماكن غير قريبة. وطلب العديدون الانضمام إليه. سمح لهم ببناء قلالي بالقرب منه. بعدما أزداد عدد المتحلقين حوله توجه إلى موسكو حيث طلب من القديس المتروبوليت ألكسيوس (+1379) أن يسمح له ببناء كنيسة إكراماً لقيامة الرب يسوع. أعطاه ألكسيوس الأنديمنسي اللازمة لإقامة سر الشكر وجعله رئيساً للدير. إثر اكتمال بناء الكنيسة ازداد عدد الإخوة بشكل ملحوظ وأخذ سيلفستروس يعتزل، بتواتر، للصلاة في عمق الغابة. البقعة التي أقام فيها أطلقت عليها، فيما بعد، تسمية “الغيض المأمور” لأن القديس أمر بعدم قطع الأشجار في المكان. حفر في الموضع ثلاثة ينابيع وحفر رابعاً على خد تل عند نهر أوبنورا. كان يعود إلى الدير من وقت لآخر ليجد الناس في انتظاره ليباركهم ويُسدي إليهم النصح.
عندما مرض سيلفستروس مرض الموت حزن الإخوة لخروجه إلى العزلة. فأجابهم معزياً: “لا تكتئبوا لأن مشيئة الله هي في كل شيء. احفظوا وصية الرب ولا تخشوا في هذه الحياة البلية فتكون لكم المكافأة في السماء. إذا كانت لي دالة لدى الله بالفعل، وكانت أعمالي مرضية لديه، فلن ينقص هذا الموضع في شيء عند رحيلي. ولن صلوا إلى الرب الإله وإلى والدته الكلية النقاوة لكي تنجوا من تجربة الشرير”.
رقد سيلفستروس بالرب في 25 نيسان 1479م ودفن عن يمين كنيسة القيامة. يُذكر أن سجلاً بالعجائب التي جرت برفاته، وعددها ثلاث وعشرون، محفوظ من العام 1645م. بين هذه العجائب اثنتا عشرة حالة طرد للأرواح الشريرة وست حالات شفاء من أمراض العيون. يُحكى أن أحد الرهبان الكهنة، في الدير، شاء، في وقت من الأوقات، أن يقطع بعض الأشجار من المنطقة التي حظر القديس قطعها، للتدفئة فضُرب بالعمى. وبعد أربعة أسابيع اعترف بخطيئته وتاب وصلى. ولما أتي برفات القديس استرد الراهب الكاهن البصر.
طروباريّة القدّيس سيلفستروس أوبنورسك (باللّحن الثّامن)
لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ سيلفستروس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.