في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيدة يولياني ورفقتها *الشّهيد تيميستوكليس الّذي من ميرا *أبونا الجليل في القدّيسين بطرس متروبوليت كييف *القدّيسة الشّهيدة يولياني أميرة فيازما *القدّيس بروكوبيوس المتباله الّذي من فياتكا.
* * *
✤ الشّهيدة يولياني ورفقتها ✤
ولدت القديسة يولياني في مدينة نيقوميذية، المقر الشرقي للإمبراطور الروماني، من أبوين وثنيّين شريفين. وقد تسنّى لها، بنعمة الله، أن تلتقي مسيحيّين بشّروها بكلمة الخلاص فاهتدت وآمنت ونذرت للمسيح يسوع بتوليتها. فلما قاربت سن الزواج خطبها والداها إلى أحد أعضاء المشيخة، المدعو ألفسيوس. هذا تعلّق بها وبات ينتظر زفافه منها بفارغ الصبر. ولكي تردّه عنها دون أن تكشف له ما في نيّتها، قالت له، وقد أخذ به الوجْد، إنها لا تقبل به زوجاً إلا إذا أثبت انه أهل لها. وكيف ذلك؟ بأن يصير والياً للمدينة! ظنُّها كان أنه لن ينجح في سعيه وسينصرف عنها. لكن توقعاتها لم تكن في محلّها لأن الرب الإله أراد لها غير ما نظرت لنفسها. فإن ألفسيوس اجتهد، بكل ما أوتي من إمكانات واتصالات، أن يبلغ مأربه، والشوق غلاّب، فأضحى، بعد حين، والي المدينة بالفعل. فعاد إليها مظفّراً يطالبها بما وعدته به، فلم تجد أمامها سوى أن تصارحه بأنه ما لم يتخلّ عن عبادة الأوثان ويقتبل إيمان المسيحيين، وصولاً إلى الحياة الأبدية، فإنها لن تقبل به زوجاً لها البتة. كلام يولياني لألفسيوس كان صدمة جعلته يشعر بالمهانة، فحاول إقناعها فلم تقتنع، فأخبر أباها بالأمر. والداها أيضاً صدما وحاولا ردّها عما اعتبراه غيّاً فلم يكن نصيبهما خيراً من نصيب خطيبها. أخيراً عيل صبر والدها، وقد حسب انضمامها للمسيحيين عاراً له بين الناس، فسلّمها إلى ألفسيوس الذي أضحى لها قاضياً وجلاداً. ولكي ينتقم الوالي لكرامته الجريح ورغبته الخائبة، أخضع يولياني للتعذيب، فعمد عمّاله إلى تعريتها وجلدها وتعليقها بشعرها حتى انسلخ جلد رأسها. ثم ألقوها في السجن مضرجة بدمائها. وقد ظهر لها الشيطان بهيئة ملاك الرب ونصحها بالخضوع لمعذّبيها والتضحية للأوثان والله مسامحها. وإذ كانت صلاة يولياني سلاحها فقد انفضحت لعينيها حيلة عدو البشر وتشددت هي بالأكثر لتخوض المزيد من المعارك ضد قرى الظلمة في الجولة التالية.
عاد إليها جلادوها بعد حين فأخرجوها من سجنها واقتادوها إلى أتون النار حيث استقر وعاء كبير يغلي بالرصاص كانوا مزمعين أن يلقوها فيه. ثبات فتاة الله لم تتزعزع إزاء هذا التهديد الرهيب لأن محبة المسيح في قلبها تلظّت أكثر من النار الماثلة أمام عينيها. فلما أنزلها الحرّاس في القدر انشق من ذاته واندلق الرصاص منه فأتى على الجنود وأحرقهم. وقد ذكر أن عدداً كبيراً من الوثنيين آمن لمرأى عروس المسيح ونعمة الرب الإله عليها. وفي التراث أن خمسمائة رجل ومائة وخمسين امرأة تأثروا بها وآمنوا لقوة إيمانها فلاقوا حتفهم غمراً من الشهداء للمسيح.
أخيراً قضى الوالي بقطع رأس أمة الله يولياني ونفذ الجنود حكمه، فتكمّلت شهادة عروس المسيح وهي بعد في الثامنة عشرة من عمرها. كان ذلك في زمن الإمبراطور مكسيميانوس (286-305م)، والبعض يقول في حدود العام 299م.
طروبارية القدّيسة يولياني (باللّحن الرّابع)
بما أنّكِ عروسٌ بلا عيبٍ ومجاهِدةٌ شريفة، خُطِبتِ لكلمةِ الآبِ الأزليِّ يا يولياني المجيدة. لأنّكِ تخلَّيتِ عن الخطيبِ الزّائل، وبحكمةٍ جاهدتِ فوقَ الطّبيعة، فانتصرتِ على الحيّة. والآنَ تتنعَّمين بجمالِ أفراحِ عروسِك.