في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس أونسيموس الرّسول *القدّيس البارّ أفسافيوس القورشيّ *الشّهيد ماجور الغزّاوي *القدّيس البارّ ثيوغنيوس بتاليا *الشّهيد الجديد يوحنّا التّسالونيكي *القدّيس البارّ دالماتيوس السّيبيريّ *القدّيس البارّ أنثيموس خيو.
* * *
✤ القدّيس البارّ أنثيموس خيو✤
جرى إعلان قداسته عام 1992 في البطريركيّة القسطنطينيّة.
من عائلة فقيرة من جزيرة خيو. نشأ على التقوى. منذ الطفولية كانت له علاقة ممّيزة بوالدة الإله. قطع دروسه الإبتدائية باكراً لتعلم مهنة السكافة. أعطته أمّه إيقونة قديمة لوالدة الإله يوماً ليرممها عند رهبان دير الآباء القديسين نيقيطا ويوحنا ويوسف المحتفل بتذكارهم في 20 أيار. لاحظ الحياة الرهبانية وامتلأ غيرة سماوية ورغبة في الأقتداء بالرهبان. إثر عودته بنى لنفسه كوخاً في موضع منعزل وشرع في ممارسة الحياة النسكية متجرداً من كل همّ عالمي، أتّبع، وهو في بيته، كل الإرشادات التي زودّه بها الأب باخوميوس،مؤسّس ذاك دير. كان باخوميوس يعجب من طاعة أنثيموس وصمته وحمّيته في الصلاة ويقول لرهبانه: لقد أضحى هذا المبتدئ الصغير راهباً مكمّلاً وسيصير أباً مشهوراً. إيقونة والدة الإله التي أتّخذها معينة وحيدة له كل أيام حياته حفظته وأرشدته في كل جهاداته وكانت عزاءه في المحن والتجارب، وأخذت تجري بها عجائب لمنفعة الجيران الذين كانوا يأتون لزيارته في منسكه. بعد ذلك اعتزل في دير الآباء القديسين حيث اقتبل إسكيمه الصغير باسم أنثيموس.
كُلّف، في الدير، ببعض المهام لكنه ما لبث أن مرض فاضطر رئيس الدير إلى إرساله إلى أهله ليتمكن من متابعة العلاج الطبي لديهم. تابع أنثيموس جهده النسكي كما لو كان في الدير وأخذ يعتاش من ممارسة مهنة السكافة، يؤمّن لوالديه المسنّين لقمة عيشهما ويوزّع الباقي حسنة على المحتاجين. رغم حالته الصحيّة الدقيقة، لم يخفّف من جهده النسكي البتّة، الأمر الذي حرّك الشياطين عليه فأخذت تزأر في وجهه محدثة ضجيجاً رهيباً أثناء صلواته الليلية التي كان يلذ له أن يتمّمها داخل جزع زيتونة عتيقة مجوّفة بقرب قلاّيته. لم يكن ليعطي نفسه راحة وتمكّن بعون والدة الإله من البقاء عشرة أيام وتسع عشرة ليلة يقظاً في الصلاة لا يأخذ من قليل الخبز والماء إلا مرة كل يومين. إثر ذلك دخل في انخطاف وحُملت روحه إلى الفردوس، وسط الأجواق الملائكية، فيما كانن يردد بتواتر ” يا رب ارحم”.
واجتذبت فضائل قديس الله وعجائب إيقونة والدة الإله أعداداً من الزوار تهافتوا على منسكه. بعد سنة من ذلك أقتبل إسكيمه الكبير وتقررت سيامته كاهناً. سامه أسقف إزمير لأن أسقف خيو لم يشأ أن يضع يده عليه بحجّة أنه غير متعلم. لما جرت سيامته اهتزّت الأرض وبرقت الدنيا ورعدت وخرج الشيطان من أحد الممسوسين.
وأثارت فضائل القديس وعجائبه حسد بعض الكهنة فاضطر إلى ترك إزمير وحجّ إلى جبل آثوس ثم عاد إلى خيو حيث عُيّن مرشداً لمؤسسة البرص.(حيث سام راهباً هناك القديس نيكيفوروس الأبرص المعيد له في 17 كانون الثاني الذي أعلنت قداسته مؤخراً في 2 كانون الأول من العام 2012 ) و في وقت قصير حول المؤسسة، التي كان البؤس سائداً فيها، إلى فردوس وإلى عائلة. كان يزور المرضى شخصياً ويعتني بالحالات المنفّرة أكثر من سواها. وبوداعته ونصائحه كان يجتذب البرص إلى الله حتى أن كثيرين منهم صاروا رهباناً وراهبات. كذلك انسكبت الرأفة الإلهية من خلاله على العديد من المؤمنين الذين كانوا يأتون ملتمسين شفاعة رجل الله ونصائحه. وإن وثمانية وثلاثين ممسوساًُ استردّوا العافية بفضل أصوامه وصلواته أمام إيقونة والدة الإله.
أسّس ديراً للراهبات وجعل إيقونة والدة الإله في الكنيسة التابعة له. أقام في المكان إلى آخر أيامه. ضمّ الدير ثمانين راهبة واعتُبر ديراً نموذجياً في كل بلاد اليونان. استمر القديس لأهل خيو معزّياً وشفيعاً وأباً روحياً. لم يكن ليترك زائراً يأتي إليه، مريضاً أو تائباً، إلا ويعزي قلبه بكلمة إلهية أو بنباتات طبيّة أو بصلاة مصحوبة بدموع يذرفها لأجله أمام إيقونة والدة الإله. أحياناً كان يأتي إليه في اليوم ما بين ستين وسبعين مريضاً.
تابع قدّيسناً خدمته لخلاص النفوس وتعزية الأجساد ثلاثين عاماً. فلما شاخ ولم يعد بإمكانه العمل بيديه اعتزل. كان يصلّي أبداً أن يؤهّله الرب الإله لخدمة القريب، كيفما اتفق، إلى آخر نسمة من حياته. أخيراً، بعدما زودّ الراهبات بإرشاداته استودع الرب الإله روحه في 27 شباط 1960 عن عمر ناهز الحادية والتسعين. كل أهل خيو بكوه، لكنه باق لقاصديه وطالبي شفاعته مصدراً للعزاء السماوي وشافياً للأمراض.
ملاحظة: جرى إعلان قداسته عام 1992 في البطريركية القسطنطينية.