في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ بنديكتوس *الشّهيد الكسندروس بيدنا *القدّيس أسخيمون الـمُعترف، أسقف لمبساكة *أبونا الجليل في القدّيسين ثيوغنسطوس كييف.
* * *
✤ تذكار أبينا الجليل في القدّيسين ثيوغنسطوس كييف (القرن 14 م) ✤
أصله يوناني من القسطنطينيّة. كان تقيًا حكيمًا. معرفته بالوصايا الإلهيّة والقوانين الكنسيّة كانت معمّقة. عيّنه بطريرك القسطنطينيّة متروبوليتًا لكييف وكلّ الرّوسيّة سنة 1328. جعل مقرّه في موسكو. سنة 1342 هدّد التّتارُ بإقفال كلّ الكنائس. اضطر ثيوغنسطوس ان يجبي من السّكان ضرائب باهظة مرهقة. وإذ حمل المال إلى الخان الأكبر أراد هذا الأخير ان يجبر الاكليروس أيضًا على دفع الضّرائب. جواب القدّيس كان: “ان المسيح، إلهنا الحقيقي، قد افتدى كنيسته من الوثنيّين بدمه الكريم، لهذا فالإكليروس أحرار من العبوديّة باستثناء خدمة الله”. عامله التّتار بقسوة وعانى آلامًا جمّة. أخيرًا أطلقوه فعاد إلى مقرّه حيث اكتشف ان ربع الكنائس خرب بعد حريق كبير أصاب المدينة. قاومه السّكان ربما بسبب الضّرائب الّتي سبق ان فرضها اتقاء لشرّ التّتار. زاد من أصوامه وصلواته. اهتمّ ببناء كنائس حجريّة فخمة مزيّنة بالفريسكات. استقدم لذلك فنانين بيزنطيّين. نجح في رفع موسكو إلى مستوى المدينة العظيمة في العالم المسيحي. أحبّ الرّهبان واحتضن وبارك القدّيس سرجيوس رادونيج. في ذلك الوقت أيضًا كان الجدل على أشدّه في القسطنطينيّة بشأن موضوع النّور غير المخلوق. وقد شدّ ثيوغنسطوس أزر القدّيس غريغوريوس بالاماس متبنيًا موقفه الّذي كان موقف الأرثوذكسيّة من الأساس. وبعد خمسة وعشرين عامًا من الأسقفيّة رقد بسلام في الرّبّ في 11 آذار 1353 م. تبيّن سنة 1471 م ان رفاته لم تكن قد انحلّت بعد. مما ورد انه شفى أخرس جاء يصلّي عند ضريحه.