في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الاحتفال بزيّاح الصّليب المقدّس المحيي في القسطنطينيّة *الشّهداء الفتية المكّابيّون السّبعة مع أمّهم صولوموني ومعلّمهم أليعازر *شهداء برجا البمفيليّة التّسعة *الشّهداء بوليفكتوس وثيودوروس وكيريكوس وأليعازر ورفاقهم *الشّهيدان ميناس وميناوس *الشّهيد باباس الصّغير *الشّهيدة في العذارى أليسا سيتيرا *أبونا الجليل في القدّيسين تيموثاوس العَجائبيّ *أبونا الجليل في القدّيسين أفسافيوس الإيطاليّ *الجديد في الشّهداء ديمتري بافسكي.
* * *
✤ الشّهداء الفتية المكّابيّون السّبعة مع أمّهم صولوموني ومعلّمهم أليعازر ✤
عاش هؤلاء القديسون زمن الملك السلوقي على سورية، أنطيوخوس أبيفانيوس (175 – 164ق .م ). هذا بعدما أخضع أمة إسرائيل، رغب في إرغام بنيها على نكران العادات والمؤسسات المنحدرة من الآباء ابتغاء حملهم على الوثنية. لذا القديسون الشهداء الفتية المكابيون السبعة وأمّهم صولوموني ومعلمهم أليعازر (القرن 2ق.م). عاش هؤلاء القديسون زمن الملك السلوقي على سورية، أنطيوخوس أبيفانيوس (175- 164ق .م ). هذا بعدما أخضع أمة إسرائيل، رغب في إرغام بنيها عنى نكران العادات والمؤسسات المنحدرة من الآباء ابتغاء حملهم على الوثنية. لذا رسم عليهم لن يأكلوا لحم الخنزير، وهو ما حرمته الشريعة الموسوية (راجع لا 11: 7-8).
أول المسعى كان محاولة إكراه الكاتب، أو ربما الكاهن، أليعازر على أكل لحم الخنزير بفتح الفم بالقوة وإقحام اللحم فيه. رد فعله كان أن لفظ خارجاً ما جعلوه في فمه عنوة بازدراء. نصحوه أن يذعن، ولو صورياً لينجي نفسه فكان جوابه: “لا يليق بسنّنا أن نرائي لئلا يظن كثير من الشبان أن أليعازر، وهو ابن تسعين سنة، قد انحاز إلى مذهب الغرباء ويضلوا، هم أيضا، سببي وبسبب ريائي من أجل حياة أصبحت قصيرة جداً، فأجلب على شيخوختي النجاسة والفضيحة. فإني ولو نجوت الآن من عقاب البشر، لا أفّر من يدي القدير، حياً كنت أو ميتاً. ولكن إن فارقت الحياة ببسالة فقد وفيت، بحق، شيخوختي وأبقيت للشبان قدوة بطولة بميتة حسنة طوعية سخية في سبيل الشرائع الجليلة المقدسة”. إثر ذلك أُسلم إلى عذاب الدولية. فلما أشرف على الموت من أثر الضرب تنهد وقال: “يعلم الرب، ذو العلم المقدس، أني، وأنا قادر على التخلص من الموت، أكابد في جسدي عذاب الضرب الأليم، وأما في نفسي تحتمل فأحتمل مسروراً لأني أخاف الله”.
وكما عُرّض أليعازر للامتحان عُرّض الفتية السبعة وكذا أمهم. جعل أحدهم نفسه لسان حالهم فقال: “إننا مستعدون لأن نموت ولا نخالف شرائع آبائنا”. قطعوا لسانه وسلخوا جلد رأسه وجدعوا أطرافه على عيون إخوته وأمه. أما هؤلاء فكان يحث بعضهم بعضاً أن يقدموا على الموت بشجاعة قائلين: “إن الرب الإله ناظر وهو يرأف بنا …”.
أما الثاني، بعد مفارقة الأول، فنزعوا جلد رأسه وعذبوه كأخيه. فلما بلغ آخر رمق قال: “أيها المجرم، إنك تسلبنا الحياة الدنيا، لكن ملك العالم ، إذا متنا في سبيل شرائعه، يقيمنا لحياة أبدية”.
ثم عذبوا الثالث. كلمته كانت: “إني من السماء أُوتيت هذه الأعضاء، وفي سبيل شرائعها أستهين بها ومنها أرجو أن أستردها”.
ولما جاء دور الرابع ونكلوا به قال: “خير أن يموت الإنسان بأيدي الناس ويرجو أن يقيمه الله…”.
وإثر تعذيب الخامس حدق في الملك، وقال: “إنك بما لك من السلطان على البشر، مع أنك قابل للفساد، تفعل ما تشاء. ولكن لا تظن أن الله خذل ذريتنا. اصبر قليلاً تر قدرته العظيمة”.
ولما أشرف السادس على الموت قال للملك: “لا تغتر بالباطل، فإننا نحن جلبنا على أنفسنا هذا العذاب لأننا خطئنا إلى إلهنا… وأما أنت فلا تحسب أنك تبقى بلا عقاب بعد أن أقدمت على محاربة الله”.
قضى الستة في يوم واحد. كانت أمهم تحرضهم ممتلئة من المشاعر الشريفة ببسالة رجلية. وإثر قضائهم لاحظت: “لست أعلم كيف نشأتم في أحشائي، ولا أنا وهبتكم الروح والحياة، ولا أنا نظمت عناصر كل منكم. ولذلك فإن خالق العالم الذي جبل الجنس البشري والذي هو أصل كل شيء، سيُعيد إليكم برحمته الروح والحياة لأنكم تستهينون الآن بأنفسكم في سبيل شرائعه”.
أما السابع فحاول أنطيوخوس استمالته بالوعود فلم يصغ إليه. حاول الطاغية الاستعانة بأم الفتى فانحنت عليه وقالت له: “يا بني ارحمني… لا تخف من هذا الجلاد بل كن جديراً بإخوتك واقبل الموت لألقاك مع إخوتك بالرحمة”. فتحول الفتى نحو الملك وأسمعه كلاماً قاسياً وتوعده بغضب الله عليه، وختم بالقول: “أنا كإخوتي أبذل جسدي ونفسي في سبيل شرائع آبائنا وأبتهل إلى الله … أن يحملك، بالمحن والضربات، على الاعتراف بأنه هو الإله وحده، عسى أن يحل علي وعلى إخوتي غضب القدير الذي ثار على أمتنا بالعدل!”. هذا أغاظ الملك بالأكثر فزاد الفتى تعذيبآاً على إخوته حتى فارق الحياة غير مدنس وماتت أمه بعده .
مع أن شهادة هذه الكوكبة الطيبة تمت قبل تجسد ابن الله، لكنهم لم يكونوا دون الذين لحقوا به. وعلى قولة القديس غريغوريوس اللاهوتي هو الإيمان بالمسيح أقام فيهم برجاء القيامة معتقاً إياهم من الأرضيات.
يذكر أن أسماء السبعة وردت في التراث على النحو التالي: أفيموس وأنطونيوس وغورياس وأليعازر وأوسيبونوس وعليموس ومركلّوس.