في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
✵العظيم في الشّهداء ثيودوروس قائد الجيش ✵الشّهيدان نيكانذروس ومرقيانوس ✵الشّهيدة كاليوبي ✵القدّيس البارّ نوقراتيوس ✵الشّهيد القدّيس البارّ بولس قايوماس ✵القدّيس البارّ أثري النّيتري ✵القدّيسة البارَّة ميلاني الكبرى ✵الشّهيد نيكنذروس ✵الشّهيد مرقص ✵الجديد في الشّهداء ثيوفانيس البيليوبونيزيّ ✵أبونا الجليل في القدّيسين ميدارد نويون الفرنسيّ ✵القدّيس البارّ سفيرينوس ✵القدّيس البارّ فيكتورينوس ✵القدّيس البارّ زوسيما الصّوريّ ✵أبونا الجليل في القدّيسين ثيودوروس روستوف الرّوسيّ.
* * *
✤ العظيم في الشّهداء ثيودوروس قائد الجيش ✤
بعد استشهاد القدّيس ثيودوروس بقليل، جرى، عن طلبه، نقل رفاته من هيراقلية إلى أوخاييطا حيث أُودِع المنزل العائليّ. وبها فاضت عجائب عدّة حتّى أخذت أوخاييطا اسم ثيودوروبوليس، أي مدينة ثيودوروس. العيد الأساسيّ للقدّيس هو في 8 شباط. وقد ارتبط ذكره، في الوجدان الكنسيّ، بذكر شهيد آخر حمل الإسم نفسه هو ثيودوروس التّيروني المُعيَّد له في 17 شباط.
أمّا رُفات القدّيس ثيودوروس قائد الجيش (stratelates) اليوم فموزّعة على عدد كبير من الكنائس والأديرة، هنا وثمّة، في بلاد اليونان وفلسطين وقبرص وجبل آثوس وكريت ومصر والعراق ولبنان. فأجزاء من الجمجمة موجودة في دير الميتيورا ودير القدّيس بيصاريون في تسالي وسواهما في اليونان والفكّ الأسفل في دير اللّافرا الكبير وإحدى اليدين في دير الثّالوث القدّوس في أكراتا Aigialia في اليونان أيضًا. ويُقال إنّ أحد القدمين هو في دير فاتوبيذي الآثوسيّ.
هذا ويوردون عن القدّيس أنستاسيوس السّينائيّ (القرن7 م.) إنباءه أنّه كانت في Karsat، بقرب دمشق، كنيسة على اسم القدّيس ثيودوروس قائد الجيش استعملها العرب المسلمون لسُكّانهم، هم ونسائهم وأولادهم بعدما وقعت دمشق بين أيديهم. وإنّ واحدًا منهم رمى بسهم رسمًا حائطيًّا يمثّل القدّيس ثيودوروس. للحال سال دم من وجه القدّيس. وقد ذُكر أنّ المُسلمين الّذين استعملوا الكنيسة مبيتًا لهم قضوا جميعهم بميتة مُفاجِئَة. تعيّد هذه الشّهادة، بعامّة، إلى الأذهان ما سبق أن أوردناه عن القدّيس أنطونيوس القريشي في 24 كانون الأوّل. ففي خبر هذا الأخير، الّذي كان مُسلمًا اسمه “رَوْح” قبل أن يهتدي ويتقدّس، أنّه نزل في دمشق في موضع يُقال له النّيرب، في دير هناك على اسم الشّهيد المبارَك ثيودوروس. إلى رَوح هذا ينسب تسديد السَّهم في اتّجاه إيقونة القدّيس ثيودوروس. ولكنْ قيل إنَّ السَّهم قبل أن يبلغ الإيقونة انثنى راجعًا ليخرق كفّ صاحبه. وفي مؤلَّف “تاريخ الزَّمان” لغريغوريوس أبي الفرج الملطيّ المَعروف بابن العبريّ (1226– 1286) خبر عن كون رويح– والمَقصود واحد كما يُظَنّ– كان يُقيم في بيت مجاور للكنيسة، الكنيسة الّتي هي على اسم القدّيس ثيودوروس، وكان يُضايق الكاهن ويزعجه وقت الصَّلاة ويطرح عليه من الكوّة كرات من الطّين. ولمّا كان يحدّق فيه يومًا، وقت ذبيحة القدّاس، شاهد في الطَّبَق على مائدة الحياة حملًا مذبوحًا فانحدر إلى الكنيسة وشاهد أمام الكاهن خبزًا مكسورًا. فعاد إلى الكوّة وحدّق ثانية فشاهد الحمَل فجاهر حالًا بالنّصرانيّة.