في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
✵الشّهيدة في العَذارى بيلاجية الطّرسوسيّة ✵القدّيس البارّ هيلاريون العجائبيّ ✵القدّيسة مونيكا الأرملة ✵القدّيس البارّ نيقيفوروس، مؤسّس دير مديكيون ✵أبونا الجليل في القدّيسين أثناسيوس، أسقف كورنثوس ✵القدّيس البارّ نيقيفوروس الهدوئيّ ✵الشّهداء أفروديسيوس ورفاقه ✵القدّيسون الإخوة ألفانوف النفغوروديّون ✵أبونا الجليل في القدّيسين إيرازموس فورميوم الإيطاليّ ✵الشّهيدان ألبيانوس وتلميذه ✵القدّيس البارّ أنطونيوس الصّخرة ✵الشّهيد فلوريان النّمساويّ ✵الشّهيد بورفيريوس كاميرينو الإيطاليّ.
* * *
✤ الشّهيدة في العَذارى بيلاجية الطّرسوسيّة ✤
كانت القدّيسة بيلاجية، أوّل أمرها، وثنيّة، ابنة عائلة طرسوسيّة معروفة. قيل أقامت العائلة في رومية وقيل لا بل في طرسوس. سمعت من بعض معارفها عن المسيح يسوع فآمنت به ورغبت في حفظ بتوليّتها وتكريس حياتها للسّيّد الرَّبّ الإله. وإن ابن الإمبراطور ذيوكلسيانوس وقع نظره عليها فأخذت بمجامع قلبه ورغب بها زوجة لنفسه. لكنّ بيلاجية أطلعته على أنّها لا ترغب في الزّواج لأنّها كرّست نفسها للعريس السّماويّ. أثار الأمر حفيظة الشّاب لكنّه ترك الصّبيّة في سلام آملًا في أن تغيِّر رأيها بعد حين. في ذلك الوقت، كما ورد، عاينت بيلاجية في الحلم لينوس الأسقف وهو يعمِّد عددًا كبيرًا من الموعوظين. هذا تطلّع إليها ودعاها لأن تُولد، هي أيضًا، للحياة الأبديّة. فلمّا صحت القدّيسة من النّوم استأذنت ذويها لزيارة مرضعتها. وإذ خرجت في عربة فخمة وأردية فاخرة رافقتها بعض خادماتها. وبتدبيرٍ إلهيّ التقت الأسقف فعرفته وخرّت عند قدميه وسألته أن يعمِّدها. فأخذها وعمَّدها. ومن ثمّ عادت إلى خادماتها وبشّرتهنّ بالمَسيح. وقد ورد أنّها وزّعت لباسها الفاخر على الفقراء واتّشحت بحلّة عامّة النّاس. فلمّا بلغت مرضعتها لم تشأ أن تستقبلها فعادت إلى بيتها وحاولت استمالة والدتها إلى الإيمان بالرَّبّ يسوع ففشلت. وقيل أرسلت الأم إلى الشّاب الملكيّ تنبئه أنّ بيلاجية صارت مسيحيّة ولا ترغب في الزّواج منه. حزن الشّاب حزنًا شديدًا وقيل طعن نفسه بالسّيف فمات. إثر ذيوع خبر مقتل الشّاب خشيت أمّ بيلاجية انتقام أبيه فقيّدت ابنتها واستاقتها إلى ذيوكلسيانوس بصفتها مسيحيّة ومتسبِّبة بموت ابنه. الاضطهاد على المسيحيّين، يومذاك، كان على أشدّه. ولكن سحرت الصّبيّة الأمبراطور بجمالها، فرغب بها لنفسه. حاول ردّها عن إيمانها ووعدها ببركات جمّة وأن تصير زوجة له. جواب بيلاجية كان رافضًا بحدّة باعتبار أنّ عريسها السّماويّ هو خالق السّموات والأرض. هذا أغاظ الأمبراطور غيظًا شديدًا فأمر بإلقائها في فرن نحاسيّ. وقيل إنّ جسدها ذاب في الفرن كالمُرّ وملأ المكان رائحة طيب. أمّا عِظامها فلم تُصب بأذى. وبتدبير الله حظي الأسقف برفاتها فدفنها بلياقة. رقادها كان حوالي العام 290 م.
وقد ورد أيضًا أنّ كنيسة بُنيت فوق ضريحها في زمن الإمبراطور القدّيس قسطنطين الكبير (306 – 337)، وقيل لا بل في زمن الإمبراطور قسطنطين كومبرونيموس (741 – 775م).
يُشار إلى أنّ رفات القدّيسة بيلاجية موزّعة على أماكن عدّة في اليونان وقبرص وسواهما. من الأماكن الّتي نعرفها دير كسيروبوتامو ودير اللّافرا الكبير ودير ديونيسيو في جبل آثوس ودير كيكّو في قبرص.
ملاحظة. ورد ذكر القدّيسة بيلاجية قديمًا في 8 تشرين الأوّل. أطلبها هناك أيضًا.