في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء هارون ورِفاقِه الإثنان والثّلاثون الملطيّون* أبونا القدّيس البارّ لعازر العجائبيّ *الشّهداء القورشيّون ملاسيبوس وزوجته كاسينا وابنهما أنطونيوس* الشّهداء سالونيكا وأوقتس وتوريونوس* الشّهيد أثينادوروس* الشّهيدان ألكسندروس وثيودوتس المضيف *القدّيس البارّ زوسيما رئيس دير فوروزومسك *القدّيس البارّ فيليبرورد رسول هولندا *الجديد في الشّهداء الرّوس كيرلّس متروبوليت قازان.
* * *
✤ تذكار أبينا البار لعازر العجائبـيّ✤
وُلد لعازر في قرية مُجاوِرَة لمغنيزيا في العام 968 م. وقد نُقلت عن ولادته روايات شَتّى إن دلّت على شيء فعلى أنّه كان إناء مُختارًا لله منذ الطّفوليّة. فهناك حديث عن عمود نور انتصب فوق منزله الوالديّ ساعة ولادته، وحديث آخر عن نور ملأ البيت وأرعب النّسوة اللّواتي كنّ حاضرات وقت الولادة ففررن من المنزل مذعورات.
أنّى يكن الأمر فَسيرة لعازر كانت فريدة إذ أنّ والديه نهجا في تربيته نهج العارفين بأنّ الولد كان مُختار الله، لذلك اعتنيا بتربيته على التّقوى والكتب المُقدّسة. وكان له عمّ، راهب، دور بارز في تنشئته في هذا الإتّجاه. خلال ذلك امتاز لعازر بالتّواضع وحلاوة المَعشَر والرّصانة والإقبال على الصّلوات بِشَغف وهِمَّة. كما كانت له مَحبّة فائقة للفقراء جعلته يبدّد كلّ ما كانت تصل إليه يده، قليلًا كان أو كثيرًا.
تنقّل لعازر بين عدّة أديرة، وقيل إنّه كان شرهًا في الأصوام كما النّهمون في المأكول. سلوكه في الطّاعة وقطع المشيئة كان مثاليًّا. وقد عاش متوحّدًا في مَغارة سبع سنوات واجه فيها بِبَسالَة صنوف التّجارب وكثافتها. بعد ذلك انتقل إلى أورشليم وأقام زمانًا في دير القدّيس سابا.
وتشاء العِنايَة الإلهيّة أن يتعاطى لعازر النّسك على عمود نظير القدّيس سِمعان العموديّ. وقد ذاع صيته في كلّ أفسس والمِنطَقَة حتّى كان النّاس يقصدونه من أماكن بعيدة لينالوا بركته ويتزوّدوا بإرشاداته. الفقراء أيضًا كانوا يأتونه من كلّ صَوْبٍ وكان يعطيهم كلّ ما لديه ولا يُبقي لنفسه شيئًا. ويُقال إنّ تلميذيه تَركاه في وقتٍ من الأوقات لأنّهما قالا إنّه يُبدّد كلّ شيء فبماذا نقتات نحن. سبع سنوات قضاها على العمود لم يعرف خلالها طعامًا غير الماء والقَليل من خبز الشّعير، ولا نَوْمًا غير دقائق كلّ يوم. إلى ذلك كان يشدّ نفسه إلى سلاسل من حديد.
بعد ذلك عاش في مغارة من جديد وعاد إلى العمود ثانية وثالثة. وقد اجتمع حوله التّلاميذ بالعشرات. وكان هو إلى ارتقائه مراقي النّور الإلهيّ يُتابع تلاميذه في أتفه تفاصيل حياتهم الرّوحيّة.
مَنَّ الله عليه بموهبة البصيرة والنّبوءة. وقد عرف تاريخ رقاده سلفًا، ولكنّه، نزولًا عند رغبة تلاميذه المتوسّلين إليه، سأل والدة الإله أن تُطيل عمره على الأرض قليلًا فأعطته خمسة عشر عامًا إضافيّة. وفي الثّامن من شهر تشرين الثّاني من العام 1054 للميلاد ودّع ورَقَد بِسَلامٍ في الرَّبّ.