في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*ذكرى ظهور الصّليب المقدّس في سماء أورشليم *الشّهداء كودراتوس ورفيقَاه ساتورنينوس وروفينوس *الشّهيد أكاكيوس الكبّادوكيّ *الشّهيد مكسيموس *القدّيس البارّ يوحنّا الغلاطيّ *القدّيس البارّ نيلوس المفيض الطّيب *الجديد في الشّهداء باخوميوس الأوكرانيّ الدبّاغ *أبونا الجليل في القدّيسين بنديكتوس الثّاني، أسقف رومية *القدّيس البارّ يوحنّا بفرلي الإنكليزيّ *القدّيسون الأبرار يوحنّا الزّاديني ورفقته السّوريّون الإثنا عشر *القدّيس البارّ نيلوس سورسكي *أبونا الجليل دوميتيانوس البلجيكيّ *العذارى الشّهيدات فلافيا دوميسيلا وأفروسينا وثيودورة *الشّهداء فلافيوس وأوغسطوس وأوغسطينوس *القدّيسان البارّان سيرينيكوس وسيرينوس *القدّيس الكسيوس توث.
* * *
✤ الشّهداء كودراتوس ورفيقَاه ساتورنينوس وروفينوس ✤
زمنُهُ:
عاش كودراتوس، زمن الإمبراطورين الرومانيين داكيوس (250- 251م), وفاليريانوس (253- 259م).
اعترافُهُ بمسيحيَّته:
إثر حملة الاضطهاد ضد المسيحية، أُلقي القبض على العديد من المسيحيين، ولما جيء بهم، لإجبارهم على تقديم العبادة للآلهة الوثنية، ظهر شابٌ غنيٌ نبيلٌ اسمه كودراتوس، كان يرافقهم، هذا، كونَهُ بدا له أنَّهُ قد تخور قواهم ويكفرون بمن خلَّصهم هتف: “نحنُ جميعاً، هنا، مسيحيون، وهذا الاسم هو عنوان مجدنا! نحن سكان مدينة أورشليم السماوية”. فوجئ الحاكم وأمر بإيقاف هذا المتجاسر. لكن، وقبل أن يُلقي الجنود القبض عليه، تقدَّم، ورسم على نفسه، إشارة الصليب وأبدى أنه يتقدَّم إلى أمام القاضي بملء إرادته. هنا ردَّ كودراتوس الكلام الملق الذي سمعه من الحاكم وأدان عبادة الآلهة المزيَّفة. مدَّدوه وضربوه بأعصاب البقر. ولكن لما عرف الحاكم أن كودراتوس هو من أصل نبيل، أوقف التعذيب ودعاه إلى الاشتراك بتقديم الأضاحي إكراماً لعيد الأباطرة السنوي. وبعدما واجه منه كل الامتناع أسلمه إلى التعذيب من جديد. ثبات كودراتوس وصلابته أرهق الجلادين الذين أشبعوه ضرباً على ست دفعات. ولكن على غير طائل. فلما كان المساء أُعيد الأسرى إلى السجن ومُدِّد كودراتوس على كِسّر الفخّار وجُعل حجرٌ ثقيلٌ على صدره.
نحو الشهادة:
مرَّت الأيام إلى أن عزم الحاكم على التوجه إلى نيقية ليضحي هناك. وقد قرَّر في المناسبة أن يأخذ المسيحيين الأسرى معه. مشى كودراتوس أمام المسيحيين كضابط، بكلِّ فخر. ولما بلغوا المكان تظاهر بأنه أذعن وطلب أن يُحلَّ من قيوده. للحال اندفع إلى داخل المعبد وحطمَّ كل الأصنام فيه. قبض عليه الوثنيون وقيّدوه إلى منصَّة التعذيب ومزَّقوا جنبيه بأظافر حديدية في حضور المسيحيين الذين خارت عزائمهم ورضخوا وقدَّموا الأضاحي. أمام المشهد تناسى كودراتوس آلامه واتهم المسيحيين بالجبن وقلَّة الإيمان بقيامة الأموات، كلام كودراتوس حرَّك قلوب بعض المسيحيين فتابوا بالنواح والاستسماح وقبلوا الشهادة. أما كودراتوس، كونه بقي ثابتاً في عزيمة إيمانه، عُرِّض للنار ثمَّ قطع رأسه، وهكذا رقد شهيداً بالرَّب.