في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*البارّ المتوشّح بالله سابا المتقدّس *القدّيسان البارّان قاريون وزكريا المصريّان *القدّيسان الشّهيدان بوليكاربوس وثيودوروس الأنطاكيّان *القدّيس البارّ نونس *القدّيسة الشّهيدة كريسبينا.
* * *
✤ القدّيسان البارّان قاريون وزكريا المصريّان ✤
ترهّبا في إسقيط مصر. كانا أباً وابنه وأرزهما كان زكريا. نُقل عن هذا الأخير أنه كان جميل الطلعة، حسن الصورة جداً فعثر به الرهبان. وبعدما غيّر موضع نسكه وأبيه عدة مرّات دون أن ينجح في رفع سجس الرهبان بشأنه، ألقى بنفسه في غدير ماء معدني حتى تشوّه بدنه وتغيّرت ملامحه. فلما عاد إلى أبيه لم يتعرفه إلا بصعوبة. وقد قال عنه ايسيذورس الكاهن لما رآه على هذه الصورة: إن زكريا الصبي جاءنا في الأحد الماضي كإنسان، أما الآن فيأتينا كملاك!.
ومرة، عاين زكريا رؤيا من الله فلما أطلع أباه عليها قال له: “هذه الرؤيا من الشياطين!”. ولكن بعدما فكّر أبوه في الأمر طويلاً قال له: “امضِ إلى أنبا بيمين وافعل بما يوصيك به”. فلما جاء إليه بادره الشيخ بالقول: “إن الرؤيا هي من الله، ولكن امضِ واخضع لأبيك!”.
قال أنبا قاريون عن ابنه: “إني بذلت أتعاباً كثيرة بجسدي لكني لم أصل إلى رتبة ابني زكريا في اتزان العقل والسكون.
سأل القديس مكاريوس الكبير أنبا زكريا مرة “ما هو الراهب الحقيقي؟”. فلم يشأ أن يجيبه لأنه لم يحسب نفسه أهلاً لإجابة شيخ كمكاريوس. ولما ألحّ عليه قال: “الراهب هو ذلك الإنسان الذي يرذل نفسه ويجهد ذاته في كل الأمور”.
مرة أخرى، التقاه أنبا موسى الأسود عند البئر يصلي وكان ممتلئاً من روح الله فسأله: “قل لي ماذا أصنع يا أبتاه لأخلص؟”. فارتمى زكريا على وجهه ولم يشأ أن يرفع عينيه إلى الشيخ. ولما قال له الشيخ إنه رأى روح الرب حالاً عليه وأن نعمة الله هي التي دفعته إلى طرح سؤاله. تناول زكريا قلنسوته وألقاها عند رجليه وداسها. ثم رفعها ووضعها على رأسه قائلاً: إن لم يصر الراهب هكذا منسحقاً فلن يخلص.
ولما حضرت ساعة وفاة زكريا سأله القديس موسى الأسود: أية فضيلة هي الأعظم يا بني؟ فأجاب: على ما أراه يا أبتاه، ليس شيء أفضل من الصمت.