في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيسون الرُّسُل أسطاشيس وأبلّيس وأمبلياس وأوربانوس وأرستوبولس ونركسس *الشّهيد أبيماخس المصريّ *القدّيس المعترف الأنطاكيّ الصّغير *الشّهداء اسطفان وبرنابا، وطروفيموس ودوريماذون وقزما ودميان وسابا وبصّا وإبراهيم ورفاقهم *الشّهيد بائيسيوس *الشّهيدات الإثنتا عشرة *الشّهيدان سلوق وزوجته ستراتونيك *الشّهيدان أبيماخس الرّوميّ ورفيقه غورديانوس *الشّهداء الثّلاثة الملاطيّون *الجديد في الشّهداء نيقولاوس خيوس *القدّيسان البارّان اسبيريدون ونيقولاوس لافرا كهوف كييف *القدّيس البارّ أناطوليوس الحبيس الكييفيّ *الجديد في الشّهداء الرّوس يوحنّا كوتشوروف *الشّهداء الرّوس الجدد أناطوليوس بوتفينيكوف وآخرون.
* * *
✤ تذكار القدّيس الشهيد أبيماخس ✤
عاش القدّيس أبيماخوس في مصر. ولما كان مأخوذاً بطريقة العيش التي كانت لكل من إيليا النبيّ ويوحنّا السابق، فقد خرج إلى جبل البلوزة وعاش على مثالهما.
ثمّ إنّ موجة جديدة من الاضطهادات اندلعت في أيام الأمبراطور داكيوس وحاكم مصر، أبليانوس، فأخذ كثير من المسيحيّين يلجأون إلى الجبال والقفار. فلما علم أبيماخس بما كان يجري احتدّت روح الربّ فيه فنزل إلى مدينة الاسكندرية ودخل هيكل الأوثان في الوقت الذي كان الحاكم يقدّم ذبيحته. ودنا أبيماخس من المذبح فقلبه وضرب الآنية فبعثرها، ثمّ أخذ يوبّخ الحاكم، كَمَن له سلطان، على اضطهاده المسيحيّين. وكاد أن يضرب الحاكم لو لم يَصْحُ الجنود من ذهولهم ويسرعوا ويلقوا عليه الأيادي.
وللحال سيق أبيماخوس إلى موضع التعذيب، فاعترف بالمسيح ولم يبال. وإذ أخذوا يجلدونه ويدمونه، استمرّ في شتم الأصنام وتقريع عابديها، في موقف تحدّ مثير. وبعدما أشبعوه ضرباً ألقوه في السجن إلى وقت موافق.
وبقي أبيماخس على حميّته في السجن، رغم الأوجاع والجراح. وكان في السجن عدد من المسيحيّين، بعضهم لقي نصيبه من التعذيب وبعضهم ينتظر. وإذ لحظ بعض البرودة، وربما الخشية في صفوفهم، أخذ يشددهم بكلام ناري كي يجاهدوا “الجهاد الحسن” ويكملوا السعي ويحفظوا الإيمان (2 تيموثاوس 4: 7). وعلى منوال الرسول بطرس في كلامه إلى المؤمنين المضطهَدين، هكذا تكلّم. “أيّها الأحبّاء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنّه أصابكم أمر غريب. بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مبتهجين. إنْ عُيّرتُم باسم المسيح فطوبى لكم لأنّ روح المجد والله يحلّ عليكم” (1 بطرس 4: 12 – 14).
وجيء بأبيماخس ثانية إلى موضع التعذيب وسط الجموع المحتشدة. وإذ انهال عليه الجلاّدون ضرباً، أخذ بعضُ الحاضرين، ومنهم وثنيّون، بالبكاء ألماً لهذه الوحشية. وإنّ امرأة عوراء اقتربت من القدّيس وهي تبكي. هذه وقعت على عينها نقطة من دم أبيماخس المتطاير فعاد إليها النور للحال فآمنت ومجّدت الله.
ثمّ أنّ الجلاّدين بعدما رووا غليلهم من يوحنّا المعمدان الجديد هذا قطعوا رأسه، فانضمّ إلى جمهور الشهداء المكلَّلين بالمجد.