في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيسون سيلا وسلوانس وأبينتوس وكريسكيس وأندرونيكوس، من الرُّسل السَّبعين *الشّهيدة يوليطا قيصريّة *القدّيسان البارّان بولس الأسقف ويوحنّا الكاهن *القدّيس البارّ جرمانوس سولوفكي الرّوسيّ *القدّيسة البارّة أنجلينا، أميرة صربيا *القدّيس البارّ أناتوليوس (بوتابوف) أوبتينا الرّوسيّ.
* * *
✤ القدّيسان البارّان بولس الأسقف ويوحنّا الكاهن ✤
أصل بولس من أتاليا. أبدى منذ الصغر ميلاً شديداً إلى السكون. تقدّم سريعاً في الفضائل المقدّسة. تسقّف على المدينة. ولكنْ حالما أدرك مقدار ما في الخدمة الأسقفية من بلبلة واضطراب ألقى بنفسه، بدموع، أمام الله وسأله أن يكشف له الطريق الذي يسلكه ليحقّق خلاص نفسه. جاءه صوت سماوي يقول له بالكهنوت تُغسل خطايا العالم. قام فأخذ معطفه، ولا شيء إلّاه، وقرّر الذهاب إلى مدينة لا يعرفه فيها أحد. اقتادته النعمة الإلهية فبلغ الرها حيث كانت الكنيسة في عهدة رابولا الشهيد (+435). هناك انخرط في عمل يدوي. صار يحتفظ لنفسه بالحدّ الأدنى من الدخل لحاجة الجسد والباقي يوزّعه، في نهاية الأسبوع، خبزاً على الرهابين في الجوار، وفاكهة، في اليوم التالي، على المرضى في المستشفى.
تسنّى له أن يتعرّف بالكاهن المغبوط يوحنّا الذي كان يعتني باثني عشر ناسكاً يعيشون في مغارة، واتّفق وإياه على موافاته كل مساء، بعد العمل، ليمضيا الليل، في الصلاة، بمعيّة النسّاك المبارَكين. ذات يوم، فيما كان مع هؤلاء النسّاك، صادرهم البدو واستاقوهم، مصفَّدين بالسلاسل، إلى معسكرهم. وإذ دَكّ بولس، بصلاته، نخلة كبيرة كانت قائمة في وسط المعسكر، اهتدى رئيس القبيلة وخاصته واعتمدوا وحوّلوا إحدى خيامهم كنيسة.
بعد ذلك توجّه بولس ويوحنّا إلى جبل سيناء. بقيا خمسة أيام في الصلاة على جبل موسى ثمّ تحوّلا إلى زيارة النسّاك في تلك الأنحاء. ذات يوم أعلن بولس لرفيقه أنّ سبعة من نسّاك المغارة بارحوا إلى ربّهم. لذا قرّرا العودة إلى الرها. في الطريق، التقيا ناسكاً كان قد صار له خمسة وثلاثون عاماً على شجرة. حيّياه وسألاه البقاء لديه. بعد ثلاثة أيام رقد فدفناه. بلغ فلسطين وأتيا إلى الموضع المقال له “حجر يعقوب”. هناك وجدا مجموعة من النسّاك يسوسهم رجل مميَّز اسمه استفانوس كشف له الربّ الإله ما لهما. هذا عيّر بولس بأنّه أخفى رتبته الأسقفية. جواباً عليه كشف بولس لاستفانوس أنّه يحتفظ في جماعته بفتاة اقتبلها باعتبارها خصيّاً. في تلك الليلة بالذات تنيّحت وبعدما جرى دفنها تابع الرفيقان مسيرهما.
بلغا الرها فاستعاد بولس نمط حياته المخبوءة: يعمل نهاراً كشغّيل ويذهب إلى الصلاة ليلاً ويوحنّا والنسّاك في المغارة. جاءه أحد أعيان المدينة، إثر إعلان إلهي، فشفى بولسُ امرأته. كانت تعاني، منذ ثلاثة عشر عاماً، مرضاً مؤلماً. ذاع صيته فغادر سرّاً إلى نصيبين. انطلق يوحنّا في طلبه حزيناً. جال طويلاً إلى أن بلغ نصيبين ووجد صديقه يعمل في موقع بناء. ناداه من بعيد فاختفى. في الليلة التالية ظهر له في نومه وأوصاه ألاّ يبحث عنه من بعد لأنّه لا شيء في العالم، بما في ذلك صداقتهما الروحية، تجعله يتخلّى عن القصد الذي حدّده لنفسه، ثمّ ردّه إلى الرها واعداً إياه بأن يلتقيا أمام وجه المسيح. عاد يوحنّا إلى المغارة. بقي فيها ثمانية أشهر صحبة النسّاك ثمّ انطلق إلى ربّه بسلام. أما بولس فلا أحد يدري ماذا حصل له بعد ذلك.