في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*عيد جامع لوالدة الإله الفائقة القداسة *ذكرى الهروب إلى مصر *القدّيس أفثيميوس الـمُعتَرِف، أسقف صرده *القدّيس البارّ قسطنطين اليهوديّ الـمُهتدي *القدّيس البارّ أفاريستوس القسطنطينيّ *القدّيس الشّهيد الجديد قسطنطين الرّوسيّ *القدّيس البارّ نيقوديموس تيسمانا.
* * *
✤ القدّيس أفثيميوس الـمُعتَرِف، أسقف صرده ✤
أصله من أوزاريس المتاخمة لليكأونية. ترهب. كان قدوة في التواضع والصبر وسائر الفضائل. سيم شماساً ثم كاهناً. ذاع صيته فدعاه المؤمنون في صرده إلى تولي الأسقفية عليهم بعد وفاة أسقفهم. رفض وقاوم ثم رضخ. أقبل على رعاية شعبه بهمة كبيرة قاطعاً باستقامة كلمة حق. احتضن الفقراء احتضاناً كبيراً. اشترك سنة 787 م في المجمع المسكوني السابع دفاعاً عن الإيقونات. هو الذي لفظ بيان المجمع بشأن إكرامها. نفاه الإمبراطور البيزنطي نقفر الأول (903 -811م) إلى جزيرة بانالارا بعدما حمى فتاة هربت من أحد المسؤولين الكبار في القصر إذ شاء أن يتخذها زوجة له بالقوة. وكان القديس أفثيميوس قد ألبسها الخمار الرهباني ليحفظها. بقي في المنفى بضع سنوات عرضة لمعاملة البرابرة السيئة في الجزيرة. استُدعي إلى القسطنطينية سنة 814 م. رغب الإمبراطور ىون الخامس الأرمني (813 -820 م) أن يضمه عنوة إلى حزبه بعدما حمل على الإيقونات المقدسة من جديد. لم يشأ قديس الله، ولا للحظة، أن يخضع لرغبة الإمبراطور فحنق هذا الأخير عليه ورحّله إلى مدينة أصّون. عانى الكثير من أجل الرب يسوع. إثر موت لاون، عاد خلفه ميخائيل الثاني (820 -829 م) فاستدعاه إلى المدينة المتملكة علّه ينجح حيث فشل سلفه فلم يلق غير الخيبة. صرخ أفثيميوس في وجهه: “ليكن كل من لا يوقر صورة ربنا يسوع المسيح بحسب الجسد مقطوعاً!”. شعر الإمبراطور بالمهانة فصب عليه جام غضبه ونفاه من جديد إلى رأس أكريناس، في الطرف الشرقي من البحر الأسود. حيث ألقاه في حبس مظلم ضيّق قذر. ثم أن الإمبراطور ثيوفيلوس (839 -842 م)، المحارب للإيقونات نظير سابقيه. استقدمه إلى عاصمة ملكه فوجده حديدي العزم لا يلين ولا يتنازل فأمر به فجلده عماله أربعمائة جلدة. ثم استحضره بعد أيام أيضاً واستجوبه فقال له أفثيميوس في وجهه، بحدة، أنه رجل كافر. عرّضه الإمبراطور للضرب دون هوادة. انهال عليه الجلادون بأعصاب البقر. كان صربهم له عنيفاً لدرجة أن جسد القديس، وهو ملطخ بالدم، انتفخ كالقربة. ثم ألقوه كالبهيمة في حبس قاتم. صعد ثمانية أيام كاملة وعانى من آلام مبرحة إلى أن استودع روحه يدي الله الحي في 26 كانون الأول سنة 831م. للحال جرت، بجسد القديس، جملة من العجائب والأشفية. بقيت رفاته في القسطنطينية بضعة قرون ثم انتقلت إلى الكريمية، عند البحر الأسود، إثر سقوط المدينة في يد الأتراك سنة 1452 م حمل سكان خيليا، في آسيا الصغرى، جمجمته كأثمن الكنوز إلى اليونان حيث استقر بهم المقام بعد الهجرة الجماعية للروميين الناطقين باليونانية من آسيا الصغرى.