في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد في الكهنة كليمنضوس أسقف أنقرة ورفيقه أغاثنجلوس القدّيس البارّ أفسافيوس التّلعدي *القدّيس البارّ مايسيماس القورشيّ *القدّيس البارّ سلمان الصّامت *القدّيس البارّ ديونيسيوس الأوليمبيّ *القدّيس البارّ جنّاديوس كوستروما اللّيتوانيّ.
* * *
✤ القدّيس البارّ ديونيسيوس الأوليمبيّ ✤
ولد في أواخر القرن الخامس عشر من أبوين فقيرين في قرية تدعى سلاتينا في تساليا اليونانية. بعد وفاة والديه عمل مدرساً وخطاطاً. احتد فيه الشوق إلى الحياة الملائكية فخرج إلى دير الميتورة وتتلمذ لشيخ يدعى سابا. هجر معلمه بعد حين إلى جبل آثوس حيث انضم إلى شيخ حكيم اسمه غفرائيل. هذا ألبسه الإسكيم الكبير وجعله شماساً فكاهناً ليقيم الخدمة الإلهية في كنيسة البروتاتون في كارياس عاصمة الجبل المقدس. حمية ديونيسيوس للنسك ومحبته للصلاة كانا مثار إعجاب الجميع. نسك ببركة أبيه الروحي، بعد حين، بالقرب من دير كاراكالو. غذاؤه كان قراءة الكتاب المقدس وبعض ثمار الجوز المتوفر في المكان.
أقام على هذه الحال ثلاث سنوات ثم حج إلى الأرض المقدسة. إثر عودته إلى جبل آثوس رغب في توسيع كنيسته الصغيرة فجاءت الملائكة وساعدته. ذات يوم لاحظ أحد اللصوص إقبال الناس المتزايد على القديس فصمم قتله ونهب محتويات منسكه. لكن الغشاوة أتت على عينيه فلم يراه يمر من أمامه. ولما اقتحم القلاية ليأخذ ما فيها ألفاه داخلها فاستشعر ووقع على ركبتيه واعترف بخطيئته باكياً وصار راهباً.
ذاع صيت ديونيسيوس في كل جبل آثوس فاشتهى رهبان دير فيلوثيو أن يكون رئيساً عليهم فقبل وازدهر الدير في زمانه. لكن حساداً تآمروا عليه وأرادوا قتله فعرف بمكيدتهم وانصرف إلى موضع آخر.
انضم إلى إسقيط بيريا فازدهر الإسقيط وازداد عدد رهبانه. رغم اهتمامه بالإخوة كان يعيش كناسك، كأنه في البرية، لا يأكل سوى القليل من الثمار. مكتفياً بثوب واحد. مصلياً على الدوام، لاسيما في صمت الليل، مبدياً من نحو المساكين محبة لا حد لها. كان يوزع على المحتاجين بلا حساب تاركاً نفسه والرهبان الذين معه لعناية الله. أباً للجميع كان، أكثرهم اتضاعاً. وخادماً لكل راهب من رهبانه. وعلى قدر طاقته كان يخرج إلى القرى المجاورة ليعلم الحياة الإنجيلية وحفظ الوصايا الإلهية الشعب الذي كان يفتقر. في تلك الفترة المظلمة، إلى المعرفة الأولية للإنجيل والحياة الإلهية. كلما كان يقرأ أو يعظ أو يصلي كانت الدموع تسح من عينيه سحاً. الأمر الذي كان يؤثر في سامعيه فيصغون إليه كما لو كان نبياً من الله.
شاءه أهل بيريا أسقفاً عليهم فهرب لأنه عرف أنها ليست مشيئة الله أن يصير أسقفاً. بحث عن مكان جديد يقيم فيه. اختار موضعاً عند سفح جبل الأوليمبوس. باشر هناك بناء دير للثالوث القدوس. درى به حاكم المنطقة التركي فطلب القبض عليه ففر هو وتلاميذه إلى موضع آخر وأسسوا ديراً للثالوث القدوس في سوربياس على قمة بيليو. ولكن أقنع المسيحيون في ناحية جبل الأوليمبوس الحاكم التركي بالسماح بعودة ديونيسيوس ورهبانه فعادوا.
عاش ديونيسيوس لبعض الوقت في مغارة. ثم تدفق عليه طالبو الرهبنة فاهتم بأمرهم وبنى الدير وعلم الشعب طريق الفضيلة. وبعدما درب رهبانه على السيرة الملائكية وزودهم بإرشاداته. رقد في الرب بسلام متقدماً في أيامه. كان ذلك في 23 كانون الثاني 1541م.