في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء خريسنثوس وداريا ومن معهما *الشّهيد بنشير *الجديد في الشّهداء ديمتريوس الخرّاط القسطنطينيّ *القدّيس البارّ إينوكنديوس الكوملي الرّوسيّ *القدّيسة البارّة باسا البسكوفيّة *القدّيس البارّ يوحنّا بينا.
* * *
✤ القدّيس البارّ إينوكنديوس الكوملي الرّوسيّ ✤
أصله من إحدى عائلات الأمراء في موسكو. ترهب وصار أول تلميذ للقديس نيلوس سورسكي المعيد له في 7 أيار. ساعد معلمه في تأسيس إسقيط سورا وساهم في رعاية الإخوة. كان متواضعاً وديعاً. اعتاد أن يوزع وقته بين الصلاة والتبحر في الكتاب المقدس. فلما شعر القديس نيلوس بدنو أجله أرسل إينوكنديوس إلى كومل في مقاطعة فولودغا ليؤسس ديراً شركوياً هناك. أنشأ إينوكنديوس، أول مرة، إسقيطاً على مثال إسقيط القديس نيلوس. هذا ما لبث أن تحول إلى ديرا للشركة. كان الموضع وسط الغابات الكثيفة، بالكاد يصل إليه أحد. ولكن بنعمة الله قدم إليه العديد من الإخوة كما إلى نبع ماء حي. عاش سنين طوالاً مفعمة بالبركة. ترك لتلاميذه، قبل رقاده، عهداً أوصاهم فيه باجتناب الخلاف والتصادم وأن يسود بينهم حب المسيح والسلام الروحي وأن يسلكوا في أحكام القديس نيلوس الشيخ وأن يبنوا كنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان، أب الرهبان. رقد في 19 آذار من العام 1419م وقيل من العام 1521م. وقد تحول الإسقيط الذي أنشأه ديراً للشركة.
وضع القديس إينوكنديوس مقدمة لكتابات القديس نيلوس سورسكي علم فيها أن نقاوة القلب من الأهواء والأفكار الرديئة تتحقق بالسهر والصلاة الداخلية أكثر منها بالوصفات الخارجية والنسك الجسدي. وبعدما أوصى بالحياة الإسقيطية لأخوين أو ثلاثة معاً باعتبارها الأوفق للمبتدئين، قال عن الحياة النسكية أنها لا تتيسر إلا للذين تمرسوا في الطاعة. إلى ذلك فصلاً عن معنى الصيام اقترح فيه إتباع الطريق الملوكي وهو الأكل بمقدار ما يكفي لاستمرار الراهب في إتمام فروضه إضافة إلى الإيمان بالله وحده وعدم التباهي بالأتعاب النسكية.