في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
✵القدّيس البارّ هيلاريون، رئيس دير الدّلماطون ✵القدّيس البارّ أتاليوس العجائبيّ ✵القدّيسات العذارى كيريا وفاليريا ومرقيا ✵الشّهيد جلاسيوس ✵القدّيس البارّ أيّوب (أنوب) العجائبيّ ✵القدّيس البارّ فوتاس ✵أبونا الجليل في القدّيسين كلود رئيس أساقفة بزونسون ✵القدّيس البارّ Gudwall الّذي من Wales ✵القدّيسات العذارى أرخيلاييس وتقلا وسوزانا ✵القدّيس البارّ باييسيوس أوغليتش الرّوسيّ ✵القدّيس البارّ يونان كليمتز الرّوسيّ ✵أبونا الجليل في القدّيسين يونان أسقف Perm الكبرى ✵ذكرى الأعجوبة الّتي صنعها ميخائيل، رئيس الملائكة، في الإسكندريّة.
* * *
✤ القدّيس البارّ هيلاريون، رئيس دير الدّلماطون ✤
أصله كبّادوكيّ. كان أبوه الخبّاز المُعتمد للقصر الملكيّ، مَنظورًا إليه. دخل في سنّ العشرين دير خيروكوبيون في القسطنطينيّة. لم يلبث أن غادره إلى دير الدّلماطون حيث صار راهِبًا. امتاز بتواضعه ومحبّته للسُّكون. لعشر سنوات مكث بستانيًّا بالطّاعة ولمع بالفضيلة. وإذ طرد، بصلاته، روحًا خبيثًا من حَدَث، جعل رئيسُ الدَّير عليه أن يصير كاهنًا رُغمًا عنه. ثمّ بعد وفاة الرّئيس بقليل اتّجهت إليه أنظار الرّهبان ليجعلوه رئيسًا عليهم. لم يشأ بل لجأ إلى دير الطّهريّين في بيثينيا. غير أنّ رهبان الدّلماطون استجاروا بالبطريرك نيقيفوروس والإمبراطور لإعادته إلى الدّير فعُيِّن رئيسًا وأرشمندريتًا على أديرة العاصمة سنة 807 م.
ساس قطيعه الرّوحيّ بسلام إلى أن حمل الإمبراطور لاون الأرمنيّ على الإيقونات ومكرّميها من جديد سنة 813 م. يومها أُوقف هيلاريون أمام العاهل الّذي حاول أن يضمّه إلى قضيّته فلم يفلح. قاومه القدّيس في وجهه وعامله ككافر ويهوذا جديد. سخط عليه لاون وأخضعه للتّعذيب ورماه في السّجن. بقي معتقلًا ردحًا مِنَ الزَّمن مثَلَ بعده أمام الإمبراطور من جديد وأعاد على مسمعيه، بلا جزع، أقواله الأولى عينها فأسلمه لاون لبطريرك القسطنطينيّة الهرطوقيّ عسى أن ينجح في حمله على الإذعان والحزب الرّهبانيّ من خلاله. لكنّ محاولته باءَتْ مُجَدَّدًا بالفشل. على الأثر أُقفل على هيلاريون في سجنٍ مُظلمٍ ومُنع عنه الطَّعام أيّامًا طويلة. ضعف تلاميذه ولم يضعف هو فرجوا الإمبراطور أن يُطلقه وهم يتكفّلون بإخضاعه لإرادته. أفرج عنه لاون وسمح له بالعودة إلى ديره. لكنّ أمنيته لم تتحقّق وشعر بأنّه خُدع فأقفل على هيلاريون من جديد في دير فونيوس، على البوسفور، عرضة للمعاملة السَّيّئة.
من جديد أُوقف القدّيس أمام الطّاغية ومن جديد نُقل إلى غير دير، هذه المرّة إلى دير Kyklobion، على الضِّفّة الغربيّة من العاصمة حيث بقي سنتين ونصف السّنة، ثمّ جرى سجنه في معتقل النّوماريانيّين بقرب القصر الملكيّ ثمّ نُقل إلى حصن بروتيليون بعدما تعرّض للجلد بعنف.
إثر اغتيال لاون الأرمنيّ في الكنيسة الّتي باشر فيها حملته على الإيقونات بإلقاء إيقونة السَّيّد أرضًا، استلم ميخائيل الثّاني زمام الأمر فأطلق المُعترفين في السّنة 820 م. أُخلي سبيل هيلاريون لكنّه مُنع من دخول المدينة. وقد استضافته امرأة تقيّة على مدى سبع سنوات حتّى مطلع حكم ثيوفيلوس الّذي استحضر رؤساء الأديرة المُعترفين الواحد تلو الآخر. وإذ سأل الإمبراطور القدّيس ما إذا كان مستعدًّا لأن يرضخ لإرادته الملكيّة أدانه هيلاريون كطاغية وعامله ككافر وخدّاع. أكالوا له مئة جلدة وسبعًا دونما مراعاة لسنّه ورحّلوه إلى جزيرة أفوسيا. هناك احتفر القدّيس في الصّخر قلاّية ضيِّقة واستنبع، بصلاته، نبع ماء عذب. أمضى هناك ثماني سنوات في الهزيخيا (السّكون) إلى أن قضى ثيوفيلوس سنة 842 م. للحال سُمح لهيلاريون بالعودة إلى القسطنطينيّة واستعادة ديره. اشترك في العودة المظفّرة للأرثوذكسيّة وأمضى ثلاث سنوات يهذّب رهبانه على التّقاليد المقدّسة. وقد لمع بقداسة سيرته وعجائبه إلى أن أسلم روحه بسلام عن سنّ ناهز السّبعين. كان ذلك في العام 845 م.