في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*تذكار النّبيّ ملاخي *الشّهيد غورديوس الّذي من قيصريّة *الشّهيد بطرس بلسم *الأم القدّيسة مع ولديها المستشهدون بالنّار من أجل المسيح *القدّيس البارّ ماليتون البيروتيّ السّاباويّ *القدّيس البارّ بطرس الّذي في أتروا الصّانع العجائب *القدّيسة البارّة توماييدا الّتي من جزيرة لسبوس *القدّيسة البارّة جنفيف حامية باريس.
* * *
✤ الشّهيد غورديوس الّذي من قيصريّة ✤
كان قائد مئة في الجيش الروماني عندما اندلعت موجة الاضطهاد على المسيحيين في زمن ذيوكليسيانوس. هاله مشهد التعذيب الموقع بالمسيحيين في موطنه قيصرية الكبّادوك. ألقى شاراته أرضاً وخرج إلى النواحي القاحلة من الجبال. آثر أن يكون برفقة حيوانات البريّة من أن يكون له نصيب في عار عبدة الأوثان. بقي هناك مدة من الزمن خلد فيها للصلاة والصيام والتفكّر بكلمة الله، وقد أعطي له أن يعاين الله في حدود الإمكان. فلما صار مهيّئاً للمواجهة نزل إلى المدينة محرّكاً بروح الرب. كان اليوم يوماً اجتمع فيه الناس لمشاهدة مباريات خاصة بعيد الإله مرّيخ. نزل إلى الحلبة وأخذ ينادي بكلام النبي: “اعتلنت لمن لم يسألوا عني… بسطت يديّ طول النهار لشعب عاص…” (أش1:65-2). خرست الجموع استغراباً. جرى القبض على غورديوس وعرضه على الحاكم لاستجوابه. كشف عن نفسه من يكون وعن سبب فراره إلى الجبل ثم أضاف موجهاً كلامه للحاكم: “لما سمعت أنك أكثر عمّال قيصر قسوة أتيت إليك، في هذه اللحظة، لأحقق منيتي”. ثارت حفيظة الحاكم عليه وهدّده بإنزال أشد العذابات به. جواب غورديوس كان: “شيء واحد فقط يحزنني وهو أنني لست قادراً على الموت عدة مرّات من أجل مسيحي! الرب معيني فلا أخاف مما يصنع بي البشر”. أرسل إليه الشيطان بعضاً من ذويه وأصدقائه ليقنعوه بالعودة عن موقفه بالمنطق والدموع والتضرّعات. كل المحاولات لردّه إلى الوراء صدّها مقدماً قول الرب جواباً: “من شهد لي أمام الناس، أشهد له أمام أبي الذي في السموات. ومن أنكرني أمام الناس، أنكره أمام أبي الذي في السموات” (متى32:10). وأضاف: “لماذا تريدونني أن أحيا بضعة أيام على الأرض وتحرمونني الأبدية؟ كل الناس صائرون إلى الموت. فقط قلّة تشترك في مجد الشهداء. لا ننتظرنّ الموت بل فلنعبرنّ من هذه الحياة الزائلة إلى الحياة الأبدية مقدّمين لله، عن إرادة، الميتة التي لا مفرّ منها في كل حال”. لُفظ بحقه حكم الموت. اقتيد خارج المدينة والناس يتبعونه. رسم على نفسه علامة الصليب ثم قدّم نفسه للجلادين مستودعاً نفسه بين أيدي الملائكة فجرى قطع رأسه.