في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*نقل صورة ربِّنا يسوع المسيح غير المصنوعة بيد من الرّها إلى القسطنطينيّة *الشّهيد ديوميدوس الطّرسوسيّ *القدّيس البارّ خيريمون الإسقيطيّ *الشّهيد ألسيبياد *شهداء فلسطين الثّلاثة والثّلاثون *القدّيس البارّ نيلوس أريكوسا *الجديد في الشّهداء نيقوديموس الميتيورا *القدّيس البارّ جيراسيموس الجديد الكيفالونيّ *الجديد في الشّهداء ستاماتيوس فولوس *الجديد في الشّهداء أبوستولوس القسطنطينيّ *أبونا الجليل في القدّيسين تيموثاوس أفريبوس *اكتشاف رفات القدّيسين الأبرار سيرافيم ودوروثاوس ويعقوب وديمتريوس وباسيليوس وسارانتا ميغارا *القدّيس البارّ يواكيم أوسوكوفسك الرّوسيّ *القدّيس البارّ روفائيل الصّربيّ *الشّهداء قسطنطين برانكوفينو الرّومانيّ وأولاده ومستشاره *الجديد في الشّهداء ألكسندروس سوكولوف *القدّيس البارّ أرمال الإنكليزيّ.
* * *
✤ نقل صورة ربِّنا يسوع المسيح غير المصنوعة بيد من الرّها إلى القسطنطينيّة ✤
ثمّة تقليد يفيد أنّ الأبجر، ملك الرها، وهي الواقعة بين دجلة والفرات، عانى البَرَص والتهاب المفاصل. فإذ سمع بالأشفية الكثيرة التي كان يُحدثها الربّ يسوع، في ذلك الزمان، رغب في أن يأتي يسوع إليه لينال البرء بيده. من أجل ذلك أوفد سفارة لم تعد بالربّ يسوع بل بصورة له انطبعت على قماش قيل إنّ الربّ يسوع أنفذها إليه. فلما سجد أمامها تحقّق له الشفاء. فقط بقي له جرح في جبينه. هذه هي، تقليدياً، الصورة المعروفة بـ “المنديليون” وهي في أساس الإيقونات التي شاع استعمالها في الكنيسة، بالاسم عينه، وكانت توضع فوق الأبواب المقدّسة المؤدّية إلى الهيكل، أو فوق الأبواب الملوكية الفاصلة ما بين النرثكس وصحن الكنيسة. هذا وقد ورد أنّ “المنديليون” ضاعت في الرها إلى أن كُشفت في رؤيا لأسقفها “أفلاليوس” سنة 544 م. يومها كانت الرها محاصَرة من الفرس. وكان من مفاعيل اكتشاف “المنديليون” أن انفكّ الحصار عن المدينة.
ولم تمضِ سنوات على ذلك حتى عاد الفرس واحتلّوا الرها ثمّ أخذها الأمبراطور هيراكليوس البيزنطي سنة 628 م ثمّ سقطت في يد العرب. بقيت صورة “المنديليون” في الرها إلى القرن العاشر، وقد جرى نقلها إلى القسطنطينية، زمن الأمبراطور رومانوس لوكابينوس سنة 944 م. ليس معروفاً، تماماً، مصير “المنديليون” بعد سقوط القسطنطينية في يد الصليبيّين سنة 1204 م. وثمّة مَن يقول إنّها إيّاها كفن تورينو في إيطاليا.
من جهة أخرى أورد أفسافيوس القيصري في تاريخه (الكتاب الأول. الفصل الثالث عشر) خبر الرسالة التي بعث بها الملك الأبجر ليسوع والرسالة الجوابية التي قيل إنّه تلقّاها منه. هاتان الرسالتان، بحسب زعمه، مأخوذتان من سجلات إدسّا (الرها)، وقد نقلهما، في تاريخه، عن السريانية. دونك أهم ما ورد في الفصل الثالث عشر من كتابه في هذا الشأن:
- أُصيب الملك أبجارا بمرض مروّع عجزت عن شفائه كل حكمة بشريّة.
- سمع باسم يسوع ومعجزاته.
- أرسل إليه رسالة ورجاه أن يشفيه من مرضه.
- لم يجبه يسوع إلى طلبه لكنّه أرسل له رسالة شخصيّة قال فيها إنّه سيرسل أحد تلاميذه لشفائه من مرضه. وفي نفس الوقت وعده بالخلاص لنفسه ولكل بيته.
- بعد قيامة يسوع، أرشد الوحي توما الرسول فأرسل تدّاوس الذي هو من السبعين ليكرز ويبشِّر بتعاليم المسيح في الرها. وعلى يديه تمّ كل ما وعد به مخلِّصنا.
- وضع تدّاوس يده على أبجارا. ولما فعل ذلك شفاه، في الحال، من المرض والآلام التي كان يعانيها.
- كذلك شفى تدّاوس الكثيرين من سكّان المدينة وصنع عجائب وأعمالاً مدهشة وكرز بكلمة الله.
يشار إلى أنّ أفسافيوس لا يذكر صورة “المنديليون” لا من قريب ولا من بعيد.
أول ذكر للمنديليون ورد في سِفر “عقيدة أداي” العائد إلى أواخر القرن الرابع للميلاد. يذكر أنّ القدّيس يوحنّا الدمشقي وآباء المجمع المسكوني السابع أشاروا إلى “المنديليون” في معرض دفاعهم عن إكرام الإيقونات.