في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
✵الشّهيد ثيودوتوس أنقرة ✵الشّهيد ليكاريون المصريّ ✵الشّهداء بوتامياني ورفقتها ✵الشّهيدة زيناييد الصّانعة العجائب ✵القدّيستان إيسيّا وسوزانا ✵الشّهيدان تاراسيوس ويوحنّا ✵القدّيسان البارّان استفانوس وأنثيموس الكاهنان ✵القدّيسة البارّة سبستياني الصّانعة العجائب ✵القدّيس البارّ دانيال الإسقيطيّ ✵القدّيس البارّ باناغيس (بائيسيوس) باسيا ✵الشّهيد في الكهنة مركلّينوس أسقف رومية ✵القدّيس البارّ أفنتينوس الشّهيد ✵الشّهداء بطرس الإسبانيّ ورفقته ✵الجديد في الشّهداء أندرونيكوس بَرْم الرّوسيّ.
* * *
✤ القدّيس الشّهيد ثيودوتوس أنقرة ✤
هو من أنقرة الغلاطيّة. نشأ على التّقوى برعاية القدّيسة العذراء الشّهيدة تيكوزا (18 أيار) الّتي كان ابن أخيها. تزوّج وامتهن عمل الخمّار باستقامة. كان يستنح الفرص ليتعاطى الرَّحمة حيال الجميع، بلا تمييز، مسيحيّين وغير مسيحيّين. أقام كذلك حتّى مَنّ عليه الله بموهبة صنع العجائب.
لمّا اضطرم الاضطهاد في أنقرة سنة 303 م، بسعي ثيوتكنوس الحاكم، وكان لدى ثيودوتوس مخزون مهمّ من القمح والخمر، حوّل نزْلًا كان له إلى ملجأ يسّر فيه للمسيحيّين أن يجدوا سلعًا غذائيّة لم يجرِ تقديمها للأوثان. وكان يجازف فيفتقد المُعترفين في سجنهم ويشدّدهم ويواري الثّرى بإكرام أجساد القدّيسين الشّهداء. على هذا حثّ على الشّهادة صديقه فيكتور الّذي سعى المضطهِدون إلى كسبه بوعود خدّاعة. ومسيحيّ آخر أيضًا اسمه والنس قاوم إلى النّهاية، هذا جمع ثيودوتوس رفاته ودفنها في ناحية مالوس، على بعد حوالي 50 كلمًا شمالي شرقي أنقرة. هناك التقى قدّيسنا جماعة من المسيحيّين سبق له أن أعتقهم من السّجن. ومن فرح اللُّقيا قرّروا أن يساهموا مائدة أخويّة ودعوا فرونتون، كاهن مالوس، للإشتراك معهم. وقد أوصى ثيودوتوس فرنتون ببناء كنيسة صغيرة، في هذا الموضع الهادئ، توضع فيها رفات القدّيسين ووعد بتأمين هذه الرّفات.
فلمّا عاد إلى أنقرة، وجد المدينة في اضطراب إثْر إيقاف عمّته تيكوزا ورفيقاتها السّتّة. بقي ثيودوتوس مُتواريًا مع مسيحيّين آخرين يصلّون من أجل تثبيت القدّيسات في محنتهنَّ. وما إن درى بأنهنّ قضين غرقًا دون أن يتنكّرنَ للسَّيّد شكر الله واستحال نحيبه دموع فرح. وبنعمة الله تمكّن وبعض رفاقه من انتشال أجسادهنّ ووارهنّ الثّرى في إحدى الكنائس بتَكَتُّم.
في صباح اليوم التّالي اهتاجت كلّ المدينة لتلقّيها خبر انتشال أجساد القدّيسات. وبإيعاز من الحاكم أوقف الجُند كلّ المَسيحيّين الّذين التقوهم لإخضاعهم للاستجواب. مِنْ بَين الّذين أوقفوهم كان بوليخرونيون، أحد أصحاب ثيودوتوس. هذا خارَ تحت التَّعذيب وكشف الموضع الّذي أُودعت فيه الأجساد، كما أعلن عن اسم ثيودوتوس باعتباره مَن دبّر الأمر. للحال أخرج ثيوتكنوس الأجساد وألقاها في النّار ثمّ أرسل جنوده يبحثون عن ثيودوتوس. ولم يشأ قدّيس الله أن يُلبّي طلب أصدقائه بالفرار بل أسلم نفسه للحاكم مُودِعًا ذاته عناية الصّليب المُحيي.
دخل إلى قاعة الاستجواب ونظر النّار وأدوات التَّعذيب فاحتقرها وسخر من وَهن ديانةٍ كهذه الدّيانة تحتاج إلى هذا الحجم من الرّجال المُسلَّحين لتواجه جنديًّا واحدًا للمسيح. كلامه أثار حفيظة الحاكم ومزّقت الكاهنات ثيابهنَّ ونتفنَ شعرهُنَّ وهُنّ يصرخن أن يُعاقَب عدو الآلهة هذا.
بعدما جلدوه مَدّدوه على مِنصَّة التَّعذيب وأعمل الجلّادون بجسده تمزيقًا وتعذيبًا وتحطيمًا ثمّ رموه في السِّجن. ولمّا كان سلاح اسم يسوع أقوى لديه ممّا أنزلوه به استبانت تدابير الحاكم بلا جدوى وانكشف ضعفه إذ لم ينل مِنْ صَلابَةِ رجل الله، أو بالأحرى من صلابة النِّعمة الإلهيّة الفاعلة فيه. بنتيجة ذلك أمر ثيوتكنوس بقطع رأسه وإلقائه في النَّار.
في موضع الإعدام شدَّد ثيودوتوس المَسيحيّين وحثّهم على حقن دموعهم وشكران الله على حسن صَنيعه لأنّه نفح عبده أن يتمّ الشّوط إلى النّهاية. ثمّ اقتبل بفرح قطع هامته. أمّا النّار الّتي أوقدت لتأكل جسده فقد أحاط بها نورٌ ساطعٌ حتّى تعذّر على الجلّادين الاقتراب مِنَ النّار لتزكيتها وبقي الجسد سالمًا.
أُقيمتْ الحِراسَة على جسد القدّيس، ولكن جاء كاهن مالوس ومعه حمار مُحمَّل بالخمر. ومن التَّعب توقّف الحمار ليستريح بقرب الموضع الّذي كان فيه جسد القدّيس. دعا فرونتون الكاهن الجنود إلى احتساء الخمرة لطيّبها. فلمّا سكروا أخذ الجسد وجعله على الحمار فعاد الحمار مِنْ ذاته إلى المكان الّذي شاءه ثيودوتوس أن يكون لرفات القدّيسين.