في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيدان بروكلس وهيلاريون *الشّهيد سيرابيون الإسكندريّ الجديد *القدّيس البارّ ميخائيل الكبّادوكيّ *القدّيسة فيرونيكا النّازفة الدّم *الشّهيدان ثيودوروس ويوحنّا الكييفيّان *أبونا الجليل في القدّيسين سيرابيوس أسقف فلاديمير *القدّيس البارّ سمعان فولومسك الرّوسيّ *القدّيسون الأبرار يوحنّا وأوفيميوس وغفرائيل الجيورجيّيون *الشّهيدة في العذارى مرقيانا توليدو الإسبانيّة *الشّهداء بولينوس الإنطاكيّ ورفقته *القدّيس البارّ باييسيوس الآثوسيّ.
* * *
✤ القدّيسان الشّهيدان بروكلس وهيلاريون ✤
في ذلك الزّمان أصدر الإمبراطور الرّومانيّ ترايانوس مرسومًا يقضي بأنّ كلّ الّذين يمتنعون عن التّضحية للأوثان ويعلنون أنّهم مسيحيّون يُلقَون في النّار. كان ذلك حوالي العام 102 م. للحال انتشر مُخبرون في كلّ مكان لاقتناص مثل هؤلاء لا فرق أأصدقاء كانوا أم إخوة أم أولادًا للمخبرين، مؤمّلين أنفسهم بالرّبح الخسيس، فيما عمد آخرون إلى تسليم المسيحيّين خوفًا من السّلطة أو غيرة على الوثنيّة. فجاء بعض هؤلاء إلى أنقره في غلاطية. هناك جرى القبض على بروكلس الّذي من قرية كاليبوس، بقرب أنقره، واستيق إلى المدينة حيث اتفق وجود الإمبراطور شخصيًّا.
لمّا جيء ببروكلس إلى المحكمة مصفّدًا بالقيود كان يرنّم: “سدّد خطواتي، يا ربّ، في سبيل السّلام وافتح فمي لأسبّحك”. دعاه الإمبراطور إلى التّضحية تحت طائلة الإلقاء للوحوش فأجاب: “الرَّبّ يرعاني فلا أخاف ما يصنع بي الإنسان” (مز 117). هذا أغاظ ترايانوس فأمر بإعادته إلى السّجن. بعد ثلاثة أيّام استدعاه الحاكم مكسيموس للاستجواب. وإذ أجابه القدّيس بجسارة حظي الحاكم من الإمبراطور بسلطة اللّجوء إلى ما يراه مُناسبًا من وسائل التّعذيب لكسر مقاومته. فلمّا أوقفه أمامه من جديد ذكّره بأنّ الأضحية مفروضة بقوانين الحكّام، فأجاب بروكلس: “هذه قوانين فاسدة تدلّ على أعمالهم الشّرّيرة”. فأردف الحاكم: “إنّك تهين الأباطرة إذ تجسر أن تقاوم القوانين الّتي سنّوها لخلاصنا”. وبعدما هدّده قال قدّيس الله: “لست أخشى التّعذيب لأنّه مكتوب لا تخافوا من الّذين يقتلون الجسد أمّا النّفس فلا يقدرون أن يقتلوها. خشية الله خير من خشية النّاس”. وإذ أقدم رجل الله على فضح زيف الآلهة مدّدوه على منصبة التّعذيب وانهالوا عليه جلدًا حتّى أدموا كلّ جسده. أمّا هو فلم يئنّ ولا تفوّه بكلمة. بعد ذلك، كما ورد، أراد الحاكم التّوجّه إلى كاليبوس فاستاقوا القدّيس وراء الحاكم فسأل القدّيس الرَّبّ الإله أن يثبِّت الحاكم في مكانه دون حراك إلى أن يعترف بأنّ الرَّبّ الإله هو وحده الإله الحقّ. فكان كذلك. ولم يستعد الحاكم قدرته على الحركة إلّا بعدما كتب على ورقة: “أعترف أنّ هذا هو إله بروكلس ولا إله سواه”. لكنّه ما إن وصل إلى كاليبوس حتّى اتّهم القدّيس بالسّحر وأحرق بطنه وجنبيه بالنّار. استمرّ القدّيس متماسكًا صامتًا. علّقوه على مشنقة وجعلوا حجرًا كبيرًا في رجليه. وإذ أخذوه من جديد لينفّذوا فيه حكم الإعدام التقى بابن أخيه (أو أخته) واسمه هيلاريون فحيّاه وضمّه إلى صدره وجاهر بالفم الملآن بأنّه هو أيضًا مسيحيّ. فقبض عليه العسكر وأودعوه السّجن. فلمّا بلغ بروكلس موضع الإعدام صلّى ثمّ قضوا عليه رميًا بالسّهام. أمّا هيلاريون فأُوقف أمام الحاكم فردّد أنّه مسيحيّ ولا يخشى التّعذيب. ضربوه بالسّياط وجرّروه على الأرض مسافة ثلاثة أميال. وفيما كان دمه ينسكب على الأرض كان يُنشد: “في الجبال المقدّسة أساساتها. الرَّبّ يحبّ أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب” (مز 86: 1 – 2). أخيرًا جرى قطع رأسه ووري الثّرى بجانب القدّيس بروكلس.