في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ ذيوس الأنطاكيّ *القدّيسة البارّة مَكرينا ورفيقاتها الأربع *البارّان ثيودوروس الرَّهّاوي وابن أخته ميخائيل الشّهيد *القدّيس البارّ برلعام الجبل الأقرع *أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس بانيدوس المعترف *القدّيس البارّ ذيوكليس المصريّ *الشّهيد رومانوس أمير ريازان *القدّيس البارّ بائيسيوس لافرا المغاور *القدّيسان الصّربيّان استفانوس وميليتسا *نقل رفات وإعلان قداسة القدّيس سيرافيم ساروفسكي.
* * *
✤ القدّيس البارّ ذيوس الأنطاكيّ ✤
أصل القدّيس ذيوس من أنطاكية. هناك عاش طويلًا في النُّسك وأتعاب الفضيلة. ثمّ إثر رؤيا إلهيّة انتقل إلى القسطنطينيّة ليؤسّس ديرًا. فلمّا بلغ الموضع الّذي اختاره الله له، أخذ يستصلحه، ثمّ زرع في الأرض عصاه. للحال تجذّر العصا وصار شجرة كبيرة تثمر ثمرًا جيّدًا. جاءه الإمبراطور ثيودوسيوس الصّغير (408 – 425) زائرًا فانتفع كثيرًا من فضيلته وحكمته وخصّص له مبلغًا كبيرًا من المال تمكّن القدّيس به من بناء دير فسيح. وقد احتلّ هذا الدّير المكان الثّاني في الأهميّة، في العاصمة المُتملِّكة، بعد دير القدّيس دلماتيوس. ثمّ إذ أصرّ القدّيس البطريرك أتيكوس (8 كانون الثّاني) على سيامته كاهنًا صار خادمًا لنعمة الله، لا فقط لجهة الاحتفال بإقامة الأسرار الكنسيّة، بل في اجتراح عجائب جمّة أيضًا. على هذا استنبع، على غرار موسى، ماء في أرض قاحلة سدًّا لحاجات الشّركة، كما أقام ميتًا كان قد سقط في الماء شكًّا.
لمّا بلغ ذيوس نجاز جهاداته، وكان طريح الفراش، بالكاد يتنفّس، والقوم متحلّقين حوله والدُّموع في عيونهم، بمَن فيهم البطريرك أتيكوس والبطريرك الأنطاكيّ ألكسندروس، في تلك السَّاعة بالذَّات انتصب المغبوط فجأة كمَن خرج لتوّه من نومٍ عميق وأعلن للحاضرين أنّ الله وهبه خمس عشرة سنة إضافيّة.
بقي ذيوس يشيع الفرح وينفع الكثيرين إلى أن انقضت الفترة المعيّنة. إذ ذاك رقد بسلام. كان ذلك بين العامَين 425 و 430 م.