في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*أبونا الجليل في القدّيسين الشّهداء يناير ورفقته *الشّهداء ألكسندرا ومَن معها *أبونا الجليل في القدّيسين مكسيميانوس القسطنطينيّ *القدّيس البارّ أنسطاسيوس السّينائيّ *القدّيس البارّ يعقوب سترومينسك.
* * *
✤ الشّهداء ألكسندرا ومَن معها ✤
الكسندرا هي زوجة الإمبراطور ذيوكليسانوس (284– 305م). هذا كان جندياًمن العامة في الجيش الروماني. تمكّن من بلوغ سدّة العرش في السنة 284م. همّه كان أن يحقّق للإمبراطورية الاستقرار وينهض بها. أوجد ملكية مطلقة تمحورت حول شخصه، كحاكم له صفة إلهية. جعل قصره مطرحاً إلهياً وأسبغ على نفسه صفة القدّسية. مجلس الشيوخ كان خاضعاً له بالكامل. الكل كان عليهم أن يتوجّهوا إليه باعتباره السيّد (dominusnoster). كل الذين كانوا في حضرته كان عليهم أن يسجدوا إلى الأرض. نسب إلى نفسه كرامات إلهية باعتياره نائب جوبيتر كابيتولينوس. أمّن لنفسه جلالة مقدّسة وحمى نفسه بدوائر من الجنود والخصيان ولمّا يسمح لأحد بالدنو منه إلا على الركبتين والجبين على الأرض فيما كان هو يعترش كرسيّه بأحلى الحلل المستقدمة من الشرق الأقصى. وعلى مثال أوغسطوس قيصر وداكيوس، من قبله، حاول ذيوكلسيانوس أن يستعمل دين الدولة عنصراً موحِّداً للمجتمع. قيل إنه كان يطلب النبوءة من هيكل أبوللو. وذات مرّة اشتكى إبليس المتكلّم في الصنم إنه لم يعد باستطاعته أن يتنبّأ بالمستقبلات لأن “الأبرار” يسبّبون له إحباطاً. ولما استعلم ذيوكلسيانوس عمّن يكون هؤلاء “الأبرار”، علم من كهّان الوثن أنهم المسيحيين. لهذا أصدر في العام 303م أربعة مراسيم جائرة قصد بها أن يُكره المسيحيين على الاشتراك في العبادة الملكية. أمر بهدم الأبنية الكنسية وإحراق الكتب الكنسية وتطهير دوائر الدولة من المسيحيّين. كما سجن الأساقفة ولم يكن ليُطلق سراحهم إلا إذا ضحّوا للأوثان. الكل، في الحقيقة، وجد نفسه ملزماً بتقديم العبادة للوثن. هكذا استُهل الاضطهاد الكبير.
في ذلك الوقت كان القدّيس جاورجيوس اللابس الظفر ضابطاً في الجيش الروماني، فلم يشأ الخضوع لأوامر قيصر. ورد أنه مثَل أمام ذيوكلسيانوس وقرّعه على جرائمه في حقّ “الأتقياء”. قُبض عليه وعُرِّض للتعذيب. زوجة ذيوكلسيانوس، الكسندرا، حضرت فصول ما جرى فتحرّك قلبها وفعلت النعمة الإلهية فيها فتبنّت الإيمان بإله القدّيس جاورجيوس وجاهرت به في الوقت المناسب. سُجنت وحُكم عليها بقطع الهامة. لكن شاء الربّ الإله لها أن تقضي بسلام قبل حلول ساعة تنفيذ الحكم بحقّها. وكان لألكسندرا ثلاثة خدّام، أبوللو وإسحق وكودراتوس. هؤلاء سلكوا في إثر سيّدتهم فأمنوا بيسوع وجاهروا به. وقد قيل إن كودراتوس قضى بقطع الهامة فيما قضى أبوللو وإسحق جوعاً في السجن.
طروبارية والقديسة ألكسندرا ومن معها باللحن الرابع |
شهداؤُك يا رب بجهادهم، نالوا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوَّتكَ فحطموا المغتصبين، وسحقوا بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها، فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا. |