في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد كدراتوس ورفقته *القدّيسة البارّة أنسطاسيا الّتي من القسطنطينيّة *الشّهيد كدراتوس النيقوميذيّ *الشّهيد مرقيانوس *الجديد في الشّهداء ميخائيل أغرافا *القدّيس البارّ أغاثون.
* * *
✤ الجديد في الشّهداء ميخائيل أغرافا ✤
من ناحية أغرافا في تساليا، من إحدى القرى هناك (غرانيتسا). نشأ على محبة الرب وحفظ وصاياه. إثر رقاد والده تزوج وأقام في تسالونيكي خبازاً. المال الذي كان يجمعه اعتاد أن يكتفي منه لنفسه بالقليل والباقي كان يوزعه حسنات للمحتاجين. أوقات فراغه كان يقضيها في الكنيسة. نما في محبة الله ورغب في الرهبانية، لكن أقاربه منعوه مذكرين إياه أن عليه واجب الاهتمام بوالدته وزوجته. فلما كان عيد الصليب، في الأحد الثالث من الصوم الكبير، قبل العود المحيي وقرر أن يتبع المسيح حتى الموت. بعد ثلاثة أيام، عاد إلى حانوته بعد صلاة الغروب، فإذا بولد تركي يأتي إليه طالباً الخبز. فسأله ميخائيل بلهجة قاسية عن إيمانه وإذا كان يفهم منه شيئاً. وحدث أن كان شيخ ماراً من هناك فاستعان الولد به. واحتدم الجدل واجتمع الناس. أخيراً أمسكوا هذا المسيحي الجسور واستاقوه إلى القاضي متهمين إياه بالتجديف على محمد. ومع أن ميخائيل كان أمياً فإنه عرض بثقة لأسرار الإيمان بالثالوث القدوس وتجسد ابن الله. هدده القاضي بالحرق فأجاب: أؤمن بربي يسوع المسيح الذي هو الله وابن الله وخالق العالمين ومخلصي، وأنا مستعد لمكابدة كل التعذيبات حباً به. فخذ مالي واشتر خشباً لتسلمني لألسنة النار حياً لأني لا أشاء أن أقرب لإلهي ذبيحة من مالك أنت. ألقي في السجن واستقبل بعض المسيحيين الذي جاؤوه مشجعين. وجهه كان يطفح نشراً وقد تجلى بنعمة الله. كشف لزائريه أن المسيح ظهر له لينزع من قلبه الخوف من التعذيب. في الحادي والعشرين من شهر آذار أخذوه من السجن وأوقفوه أمام القاضي ودعوه إلى الكفر بإيمانه بالمسيح واعدين إياه بالامتيازات والكرامات. رفض ميخائيل العرض ودعا القاضي إلى الكف عن إضاعة الوقت لإنه هو مستعد أن يقدم ذبيحة لإلهه، أن يشوى خبزاً مختاراً وأن يقدم على مذبح الثالوث القدوس. وقد ورد أن القاضي بكى تأثراً لكنه عاد إلى نفسه ولفظ، بحق ميخائيل،حكم الموت. استيق قديس الله على الطريق المؤدي إلى مكان الإعدام. بقي المسيحيون، في الطريق، صامتين يصلون لكي يحظى شهيدهم بإكليل الغلبة. فلما وصلوا أشعلوا فيه النار فرقد في صمت وهو يمجد الله.