في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس حنانيا الدّمشقيّ، أحد الرُّسل السَّبعين *أبونا القدّيس البارّ رومانوس الحمصيّ المرتّل *الشّهداء الأبرار ميخائيل الجيورجيّ ورفقته *الشّهيد دومنينوس *القدّيس البارّ يوحنّا كوكوزاليس المرتّل *عيد زنّار والدة الإله الحامي *القدّيس البارّ غريغوريوس دومستيكوس المرتّل *القدّيس البارّ سابا النّوفغورودي *القدّيس البارّ بافون البلجيكيّ *القدّيس البارّ ريمي رسول الفرنجة *القدّيس البارّ نيكيتا الفرنسيّ *الشّهداء الرّوس الجدد ميخائيل فولوغودسكي ومَن معه.
* * *
✤ أبونا القدّيس البارّ رومانوس الحمصيّ المرتّل ✤
لا نعرف الكثير عن القدّيس رومانوس، ولكننا نعرف أنّه ولد في مدينة حمص وصار شمّاس كنيسة بيروت، ثمّ انتقل إلى مدينة القسطنطينية في أيام الأمبراطور أناستاسيوس الأول والبطريرك أوفيميوس (490 – 496 م).
كان، منذ نعومة أظفاره، مشتعلاً بحبّ الله، سالكاً في الفضيلة، أميناً على خدمة والدة الإله، مثابراً على طقوس الكنيسة. رغبته في تمجيد والدة الإله كانت جامحة، لكن مواهبه ومقدرته الصوتية كانت دون طموحاته. وحدث، مرة، خلال سهرانة عيد الميلاد المجيد، في كنيسة بلاشيرن في القسطنطينية، أن ظهرتْ له والدة الإله وفي يدها دَرْج ناولَته إيّاه ليأكله. وحالما ذاقه ملأت حلاوة فائقة فمه فصعد على المنبر وراح يرتّل بصوت ملائكي النشيد المعروف بالقنداق لوالدة الإله: “اليوم البتول تلد الفائق الجوهر، والأرض تقرّب المغارة لمَن هو غير مقترب إليه. الملائكة مع الرعاة يمجّدون، والمجوس مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنّه قد ولد من أجلنا صبيّ جديد، الإله الذي قبل الدهور“.
ومنذ ذلك الحين تدفّقت موهبة الروح القدس فيه واستمرّت إلى يوم رقاده. وقد أخرج عدداً هائلاً من الأناشيد غطّى معظم أعياد السنة الليتورجية. ورومانوس هو مبدع الأناشيد المعروفة بالقنداق. والقنداق مجموعة مما يسمّى الأبيات يتراوح عددها بين العشرين والأربعة والعشرين بيتاً، يتضمّن كل بيت فيها عدداً من الطروباريات. يقال إنّ القدّيس رومانوس أنتج ألفاً من هذه القناديق، لم يبق منها اليوم إلاّ ثمانون. ومن القناديق المنسوبة إليه مديح والدة الإله الذي اعتادت الكنيسة إنشادَه، خلال فترة الصوم الكبير من السنة.
يُذكر أنّ القدّيس رومانوس هو أول مَن اعتاد أن يضع حرف (T) باليونانية قبل اسمه، والحرف يشير إلى كلمة (Tapinos) التي تعني الحقير أو الذليل. هذه العلامة ذاتها اعتمدها الأساقفة فيما بعد فجاءت بشكل صليب صغير.
في صلاة المساء الخاصة بعيده، ترتّل له الكنسية الأنشودة المعبّرة التالية: “يا أبانا المكرّم رومانوس، لقد صرت مبدأ للخير وعلّة للخلاص، ولما وضعت أناشيدك الملائكية، أثبتّ، في الحقيقة، قداسة سيرتك. فابتهل إلى المسيح الإله أن يحفظ مرتّليك من التجارب والأخطار“.
رقد القدّيس رومانوس في الربّ، في مدينة القسطنطينية، شمّاساً في الكنيسة العظمى، في العام 530 للميلاد.