في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
العظيم في الشّهداء ثيودوروس الأوخاييطي المجنّد *القدّيسة مريمني المعادلة الرّسل *القدّيس مينا الرّخيم الصّوت *القدّيسان مرقيانوس وبلخاريا *القدّيس أوكسيبوس القبرصيّ *القدّيس فوليكرون البابليّ *الجديد في الشّهداء ثيودوروس البيزنطيّ *الجديد في الشّهداء ميخائيل موروئيدس.
* * *
✤ القدّيس الجديد في الشّهداء ثيودوروس البيزنطي (+1795 م) ✤
عمره لما استُشهد كان واحدًا وعشرين عامًا. نشأ في قرية قريبة من مدينة القسطنطينيّة. تتلمذ لرسّام مسيحي كان يعمل في قصر السّلطان محمود. ومع انه تربّى على التّقى والصّلاة وقراءة الكتب المقدّسة غير ان مناخ القصر وعشرة المترفّهين أيقظت وغذت فيه حبّ اللّذة. وإذ صغرت في عينيه قيمة انتمائه إلى كنيسة المسيح وبان له الإسلام مجالًا واسعًا لإشباع ما لذّ له وطاب من متع الحياة الدّنيا، كفر بالمسيح واقتبل الإسلام. أطلق العنان لرغائب الجسد ثلاث سنوات. فجأة ضرب البلاد الطّاعون ولما يوفّر وسَطًا. حتّى أهل القصر لحق بهم نصيب من الموت. هول الصّدمة، والنّاس يتساقطون كأوراق الخريف، نبّه ثيودوروس من سبات شهواته فعاد إلى نفسه. ندم على فعلته ندمًا شديدًا. غادر القصر متخفيًا. تصالح والكنيسة بمسحة الميرون. الاتجاه العام كان ان من يكفرون بالمسيح لا يُستعادون إليه إلا ببذل الدّم اعترافًا به. قرأ أخبار الشّهداء الجدد. شيء من روح الشّهادة أخذ يتحرّك في نفسه إلى أن قرّر ان يسير في ركب من قرأ سيرهم. خرج إلى جزيرة ميتيلين. لبس لباس المسلمين وجاء إلى القاضي يوم الخميس من الأسبوع الأول من الصّيام الكبير. رفع عمامته الخضراء وطرحها أرضًا داسها معلنًا ارتداده عن الإسلام وعودته إلى المسيحية. فوجئ القاضي بمنظره وظنّه ممسوسًا. أودعه السّجن وكبّله بالأصفاد تاركًا للجلاّدين جلده وشتمه ما طاب لهم. في اليوم التّالي ضُرب على قدميه ثلاثمائة ضربة. ثم تُرك لمن يشاء من الحاضرين ان يروي غليله منه. حطّموا أسنانه وضغطوا جمجمته حتّى خرجت عيناه وتركوه نصف ميت. أخيرًا فيما كانت الدّماء تسيل منه شنقوه. تهافت المسيحيون على أخذ قطع من ثوبه وغمسها في دمائه تبرّكًا. ورد ان أشفية جمّة جرت به.