في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*عيد حبل القدّيسة حنّة بمريم، والدة الإله *عيد تجديد هيكل القيامة *تذكار القدّيسة حنّة النبيّة أم صموئيل النّبيّ *تذكار أبينا البارّ استفانوس سراج القسطنطينيّة الجديد *القدّيسون الشّهداء سوسيتاوس ونرسيس وإسحق.
* * *
✤ تذكار القدّيسة حنّة النبيّة أم صموئيل النّبيّ ✤
كان رجل من رامتايم صوفيم. أي من الرامة. من جبل أفرايم اسمه ألقانة، وكانت له امرأتان إحداهما حنة والأخرى فننة. فننة أنجبت أما حنة فكانت عاقراً. كان هذا لحنة سبب حزن عارم وكانت صرتها تغيظها. ولكن كان ألقانة يحب حنة ويكرمها ويخفف من حزنها قائلاً لها: أنا خير لك من عشرة بنين!”.
واعتاد ألقانة أن يصعد من مدينته، سنة بعد سنة، ليسجد ويذبح لرب الجنود في شيلوه. شيلوه كانت، في ذلك الزمان، مقراً لتابوت العهد وخيمة الاجتماع. خيمة الاجتماع ألغيت في وقت لاحق حين تم بناء الهيكل في أورشليم. فيما استقر تابوت العهد فيه. وهي، كما يظن، على بعد حوالي، 17 ميلاً شمالي أورشليم.
كان ألقانة يأخذ زوجتيه وأولاد فننة معه إلى شيلوه. وكان يحرص على تقديم نصيبين لحنة من حصته من الذبيحة التي اعتاد أن يقدمها لله هناك.
حزن حنة كان من دون عزاء. كانت تبكي ولا تأكل.
وحدث أنها كانت مرة النفس. فقامت وصلت إلى الرب وذرفت أمامه دموعاً سخية ونذرت قائلة: “يا رب الجنود إن نظرت نظراً إلى مذلة أمتك وذكرتني ولم تنس أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشر فإني أعطيه للرب كل أيام حياته ولا يعلو رأسه موسى” (1صموئيل11:1). ولما أطالت في الصلاة متكلمة في قلبها، متمتمة وحسب، لاحظها عالي الكاهن، فظن أنها سكرى بخمر فانتهرها قائلاً لها أن تنزع خمرها عنها. فأجابته: “لا يا سيدي، لم أشرب خمراً ولا مسكراً، فأنا امرأة حزينة. لكني أسكب نفسي أمام الرب”. فأجابها عالي محركاً بالروح: “اذهبي بسلام وإله إسرائيل يعطيك سؤالك!”.
فانصرفت حنة قائلة: “لتجد جاريتك نعمة في عينيك!”.
ورجع ألقانة إلى بيته في الرامة، وكان أن عرف زوجته حنة والرب ذكرها فحبلت وأنجبت، في زمن الولادة، صبياً سمّته “صموئيل” الذي معنى اسمه “من الرب سألته”.
وحان موعد الصعود إلى شيلوه من جديد فصعد الجميع إلا حنة لأنها قالت: “متى فطم الصبي آتي به ليتراءى أمام الرب ويقيم هناك إلى الأبد”.
وأرضعت حنة ابنها حتى فطمته.
بعد ذلك صعدت إلى شيلوه ومعها ثلاثة ثيران مع دقيق وزق خمر. وكان الصبي معها صغيراً.
وتقدمت حنة من عالي الكاهن وقالت له: “حيّة هي نفسك يا سيدي! أنا المرأة التي وقفت لديك هنا تصلي إلى الرب. لأجل هذا الصبي صليت فأعطاني الرب سؤلي الذي سألته من لدنه. وأنا أيضاً قد أعرته للرب جميع أيام حياته هو عاربة للرب…
وإذ قدّمت حنة ابنها تفوهت بصلاة اعتمدتها الكنيسة في التسبحة الثالثة من صلاة السحر التي تتلى عادة، في كنائسنا، في زمن الصوم الكبير. ومما جاء في هذه الصلاة ما يلي:
“قلبي تشدّد بالرب…. ففرحت بخلاصك… لا تتفاخروا… الله يهيء خططه… الرب يميت ويحيي…. يفقر ويغني… يرفع البائس عن الأرض…. يمنح المصلي ملتمسه…. لا يتفاخر الحكيم بحكمته. ولا … القوي بقوته… ولا…. الغني بغناه. بل من افتخر فليفتخر بهذا: أن يفهم الرب وأن يعرفه وأن يصنع إنصافاً وعدلاً في وسط الأرض…”.
وخدم الصبي صموئيل الرب أمام عالي الكاهن. وعملت له أمه جبة صغيرة اعتادت أن تصعدها له سنة بعد سنة لذبح الذبيحة السنوية.
وبارك الرب حنة وأعطاها بدل صموئيل ثلاثة بنين وبنتين.
(راجع، لتفاصيل أوفى، سفر صموئيل الأول، الإصحاحان 1 و2).