في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد أفسغينوس الأنطاكيّ *الشّهيدان كنتيدوس وكنتيديانوس *القدّيسة نونّا، والدة القدّيس غريغوريوس اللّاهوتيّ *الشّهيد سوليب المصريّ *أبونا الجليل في القدّيسين أفثيميوس، بطريرك القسطنطينيّة *القدّيس البارّ أفجانيوس الإيتولي *الجديد في الشّهداء خريستوس بريفيزا *القدّيس البارّ يوحنّا الرّومانيّ الخوزيبي *القدّيس الملك الإنكليزيّ أوزولد الشّهيد *الجليل في القدّيسين كاسيان أوتون الإنكليزيّ *الشّهيدة أفرا أوغسبورغ ومَن معها *الشّهيدات الرّوس الجدد أفدوكيا شيكوفا ومَن معها *الشّهيد الرّوسيّ الجديد سمعان شْلِيف الأسقف.
* * *
✤ الشّهيد أفسغينوس الأنطاكيّ ✤
كان القدّيس أفسغينوس أنطاكياً. عمّر إلى سنّ المائة. خدم، عسكرياً، ستين عاماً خلال حكم كل من قسطانس كلور والقدّيس قسطنطين، المعادل الرسل، وقسطانس ويوليانوس الجاحد.
مرّ، يوماً، بوثنيَّين في مشادّاة. حكّمَاه فحكم لمَن استبان له مُحِقّا، فضمر له الآخر شرّاً. هذا وشى به لدى يوليانوس الجاحد أنّه مسيحي وأنّه أنكر على الأمبراطور سلطته القضائية. استدعاه العاهل حنِقاً وهدّده فجاهر بإيمانه بالمسيح بلا تردّد.
قيل استيق إلى قيصرية الكبّادوك، إلى حيث كان يوليانوس على سفر إعداداً لحملته على الفرس. ومن باب حرص شهداء المسيحية، أحياناً، على تدوين محاضر محاكمتهم لمنفعة المؤمنين، تبع رجلَ الله شمّاسٌ من كنيسة أنطاكية كان نسيباً له. وإذ دنا منه مخاطراً بنفسه سأله أفسغينوس أن يجد له كاتباً يهتمّ بتدوين أعمال محاكمته فأبدى أنّه سيتولى هو، بنفسه، الأمر، متى حلّت الساعة.
بلغ الموكبُ قيصرية. هناك ما لبث يوليانوس أن أوقف أفسغينوس أمامه للمحاكمة. أُخِذ الحاضرون بحيوية المتّهَم رغم سنّه. عرض الأمبراطور لعيني شهيد المسيح أدوات التعذيب ثمّ أمره بالتضحية لزفس. جوابه كان: “كفى الشيطان أنّه انتزعك من الحياة الأبدية ليلقيك في العذابات الأبدية للجحيم! أما أنا فلست أضحّي للأوثان”. أشار الأمبراطور فمُدِّد أفسغينوس على منصّة التعذيب، وعمد الجلاّدون إلى سلخه ثمّ لدعه بالمشاعل. وفيما عبق الجوّ برائحة اللحم المشوي جدّد الأمبراطور طلبه: ضحِّ لزفس! فأجابه أفسغينوس بأنّه ليس خَلَفاً لائقاً لنسيبه الفذّ، القدّيس قسطنطين الكبير. هذا جعل القدّيسُ نفسَه في خدمته واهتدى نظيره إلى الإيمان بالمسيح. هنا روى أفسغينوس كيف أنّه وقع في يد الفرس ذات مرّة فرغبوا في التضحية به لآلهتهم. فلما بلغ القدّيسَ قسطنطين الأمرُ تدخّل، وبعون المسيح نجح في استرداده. تلك النبذة من حياته كانت هي السبب في هدايته إلى المسيح. كلام رجل الله أثّر في الحاضرين فحصل اضطراب بين الجند عمد يوليانوس على أثره، بسرعة، إلى تصفية غريمه بقطع الرأس. وقد ورد أنّ القدّيس باسيليوس الكبير هو الذي صلّى عليه.
أما يوليانوس، إثر ذلك، فانطلق حاملاً على الفرس ولمّا يعد. قيل إنّه في لحظة احتضاره، متأثّراً بجراحه، هتف: “لقد غلبت أيّها الناصري!”.