في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ يوانيكيوس الكبير *الشّهيدة زوجة بطرس الرّسول *القدّيسون الأبرار السّوريّون، آباء الكنيسة الجيورجيّة *الشّهيدان نيكاندروس الأسقف وهرماس الكاهن *القدّيس المهتدي بورفيريوس الأفسسيّ الممثِّل *القدّيس الإمبراطور التَّقي يوحنّا الثّالث دوكاس الرّحيم *القدّيس البارّ مركوريوس الصّوّام الكييفيّ *القدّيس البارّ سمعان يورييفياتس الرّوسيّ المتباله *القدّيس البارّ نيكاندروس غوردونسك *أبونا الجليل في القدّيسين بولس طوبولسك *القدّيس البارّ يوحنّا أكاتزيوس *الشّهداء الرّوس الجدد أرسانيوس تروتسكي ومَن معه.
* * *
✤ تذكار القدّيسين السّوريّين الأبرار آباء الكنيسة الجيورجيّة ✤
يحكى أنّ ثلاثة عشر راهباً سورياً تقدّموا من القدّيس سمعان العمودي الجديد (522 – 596 م)، وبعدما باركهم انطلقوا إلى بلاد جيورجيا. وقد اختار مقدّمهم، ويدعى يوحنّا، الاقامة في مغارة على جبل معروف باسم زادين. من هنا كنيته بالزاديني. هناك أسّس ديراً عامراً، خرب بيد الكافرين في القرن الثاني عشر. ومما يروى عن يوحنّا تدجينه الدببة في الجبال.
أما أكثر تلاميذه شعبية فراهب اسمه خيو. هذا اعتزل في مغارة بالقرب من متزخيتا، إلى الشمال الغربي من العاصمة تبليسي. ويُحكى أنّ حمامة كانت تأتيه بالطعام. غير أنّ اعتزاله لم يدم طويلاً لأنّ أفاغريوس، وهو أحد أبرز الشخصيات في المملكة، ما لبث أن التحق به، وإن هو سوى زمان يسير حتى ذاع صيت هذين المجاهدين فأقبل عليهما الملك وعليّة المملكة يفتقدونهما ويدفقون عليهما عطايا كانت من الوفرة بحيث امتلأ القفر هناك كنائس. وقد جمع خيو حوله أكثر من ألفي تلميذ. وإليه تُنسب عجائب لا حصر لها. حتى الذئاب في تلك الأنحاء روّضها وجعلها حافظة للخراف.
وثمّة راهب آخر من المجموعة اسمه داود. هذا أيضاً استقرّ في مغارة فوق مطل يشرف على تبليسي. وكان ينزل إلى المدينة مرة كل أسبوع ليكرز بالكلمة. وما لبث أن انضمّ إليه لوقيانوس الذي لازمه أميناً إلى وفاته. وقد انتقل الرفيقان بعد حين إلى إحدى البراري التي كان الله يقوتهما فيها بصورة عجائبية، حليباً من ثلاثة ظباء. لكن المؤمنين ما لبثوا أن اكتشفوا مكان وجودهما وأبدى بعضهم رغبة في الانضمام إليهما. وهكذا وُجد داود ولوقيانوس مدفوعَين إلى توسيع المكان ليصبح ديراً. وقبل رقاد داود بقليل حجّ إلى أورشليم.
وهناك أنطونيوس المرتكوفي الذي عاش لبعض الوقت على عمود، ويوسف، أرشمندريت أو ربما أسقف ألافردي، واستفانوس وزينون وتدّاوس وبيروس وميخائيل وإيسيدوروس وإيليا الشمّاس. كل هؤلاء تعبوا في تأسيس الأديرة. وإنّ اثنين من الرهبان السوريّين ارتقيا سدّة الأسقفية: يسى في دزيلقاني وحبيب في نكرسّي. هذان قوّيا أربطة الكنيسة الجيورجية بالكنيسة الأنطاكية. وقد عاين حبيب أبرشيته تحت الاحتلال الفارسي. ويقال إنّ الفرس حاولوا يوماً إجبار المسيحيّين على عبادة النار، فأسرع الأسقف وألقى على المدعوّة ناراً مقدّسة ماء فأطفأها. فقبض عليه الجنود وأشبعوه ضرباً ثمّ ساقوه إلى أمام قائدهم الذي حاول عبثاً حمل حبيب على الكفر بإيمانه بالمسيح وعبادة النار. إذ ذاك أمر به الجلاّدين فجلدوه ثمّ رجموه.