في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*العظيم في الشّهداء أندراوس قائد الجيش ومَن معه *الشّهداء تيموثاوس وأغابيوس وتقلا الغزّاويّون *الشّهيدان أوتيخيانوس وستراتيجيوس *القدّيس البارّ ثيوفانس العجائبيّ الصّغير *أبونا الجليل في القدّيسين بيتيريم أسقف بارم *القدّيس البارّ جنّاديوس كوستروما *الجديد في الشّهداء نيقولاوس ليبيديف الرّوسيّ *القدّيس البارّ موختيوس الإنكليزيّ.
* * *
✤ العظيم في الشّهداء أندراوس قائد الجيش ومَن معه ✤
كان القدّيس أندراوس محامياً في الجيش الأمبراطوري على الحدود الشرقية للأمبراطورية زمن مكسيميانوس غاليريوس (حوالي العام 305 م). ومع أنّه لم يكن قد اعتمد فإنّه لمع كوردة وسط الأشواك، سواء بتقواه أو بشجاعته. القائد الأعلى للجيش، المدعو أنطيوخوس، كان مشهوراً بعنفه ضدّ المسيحيّين. هذا أراد مواجهة تغلغل مفاجئ للفرس فأرسل أندراوس على رأس فرقة خيّالة لصدّهم. قبل أن تلتحم القوّتان حثّ أندراوس جنوده على الثقة بالمسيح الذي خلق السماء والأرض وأبطل الآلهة الكاذبة. على كلمته تضرّع الجميع إلى مسيح الربّ فتمكّنوا من دحر كتائب الأعداء وردّهم على أعقابهم. إثر ذلك قرّر جنود الفرقة أن يقبلوا الإيمان بالمسيح. لكنْ بلغ خبرهم مِسمعي أنطيوخوس، فبدل أن يكافئهم أحالهم على المحاكمة. كان يستشيط غيظاً. قرأ عليهم المراسم الملكيّة وذكّرهم بأعيان المسيحيّين الذين فتك هو بهم. أجابه أندراوس إنّ هؤلاء الشهداء قد حقّقوا الظفر عليه وإن العذابات التي أنزلها بهم صارت لهم ميداليات في ملكوت المسيح. سخر أنطيوخوس منه وأمر بتمديده على سرير من البرونز المحمّى. حدّة الإيمان والمحبّة، اللذين تلظّيا في قلب أندراوس، جعلته أقوى من الحروق فلم يُحسّ بها. بذا وَجد على سرير التعذيب راحة حقيقية. إثر ذلك، بعضُ مَن برّزوا، من فرقة أندراوس، سُمّرت أيديهم على عوارض خشبية. هذا بثّ في قلوبهم فرحاً سماوياً أنّهم أُهِّلوا للإشتراك في آلام الربّ يسوع حتى قبل أن يعتمدوا.
صمدت المجموعة ولم تَخُر، فعمد أنطيوخوس إلى إلقاء الجنود في السجن، وكتب إلى الأمبراطور يسأله إذا كان مناسباً إعدام ضابط بقيمة أندراوس، الأمر الذي قد يجرّ إلى تمرّد بين العسكر وإلى ثورة الشعب الذي يعتبره بطلاً. أجابه مكسيميانوس بأن يتخلّص منه سرّاً، بالحيلة، ولا يسمح للديانة الجديدة أن تشقّ طريقها إلى الجيش. أطلق أنطيوخوس سراح أندراوس ورفاقه وتظاهر بأنّه يتركهم يذهبون حيث يشاؤون. لكنْ أَخْطَر روحُ الربّ القدّيس الشهيد بحيلة أنطيوخوس، فانتقل إلى طرسوس، مع رجاله وطلب من الأسقف بطرس أن يعمّدهم. فلما علم أنطيوخوس برحيلهم كتب إلى حاكم كيليكيا العسكري، سلوخوس، يأمره بإيقافهم، في أسرع وقت ممكن، وبإبادتهم إنْ قاوموا. أسرع سلوخوس، وقد كان هو نفسه مضطهِداً متعصِّباً للمسيحيّين، أقول أسرع إلى طرسوس، على رأس مُفرزة مهمّة. أندراوس ورفقته كانوا قد اعتمدوا وكانوا يجتازون جبل طوروس هرباً من ملاحقيهم في اتجاه مليتين الأرمنيّة. لم يكفّ سلوخوس عن البحث عنهم. وإذ تلقّى وشاية في شأنهم تمكّن من الوصول إليهم عند أحد مضايق جبل طوروس. فيما كان الجنود المُغيرون يستعدّون للانقضاض على أندراوس ورفقته، حثّ قدّيس الله رفاقَه على رفع أيديهم في الصلاة إلى الله دون السيوف. وإذ وقع على ركبتيه، سأل الله طويلاً من أجل أعدائه وخلاص العالم. وحالما أنهى صلاته هاجمهم جنود سلوخوس وأتوا عليهم كالنعاج البريئة من العيب لا تبدي مقاومة. فلما انتهوا منهم وانصرفوا جاء بطرس، أسقف طرسوس، ونونوس، أسقف بيريا وبعض الإكليريكيّين ورفعوا أجسادهم.