في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء بطرس وأندراوس ورفقتهما *الشّهداء هيراكليوس وبولينوس وفنديموس الأثينائيّون *الشّهداء ثيودوتوس والعذارى السّبع *الشّهيدة أوفراسيا النّيقاويّة *أبونا الجليل في القدّيسين استفانوس بطريرك القسطنطينيّة *الشّهيد يوليانوس *الشّهيد ثيودوروس الأوّل، أسقف رومية *القدّيسة البارّة أنستاسو لفكاديون *القدّيس البارّ مرتينيانوس *الشّهيدان داود وتاتشان الجيورجيّان *الشّهيد فينانتيوس الإيطاليّ *الشّهيد بوتامون المصريّ *الشّهيد فيليكس سبولتّو الإيطاليّ.
* * *
✤ الشّهداء ثيودوتوس والعذارى السّبع ✤
فيما كان الاضطهاد الكبير، حوالي العام 303، مستعراً، أمر الحاكم ثيوتكنوس في أنقرة الغلاطية، وهو رجل قاس متعطّش للدماء، بتوقيف سبع عذارى مكرّمات، مكرّسات لله منذ الصبا. وإذ وجدهم ثابتات غير متزعزعات عن إيمانهن، أسلمهن إلى شبّان ماجنين إفسادهن، وإن واحداً من هؤلاء الشبّان، فاق أقرانه بالوقاحة، أمسك القدّيسة تيكوزا التي كانت في السبعين ورغب في إفسادها، فانفجرت باكية وألقت بنفسها عند قدميه وتوسّلت إليه أن يرأف بجسدها الهرم وشعرها الأبيض. فذهل الشاب وأخذ يبكي ثم ولّى الأدبار.
فلما بلغ ثيوتكنوس خبر إخفاق مسعاه، للحال فكّر في طريقة أخرى يُفسد بها إيمانهن. ففي مناسبة عيد أرتاميس وأثينا السنوي شاء الوالي أن يقحمهن في الاحتفالات المزمعة. فلما كان اليوم الموعود حُمل تمثالا الإلهتين في موكب قصد بحيرة مجاورة للمدينة. القصد كان غسل الوثنيّين باحتفال كبير. أما العذارى السبع فجُعلن عاريات في مركبة على رأس المسيرة الشائنة. كان القصد من ذلك إجبارهن على لعب دور الكاهنات وأن يقمن بعمل الغسل بأنفسهن. فلما امتنعن وازدرين عبادة الشيطان هذه، جرى إلقاؤهن في البحيرة بعدما رُبطت رِجلُ كل منهن بحجر كبير. فلما حلّ المساء ظهرت القدّيسة تيكوزا لابن أخيها، القدّيس ثيودوتوس، الذي أنشأته على محبّة الفضيلة، والذي خاطر بنفسه ليخدم المعترفين وضحايا الاضطهاد. ذكّرته بالتعب الذي كابدته لتعليمه، ثم سألته أن يتوجّه، بلا تأخير، ليأخذ جسدها وأجساد العذارى الأخريات، غير مبال بالخطر المحدق به. وإن ظهوراً للقدّيس الشهيد سوسندروس جعل الحرّاس المتمركزين عند ضفّة البحيرة يتفرّقون. كذلك إثر عاصفة رهيبة هبّت دُفعت أجساد القدّيسات إلى الشاطئ، فتمكّن ثيودوتوس ومَن معه من التقاطها ومواراتها الثرى بإكرام جزيل.
في اليوم التالي لما بلغ الوثنيون خبر اختفاء الأجساد، استبدّ بهم الغيظ فأوقفوا كل المسيحيّين الذين وجدوهم وعذّبوهم. وإن أحد رفاق ثيودوتوس، المدعو بوليخرونيوس، لم يكن على شجاعة تمكّنه من مقاومة التعذيبات، فاعترف بأن ثيودوتوس هو الذي سرق أجساد العذارى. أما ثيودوتوس فلما درى بالخيانة توجّه إلى المحكمة وخاض معركة الشهادة المجيدة لينضمّ، منتصراً، إلى موكب القدّيسين الشهداء. أما أسماء العذارى السبع فهي ألكسندرا وتيكوزا وكلوديا وفاينا وأوفراسيا ومطرونا وجوليا.