في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهداء نزاريوس وجرفاسيوس وبروطاسيوس وكلسيوس *القدّيس قوزما المرتّل، أسقف مايومة في فلسطين *الشّهيد سلوان الغزّاوي والقدّيسون الشّهداء الأربعون المستشهدون معه *الشّهيد بطرس الأبشالومي *القدّيسة البارّة براسكيفي الصّغيرة *أبونا الجليل في القدّيسين إغناطيوس أغاليانوس *القدّيس البارّ نيقولاوس تْشرنيكوف *أبونا الجليل في القدّيسين كاليستوس الأوّل الشّهيد أسقف رومية *أبونا الجليل في القدّيسين يوستوس أسقف ليون.
* * *
✤ القدّيس قوزما المرتّل، أسقف مايومة في فلسطين ✤
ولد قوزماª في أورشليم لكنّه تيتّم باكراً فأخذه والد القدّيس يوحنّا الدمشقي، سرجيوس، إليه، ربما لصلة قرابة كانت تربطه بذوي قوزما.
عاش قوزما ويوحنّا في بيت واحد في مدينة دمشق، وقد وفّر لهما سرجيوس كل أسباب التعليم العالي حيث كان من أعيان البلد ورجلاً مقتدراً غنياً. فأتاهما، لهذا الغرض، براهب اسمه قوزما من أصل صقلي كان قد جمع من المعارف وعلوم عصره القدر الوفير. وقد أبدى التلميذان تجاوباً ممتازاً مع ما لقّنهما إيّاه معلّمهما حتى تمكّنا، في فترة وجيزة، من الإحاطة باللغة والفلسفة والموسيقى وعلم الفلك والرياضيات إلى حدّ أذهل الجميع.
وكما أخذ قوزما ويوحنّا عن أستاذهما العلوم الدنيوية، أخذا أيضاً علم العلوم وفنّ الفنون: محبّة النسك والصلاة، الحياة الرهبانية. فانتقلا، في وقت لاحق، إلى دير القدّيس سابا، وانخرطا في الحياة الملائكية.
هناك، في الدير، اشتغل الاثنان، فيما اشتغلا، في جمع كتاب الألحان الثمانية المسمّى بالأوكتيكوس أو المعزّي. وإلى قوزما يعود عدد من القوانين الليتورجية الخاصة بأعياد القدّيسين، وإليه تنسب قوانين سبت لعازر وأحد الشعانين وأحد الدينونة. وفي تقويم بعض الدارسين أنّ نشائده فاقت بجمالها وجودة شعرها كل ما تقدّمها ولحق بها من نوعها.
ثمّ إنّ قوزما سيم أسقفاً على مدينة مايومة القريبة من غزّة في فلسطين فاهتمّ برعاية شعبه خير اهتمام إلى أن رقد في الربّ طاعناً في السنّ.
ª – في السنكسار اللاتيني الذي يذكر القدّيس قوزما في هذا اليوم عينه أنّه هو إيّاه الراهب الذي وقع أسيراً في أيدي العرب وأضحى فيما بعد معلّماً للقدّيس يوحنّا الدمشقي ومن ثمّ أسقفاً على مايومة. ولا ذكر لقدّيس ثان باسم قوزما.