في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيسة الحامِلَة الطِّيب والـمُعادِلَة الرُّسُل مريم المجدليّة *الشّهيدة مركلاّ خيوس *القدّيس البارّ كورنيليوس بيرياسلاف الرّوسيّ *القدّيس البارّ واندريل الفرنسيّ *الجديدان في شهداء الكهنة الرُّوس ميخائيل ناكارياكوف وألكسي إيلينسكي.
* * *
✤ القدّيسة الحامِلَة الطِّيب والـمُعادِلَة الرُّسُل مريم المجدليّة ✤
– تُلقّب بالمعادلة الرسل وذلك لشجاعتها وتبشيرها بالرّب يسوع المسيح القائم من بين الأموات.
– هي من النسوة الحاملات الطيب.(لوقا ٢:٨)
– تُعيّد لها الكنيسة في الثاني والعشرين من شهر تمّوز.
سيرتها:
– قيل إنها وُلدت في مجدلا (من هنا أتى لقبها)، وهي قرية صغيرة لصيادي الأسماك على الضفة الغربية من بحيرة جنيسارت، على بعد خمسة كيلومترات من مدينة طبرية.
– أخرج الرّب منها سبعة شياطين.
– أصبحت إحدى تلميذاته اللواتي كن يخدمنه من أموالهن.
– كانت من النساء اللواتي كن يتبعنه ومن ضمنهن مريم أخت أمه، أم يعقوب أخو الرب، وسالومة أم يوحنا تلميذه الحبيب وأخيه يعقوب أبني زبدي.
– شهدت صلبه وزارت قبره وأعلنت قيامته .
– ذهبت إلى روما بعد القيامة واشتكت عند طيباريوس قيصر على بيلاطس البنطي لإعطائه الأمر بصلب يسوع, فعزل القيصر بيلاطس وعاد وأمر بقتله. وحصلت معها أعجوبة أمام القيصر إذ تحوّلت البيضة التي كانت تحملها في يدها إلى بيضة حمراء اللون وهي تشهد لقيامة الرب.
– كذلك ورد أنّها بشّرت بالرّب يسوع في بلاد الغال -فرنسا- ثم انتقلت إلى مصر وفينيقيا وسوريا وبمفيليا وأماكن أخرى.
وبعدما أمضت بعض الوقت في أورشليم انتقلت إلى أفسس.
– رقدت في أفسس ودفنها القدّيس يوحنا اللاهوتي عند مدخل المغارة التي قضى فيها فتية أفسس السبعة المعيّد لهم في ٤آب. هناك فاضت عجائب جمّة.
– في العام ٨٩٩ م. نقل الإمبراطور لاون السادس الحكيم رفاتها إلى القسطنطينية.
– تُذكر مريم المجدلية في الأناجيل الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا أربعة عشرة مرّة: ثماني مرّات مع نساء كنّ يخدمن الرّب يسوع المسيح (الخادمات اللواتي تبعن الرّب وتتلّمذن له)، وكانت دائمًا تُذكر في الصدارة بينهن، وخمس مرّات بمفردها.
القدّيسة مريم المجدليّة في إنجيل متى:
– عند الصليب:
«وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهنّ كنّ قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنّه. وبينهنّ مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدي» (متى٥٥:٢٧-٥٦).
– عند ادخال الرّب يسوع القبر:
«فأخذ يوسف الجسد ولفّه بكتّان نقي. ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر»)متى٧٢:٩٥-١٦).
– مجيئها إلى القبر في اليوم التالي:
«وبعد السبت عند فجر أوّل الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرّب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحرّاس وصاروا كأموات .فقال الملاك للمرأتين: «لا تخافا أنتما فإني أعلم أنّكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنّه قام كما قال: هلمّا أنظرا الموضع الذي كان الرّب مضطّجعًا فيه. واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه انّه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما. فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه» (متى ٢٨:١-٨).
– لقاؤها بالرّب يسوع:
«وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال: «سلام لكما». وفتقدّمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع: «لا تخافا. إذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني» )متى ٨٢:٩-١١).
القدّيسة مريم المجدليّة في إنجيل مرقس:
– عند الصليب:
«كانت أيضًا نساء ينظرن من بعيد بينهنّ مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة اللواتي أيضا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل. وأخريات كثيرات صعدن معه إلى أورشليم.. وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي تنظران أين وضع» (مر٥١:٠٤-٧٤).
وهنا يؤكد كلّ من القدّيسين متى ومرقس وجودها عند الصليب، لا وحدها بل مع نساء كثيرات سواها. وظلت مع مريم أم يوسى ويعقوب الصغير، أي أخت العذراء، تتابعان الدفن حتى تم وضع الحجر على القبر. وفي يوم السبت جاءت مع مريم أم يعقوب لتطيّب جسد المسيح، كما كانت عادة اليهود. وكانت من أول اللواتي ذهبن إلى القبر مع العذراء مريم.
– في صباح اليوم التّالي:
وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه. وباكرًا جدًا في أوّل الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟» فتطلّعن ورأين أن الحجر قد دُحرج! لأنّه كان عظيمًا جدًا. ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حلّة بيضاء فاندهشن. فقال لهن «لا تندهشن! أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنّه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم». (مر١:١٦-٧).
– لقاؤها بالرّب يسوع المسيح القائم:
«وبعدما قام باكرًا في أوّل الأسبوع ظهر أولًا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون» (مر٨:١٦-٩).
وهنا يعلن أنها أوّل من شاهد المسيح بعد قيامته، وأنّها هي التي بشّرت التلاميذ والرسل بهذا الخبر السار، ذاكرًا أنّها التي أخرج الرّب منها سبعة شياطين، أي أنّها كانت معروفة بذلك في وسطهم.
القدّيسة مريم المجدليّة في إنجيل لوقا:
– تسير مع الرّب يسوع بعد شفائها:
«وبعض النساء كنّ قد شفين من أرواح شريرة وأمراض. مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين ويونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كنّ يخدمنه من اموالهنّ» (لو٢:٨-٣).
القدّيسة مريم المجدليّة في إنجيل يوحنا:
– عند الصليب:
“وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه زوجة كليوبا ومريم المجدلية”(يوحنا ٢٥:١٩).
– في القيامة:
«وفي أوّل الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبّه وقالت لهما اخذوا السيّد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه. فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الإثنان يركضان معًا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولًا إلى القبر وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنّه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا مع الأكفان بل ملفوفا في موضع وحده. فحينئذ دخل أيضا التلميذ الآخر الذي جاء أولا إلى القبر ورأى فآمن. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب انه ينبغي أن يقوم من الأموات. فمضى التلميذان أيضا إلى موضعهما أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعًا. فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين. قالت لهما أنهم اخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفًا ولم تعلم إنّه يسوع. قال لها يسوع يا إمرأة لماذا تبكين. من تطلبين. فظنّت تلك إنه البستاني فقالت له يا سيّد أن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلّم. قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم أني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم. فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنّها رأت الرّب وانّه قال لها هذا» (يو١:٢٠-٢٠).
وهنا تتضح لنا من كانت مريم المجدلية:
١- امرأة شفاها المسيح من رباطات الشياطين.
٢- أصبحت تلميذة للرّب يسوع المسيح.
٣- موجودة عند قدمي المصلوب أمام الصليب في الساعة الحرجة حيث يُستعلن الحب بنيران الألم.
٤- أوّل من شاهد الرّب يسوع المسيح القائم من الأموت (ملحوظة: بحسب بعض الآباء ظهر الرّب يسوع المسيح أوّلاً لوالدة الإله من هنا ترتّل الليتورجية “إن الملاك تفوّه للمنعم إليها”)
٥- كانت شجاعة جدًا في مواقفها وهذا يظهر جليًّا في حوار القدّيسة مريم المجدلية مع الإمبراطور:
تحتفظ الكنيسة في ذاكرتها بزيارة قامت بها القدّيسة مريم المجدلية إلى روما بحيث دخلت بلاط الإمبراطور تيباريوس قيصر إذ كانت معروفة من الجميع عندما كانت ثرية. هناك ذهبت مباشرة إلى الإمبراطور. وكما هي العادة، حملت له هدية، لكنها كانت أصغر هدية موجودة، هدية لا يحملها إلا الفقراء إلى الإمبراطور. كانت تريد أن تظهر له أنها تخلّت عن كلّ شيء من أجل إيمانها بالرّب يسوع وافتقرت من أجله غير أنها أصبحت غنية بإيمانها. ومن أجل هذا الإيمان أتت إلى بلاط الإمبراطور. قدّمت له إيمانها بالمسيح، المخلص الذي قام من بين الأموات، وقالت له: «إليكَ بيضة الدجاج البسيطة هذه لأن المسيح قام!».
فصرخ الإمبراطور:
«لا أصدق هذا الكلام، كما أني لا أصدق أن يتغير لون هذه البيضة التي تحملينها إلى حمراء».
في اللحظة عينها، تحوّل لون البيضة من أبيض إلى زهريٍ فاتح ما لبث أن تحوّل إلى أحمر قانٍ. كانت هذه أول بيضة فصح.
في كنيسة القدّيسة مريم المجدلية، التي شيّدها الإمبراطور الإسكندر الثالث، في حديقة جَثْسَيْماني في أورشليم رسم لهذه الرواية. وفي هذه الكنيسة اعتاد أن يجتمع المؤمنون يوم عيد القدّيسة مريم المجدلية في ٢٢ تموز، وكانوا يتلقون بيضة حمراء هدية.