في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
✵القدّيسة ليدية ثياتيرا ✵الشّهداء ثلالاوس جبل لبنان الصّانع العجائب مع رفيقيه ألكسندروس وأستاريون ✵الشّهيد أسكلاس المصريّ ✵القدّيسون الأبرار نيقيطا ويوحنّا ويوسف خيوس ✵القدّيس البارّ تلاسيوس اللّيبيّ ✵القدّيس البارّ مرقص الحبيس ✵شهداء مامالا الفلسطينيّة ✵القدّيس دوفمونت تيموثاوس اللّيتوانيّ ✵القدّيس البارّ استيفانوس بيباري الصّربيّ ✵أبونا الجليل في القدّيسين أنستاسيوس اللّومبارديّ ✵الشّهيدة فاسيليسا الرّوميّة ✵الشّهيد بوديليوس نيم الفرنسيّ ✵القدّيس هيلاري تولوز الفرنسيّ ✵القدّيسة البارّة بلوتيلا الرّوميّة ✵القدّيس ثيودوروس بافيا الإيطاليّ المعترِف.
* * *
✤ الشّهداء ثلالاوس جبل لبنان الصّانع العجائب مع رفيقيه ألكسندروس وأستاريون ✤
كان ثلالاوس من عائلة مسيحيّة عاشت في لبنان أو جبل لبنان حسبما أورد البطريرك مكاريوس ابن الزّعيم في “قدّيسون من بلادنا”. قيل إنّ أباه كان أسقفًا وقيل لا بل ضابطًا في الجيش. وثمّة مَن يسمّي أبويه: أبوه كان بروكيوس أو بريكيكيوس وأمّه روميليا أو روميليانا. وقيل أيضًا إنّ ثلالاوس تربّى على مَخافة الله ومحبّة الفضيلة. وكان قلبه يفطر لمرأى النّاس يتوجّعون. لهذا السَّبب تعلّم الطّبّ وأخذ يتعاطاه دون مقابل. كان يذهب إلى المُعاقِين ويحملهم على كتفيه إلى منزله العائليّ الّتي ما لبث أن تحوّل مَصحًّا. لم يطبِّب النَّاس وحسب، أحبّهم. ولم يكن، في ذلك، يفرِّق بين مسيحيّ ووثنيّ. قيل إنّه لم يكن يتقاضى أجرًا. فقط كان يقدِّم لهم الرَّبّ يسوع المسيح، الطّبيب الأوحد للنّفوس والأجساد معًا. كان يدعوهم إلى الإيمان به.
ثمّ إنّ ثلالاوس أخذ في زمن ماركوس أوريليوس نوميريانوس (282 – 284)، وكان دون العشرين من العمر وقد حظي بنعمة الرّسوليّة، أقول أخذ يجوب المدن والقرى يذيع إنجيل الملكوت ويبشِّر بالرَّبّ يسوع، عاملًا، في آنٍ معًا، على شفاء المرضى، يطهِّر البرص ويطرد الشّياطين بعلامة الصّليب المُحيي. نطاق خدمته كان آسيا الصّغرى وحتّى الرّها (أورفا).
فلمّا بلغ مدينة ساحليّة اسمها إيجيّا، على السّاحل، هدى عددًا كبيرًا من الوثنيّين. لكنّ واحدًا وشى به فأوقفه العسكر وكان مختبئًا في جذع زيتونة، خارج إيجيّا، فاستيق إليها وأُوقف أمام ثيودوروس الحاكم. ثمّة مَن يقول إنّه أُوقف في عين زربة.
سأله الحاكم ما إذا كان مسيحيًّا فأجاب بالإيجاب بكلّ جسارة ولم يُنكر. سلّمه للجلد فلم يَخُر تحت وقع السّياط. حبُّه لمسيحه اتّقد في قلبه ورفعه فوق آلام الجسد. عانى الأظافر الحديديّة وألسنة اللّهب فلم تؤثّر فيه. بقي ثابتًا راسخًا في إيمانه يحسب الموت ربحًا. انقضّ عليه الحاكم بنفسه يروم خنقه فيبست ذراعاه وانتابته آلام مبرّحة، ثم أُغمي عليه. رغم ذلك انعطف حبيب المسيح عليه كطبيب وشفاه، بنعمة الله، وأقامه.
كذلك ورد أن اثنين من جلاّدَيه، أمام مشهد القدّيس ثابتًا صابرًا وسط العذاب، اعتبرا فنفذت نعمة الله إلى قلبيهما وأعلنا إيمانهما بالرَّبّ يسوع فجرى قطع رأسيهما للحال.
أمّا ثلالاوس فبعدما عيل صبر الحاكم ولمّا يتمكّن من كسر تصميمه أمر بقطع رأسه رغم ما صنعه شهيد المسيح معه.
وقد ذُكر أنّ آخرين اهتدوا إلى المسيح من خلال ما عاينوه. من هؤلاء برزت أسماء ستيروناس وفيلاغريوس وتيموثاوس وثيوذولا ومكاريا. كلّهم جرى قطع رأسه وانضمّ إلى موكب الشّهداء. كان ذلك في العام 284 م.
ملاحظة . يعيِّد الموارنة لهم مثلنا اليوم.