في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيسون الرّسل هيروديون وأغابوس وروفوس وفيليغون وأسينكريتوس وهرماس *أبونا الجليل في القدّيسين سيليستين، أسقف رومية *أبونا الجليل في القدّيسين بربتواس التّوريّ *الشّهيدة كونسيسّا القرطاجيّة *الشّهداء الأفارقة يانواريوس ومكسيما ومكاريا *الشّهيد بوسيليبوس *أبونا الجليل في القدّيسين نيفونتي النّوفغورودي *القدّيس البارّ روفوس الكييفيّ *الجديد في الشّهداء يوحنّا كوليكاس *الجديد في الشّهداء يوحنّا البحّار.
* * *
✤ أبونا الجليل في القدّيسين سيليستين، أسقف رومية ✤
ولد في رومية واختارته المدينة برمتها أسقفاً لها خلفاً لبونيفاتيوس سنة 422م. أدى خدمته الأسقفية في فترة اتسمت، بعامة، بالاضطراب العقائدي لذلك أكثر ما برز سيليستين في مجال تثبيت الإيمان القويم.
كان، لبعض الوقت، تلميذاً للقديس أمبروسيوس أسقف ميلان وكانت له علاقات طيبة بالقديس أوغسطينوس المغبوط.
تدخل بقوة لمقاومة التيار المسمى “البلاجياني” الذي انتشر في العديد من الكنائس المحلية في الغرب. البلاجيانية، نسبة إلى بلاجيوس البريطاني (360 – 420م)، أنكرت القول بـ”الخطيئة الجدية” أو الميل المتوارث في الانسان إلى الخطيئة معتبرة الانسان، من ناحية الإرادة، قادراُ على انتهاج الصلاح أو الإثم سواء بسواء، لأن كلا الأمرين لديه إرث طبيعي. لذا لا يبدو لنعمة الله في هذا التوجه دور واضح، لا سيما وأن البلاجيانية تتمسك بالقول بأن الحركة التقريرية صوب الخلاص منشأها إرادة الانسان لا نعمة الله. فيما يعيد الموقف الكنسي المبادرة إلى الله الذي يجدد إرادة الانسان ويؤهلها لاقتبال عون النعمة المقدمة والانتفاع منها.
كذلك كتب سيليستين إلى أساقفة مقاطعتي فيينا والناربون في بلاد الغال مصلحاً العديد من المفاسد. من الأمور التي أكدها أنه لا يجوز إطلاقاً أن يحرم خاطئ يحتضر من المصالحة والحل من خطاياه لو التمسها بصدق لأن التوبة ليست رهناً بالوقت بل بالقلب.
إلى ذلك لعب سيليستين دوراً بارزاً في التصدي للنسطورية. فقبل مجمع أفسس (431) الذي أدان البدعة الجديدة، دعا إلى مجمع محلي انعقد في رومية سنة 430 دحض تعليم نسطوريوس. كما أوفد إلى أفسس، في السنة التالية، ممثلين عنه أكدوا التزام الكرسي الرومي بالقول بوحدة شخص (او أقنوم) المسيح ودعمه للقديس كيرللس الاسكندري في الموقف المعبر عنه في هذا الشأن باعتباره موقف الكنيسة المسلم إلينا من الآباء السابقين.
رقد سيليستين في الرب في الرابع عشر من آب 432م ودفن في مدفن بريسيللا الذي شاءه أن يشهد لمجمع أفسس فزينه بالرسوم المناسبة الدالة على ذلك المجمع.
يذكر أنه إلى القديس سيليستين تنسب الكرازة بالانجيل للسكوتلانديين في شمالي بريطانيا وإيرلندا من قبل القديس بلاديوس، كما ورد أنه هو الذي أوفد القديس باتريكيوس لإذاعة الإيمان بين الإيرلنديين.
طروباريّة للقدّيس سيليستين (باللّحن الرّابع)
لقد أظهرتْك أفعال الحق لرعيتك، قانوناً للإيمان، وصورةً للوادعة، ومعلماً للإمساك، أيها الأب رئيس الكهنة سيليستين، لذلك أحرزتَ بالتواضع الرّفعة، وبالمسكنة الغنى، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.