في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*الشّهيد أفسغينوس الأنطاكيّ *الشّهيدان كنتيدوس وكنتيديانوس *القدّيسة نونّا، والدة القدّيس غريغوريوس اللّاهوتيّ *الشّهيد سوليب المصريّ *أبونا الجليل في القدّيسين أفثيميوس، بطريرك القسطنطينيّة *القدّيس البارّ أفجانيوس الإيتولي *الجديد في الشّهداء خريستوس بريفيزا *القدّيس البارّ يوحنّا الرّومانيّ الخوزيبي *القدّيس الملك الإنكليزيّ أوزولد الشّهيد *الجليل في القدّيسين كاسيان أوتون الإنكليزيّ *الشّهيدة أفرا أوغسبورغ ومَن معها *الشّهيدات الرّوس الجدد أفدوكيا شيكوفا ومَن معها *الشّهيد الرّوسيّ الجديد سمعان شْلِيف الأسقف.
* * *
✤ القدّيس البارّ يوحنا الرّومانيّ الخوزيبيّ ✤
تيتَّم صغيرًا. ربته جدته. لما توفيت عاش في كنف عمّه. عانى البؤس والمعاملة السيئة. يوم الفصح، على عادة أهل القرية، خرج إلى المقبرة ليُحيي جدته. فيماكان يبكي بقرب مدفنها سمع، فجأة، صوتاً، اختلط بقرع الأجراس، يقول له: “لا تبك أنا معك. المسيح قام!” انتفض مذعوراً يبحث عن مصدر الصوت، فإذا به يرى، خارجاً من هيكل الكنيسة، المسيح الناهض من بين الأموات عينه مبتسماً.
استكمل يوحنا دروسه الثانوية بنجاح فائق. فلما كان منشغلاً بما سيعمله تالياً سمع، في صلاته، صوتاً يهمس له: “إلى الدير! إلى الدير! انضمّ إلى دير نيامْترالشهير وهو في العشرين. صار لابس جبّة الرهبنة سنة 1936. أمعن في الصوم والصلاة. بعد فترة قصيرة انطلق وراهبين آخرين، في حجّ، إلى الأراضي المقدسة. نزل دير القديس سابا حيث كان رهبان يونانيون ورومانيون. تمكن من اليونانية وصار بإمكانه أن ينقل إلى الرومانية كتابات روحية قيمة كأعمال القديس نيقوديموس الجبل المقدس. وقره الجميع لصمته ورصانته في السيرة النسكية والصلاة الداخلية. اضطر إلى هجران ديره ونمط حياته خلال الحرب العالمية الثانية لاسيما ورومانيا حليفة لألمانيا. عاد إلى الدير بعد الحرب. اقتبل الإسكيم الكبير. عُيّن رئيساً للدير الروماني في وادي الأردن. كان يُمضي نهاريه في العمل وإرشاد الإخوة ولياليه في الصلاة في البرية.
تسنى له أخيراً أن يحقق منية قلبه. خرج سنة 1953 إلى البرية القريبة من دير خوزيبا حيث استقر في مغارة تعلو خمسين متراً عن الوادي الذي قيل، تقليداً، إنّ القديسة حنة، أم والدة الإله، صلت فيه. ثبت في الصلاة المتواترة سبع سنوات، وكذا في قراءة الآباء القديسين ونظم الأناشيد الروحية. كابد، بصبر، الحر والبرد والحرمان من كل نوع وأخطار البدو وهجمات الشياطين. كان لا ينزل إلى الدير إلا للأعياد الكبرى ولا يستقبل، في مغارته، غير تلميذ. لم يكن بلوغ المغارة ممكناً إلا بالسلم. أسلم الروح إثر رؤيا إلهية، بعدما بارك أربع جهات الموضع الذي كان فيه. كان ذلك في الخامس من آب سنة 1960م. أثناء خدمة الجناز اقتحمت عصافير برية المكان وجثمت على جسده لتضيف، إلى تراتيل الرهبان، زقزقتها. بعد عشرين سنة مرت على وفاته ظهر لتلميذه في الحلم وسأله الكشف على ضريحه. لم يشأ رئيس الدير أن يبارك ذلك أول الأمر. بعد قليل طلب حجاج أن يزوروا مغارته. يومذاك جرى فتح ضريحه فاستبان، لدهش الجميع، أن جسده لم يكن قد انحل وأنّ رائحة طيبة كانت تنبعث منه. على الأثر تم نقله إلى دير الخوزيبا حيث يكرمه الحجّاج إلى اليوم. أعلنت الكنيسة الرومانية قداسته في حزيران من العام 1992م.