في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*أمّنا القدّيسة البارّة بهيجة (أفروسيني) *الشّهداء الدِّمَشقيّون بولس وزوجته تاتا وأولادهما الأربعة سافينيانوس ومكسيميانوس وأبجر (روفوس) ونبيل (أفجانيوس) *القدّيس البارّ بفنوتيوس *الشّهداء بفنوتيوس النّاسِك ورفقته الـ 546 *أبونا الجليل في القدّيسين باسيليوس الثّاني الأنطاكيّ *القدّيس البارّ سرجيوس رادونيج الرُّوسيّ *القدّيسة البارّة أفروسيني سوزدال *القدّيسة البارّة دوسيثا مغاور كييف *أبونا الجليل في القدّيسين جرمانوس أسقف قازان *الجديد في الشّهداء الرُّوس نقولا روزوف *تذكار الزَّلزلة في القسطنطينيّة وأعجوبة الـ”تريصاجيون”.
* * *
✤ أمّنا القدّيسة البارّة بهيجة (أفروسيني) ✤
عاشت القدّيسة أفروسيني في أيام الأمبراطور ثيودوسيوس الصغير. بقي أبواها مدة طويلة من الزمن بلا ولد، فقدّما النذور ورفعا الصلوات الحارّة وصنعا الإحسانات الكثيرة علّ الله يتحنّن ويمنّ عليهما بثمرة البطن. أخيراً، وبعد انتظار طويل، منّ عليهما بمولود أنثى أسمياه بهيجة (أفروسيني).
نشأت بهيجة (أفروسيني) على محبّة المسيح. وقد توفّيت والدتها وهي طفلة، فتعلّق بها والدها تعلّقاً شديداً، وكان من أشراف مدينة الإسكندرية، غنيّاً جداً.
وكبرت الفتاة وصارت في سنّ الزواج، فأراد والدها أن يزوّجها فأبت فألحّ فرضخت. لكنّها، ساعة زواجها، قامت فتزيّت بزي الرجال وخرجت من البيت سرّاً، وذهبت فالتصقت بدير للرجال مدّعية أنّها خصي وأنّ اسمها سماراجد.
كانت بهيجة (أفروسيني) ملتهبة بحبّ الربّ يسوع، وقد أقبلت، بهمّة كبيرة، على النسك وبالغت فيه حتى تعذّر، بعد وقت قصير، أن يتبيّن للناظر إليها أنّها امرأة، لأنّ بدنها يبس وملامح وجهها تغيّرت. ويبدو أنّ سماراجد فاق أقرانه من الرهبان في الأتعاب والأصوام والصلوات والأسهار، وأضحى مثال الطاعة والخدمة واللطافة والتواضع.
أمضت أفروسيني ثمان وثلاثين سنة في نسك شديد، ثمّ مرضت واشتدّ عليها المرض. كان كثيرون يأتون إليها ويسترشدون. ومن الذين قصدوها سائلين التعزية والنصح بفنوتيوس، والد أفروسيني. هذا جاء إلى رئيس الدير فأحاله على الراهب سماراجد. وعرفت أفروسيني والدها ولم يعرفها، فكانت تشدّده بسبب حزنه الكبير على ضياع ابنته، وتقول له إنّ الربّ الإله سوف يفتقده برؤيتها في هذا الدهر.
وأشرفت بهيجة (أفروسيني) على الموت فكشفت لوالدها عن نفسها، ثمّ طلبت إليه أن يترك للدير ميراثه ويهتمّ بدفنها. وبعدما رأت أنّ كل شيء قد تمّ أسلمت الروح. كل هذا مرّ أمام عيني بفنوتيوس وطرق أذنيه بسرعة، فلم يعِ أفي حلم كان أم في يقظة! دهشته وحزنه كانا عظيمين، وقد بكى بكاءً مراً. ثمّ أنّ همّه، أمام ابنته الراقدة، بات أن يتمّم ما أوصته به، فقام ووزّع ثروته على الفقراء والدير، وعاد فترهّب وسكن في قلاّية الراهب سماراجد (أفروسيني) عشر سنوات، رقد في الربّ بعدها رقود القدّيسين.