في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*القدّيس البارّ ثيودوروس السّيقي *الشّهيد نيارخوس *القدّيس الرّسول نثنائيل *الشّهيد ليونيدس الإسكندريّ *الشّهيدان أبيبوديوس وألكسندروس الليّونيّان *القدّيس البارّ روفينوس النّاسك الإيرلنديّ.
* * *
✤ الشّهيدان أبيبوديوس وألكسندروس الليّونيّان ✤
سيدان معتبران من ليون الفرنسية. الكسندروس، فيما يبدو، كان من الشرق، ربما من آسيا الصغرى. كلاهما كان في زهرة العمر. درسا معاً وارتبطا بصداقة حميمة. هذه قويت وتروحنت لاقتبالهما الإيمان بيسوع. كان كل واحد منهما يشدد الآخر في مراقي التقوى وسيرة الفضيلة، لاسيما النقاوة والرزانة ومحبة الله والقريب. على هذا كانا يستعدان لميتة الشهادة من حيث يدربان ولا يدريان. لم يكن أحد منهما متزوجاً لما اندلعت الحملة على المسيحيين في زمن سبتيموس ساويروس، سنة 177م. هذه الحملة هي التي حصدت القديس بوتينوس ورفقته. إثر ذلك توارى الصديقان. خرجا من المدينة إلى بلدة في الجوار واختبأا لدى أرملة مسيحية فقيرة. لكن بحث عنهما الجند في كل مكان إلى أن وصلوا إليهما. أودعا السجن. بعد ثلاثة أيام عُرضا على الحاكم للمحاكمة. اعترفا بإيمانهما بالمسيح. صرخ الشعب غيظاً وقال الحاكم بحدة: “ما نفع كل التعذيبات والتصفيات التي قمنا بها إلى الآن ما دام ثمة من يتجاسر بعد على الاعتراف باسم المسيح. ولكي يحول الحاكم دون تشجيع الرفيقين كل للآخر بالإشارة والنظرة فصلهما. وإذ أتى بأبيبوديوس، الذي كان الأصغر بينهما، حاول أن يقتحم تصميمه بالملاطفة والوعود والترغيب بالمتعة. جواب القديس كان “أنه لن يسمح لنفسه أن تسطو عليه رأفة طاغية مزعومة. وأردف أن النفس عندنا هي التي تأمر والجسد يطيع. ونحن نخوض حرباً ضد الجسد لصالح النفس. أنتم إذ تدنسون أنفسكم بمتع كالبهائم الشرسة لن تجدوا في انتظاركم سوى ميتة شقية. أما نحن، فعندما تسحقوننا ندخل الحياة الأبدية”. ضربوه على فمه وأدموه. لما ألفوه ثابتاً لا يتزعزع وصلباً لا يلين مددوه ومزقوا جنبيه بسياخ حديدية. ولما اهتاج الشعب وطالب بتسليم الشهيد له سارع الحاكم إلى قطع رأسه لئلا يُحدث الأمر ضرباً من العصيان.
بعد ذلك بيومين، استحضر الحاكم ألكسندروس وأراه بعضاً مما لأبيبوديوس ظاناً أنه بذلك يبعث الرعدة في قلبه. لكن الأمر أدى إلى نتيجة عكسية فتشدد القديس بالأكثر وأبدى رغبة في الانضمام إلى صديقه. مددوه وعرضوه لضرب لا هوادة فيه فلم تبدر منه كلمة تذمر واحدة. ولما سأله الحاكم إذا كان مصراً، بعد، على إيمانه فأجاب بالإيجاب دون تردد وأردف: “أصنام الأمميين شياطين أما الإله الذي أنا أعبده والذي هو وحده الإله القوي إلى الأبد فإني أثق أنه سيُسبغ علي نعمة لاعترف لاسمه حتى نَفسي الأخير من حيث هو حافظ إيماني وضامن تصميمي”. فلما ألقاه الحاكم ثابتاً لا يتزحزح وخشي أن يزيده مجداً، إذا ما أطال محاكمته، حَكم عليه بالموت صلباً. أثبتوه إلى الصليب فلفظ أنفاسه الأخيرة بسرعة لأن التعذيب كان قد أضنى جسده.
أخذ مسيحيون سراً جسدي القديسين ودفنوهما على تلة قرب المدينة فأضحى المكان، فيما بعد، محجة. هناك، كما شهد الكثيرون، جرت أشفية عديدة برفاتهما وطردت الشياطين. القديس أوخيريوس، أسقف ليون، في القرن الخامس الميلادي، مدحهما في جنائزية أبدى فيها أن غبار ضريحهما كان يُوزع في كل البلاد لشفاء المرضى. والقديس غريغوريوس التوري كتب أن هذا الغبار كان يجترح عجائب جمة. كما أبان أن جسديهما، في القرن السادس الميلادي، أودعا كنيسة القديس يوحنا، في ليون، حيث كان القديس إيريناوس الليوني مدفوناً أيضاً. هذه الكنيسة اليوم هي على اسم القديس إيريناوس.