في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*تقدمة عيد دخول والدة الإله إلى الهيكل *القدّيس البارّ غريغوريوس البانياسيّ *أبونا الجليل في القدّيسين بروكلس القسطنطينيّ *الشّهيد داسيوس البلغاريّ *الشّهداء الفرس نرسيس ويوسف الأسقفَان وآزاد الخصيّ وساسان وحنّة والّذين معهم *الشّهيدات العَذارى الفارسيّات تقلا وبوطا ودناخيس *القدّيسون الأساقفة الفرس يوحنّا وإسحق وشابور وهيباتيوس *الشّهيد جيحزي والّذين معه *أبونا الجليل في القدّيسين إسحق الأرمنيّ *الإخوة الثّلاثة الشّهداء أفسطاطيوس وتسباسيوس وأناطوليوس النّيقاويّون *القدّيس البارّ ثيوكتيستوس المعترف *القدّيس البارّ سوزومينوس القبرصيّ *القدّيس البارّ ديودوروس الرّوسيّ *الشّهداء الرّوس الجدد مكاريوس كارمازين وآخرون.
* * *
✤ تذكار أبينا الجليل في القدّيسين بروكلس رئيس أساقفة القسطنطينيّة ✤
القدّيس بروكلس هو تلميذ القدّيس يوحنّا الذهبي الفم. اشتهر كمعلّمه بكونه واعظاً ممتازاً. الدارسون يصنّفونه بين أفضل وعّاظ القرن الخامس الميلادي. ولد في القسطنطينية حوالي العام 390 وسيم أسقفاً على كيزيكوس في العام 426. لكنّه لم يتمكّن من دخول أبرشيته بسبب خلاف بين بطريرك القسطنطينية الذي سامه وسكان كيزيكوس، فلازم العاصمة المتملكة وتنقّل بين كنائسها واعظاً نظير معلّمه، إلى أن جرى اختياره بطريركاً في العام 434 للميلاد.
امتاز القدّيس بروكلس برزانته وتواضعه واعتداله. كما كان وديعاً صبوراً وراعياً غيوراً.
عُرف بجرأته وتمسّكه بالإيمان القويم والدفاع عنه قبل وصوله إلى سدّة البطريركية بزمن. وله في أيام بطريرك القسطنطينية الهرطوقي نسطوريوس موقف حفظه التاريخ. ففي العام 428 أو ربما 429 ألقى في حضور نسطوريوس عظة ميلادية مدح فيها العذراء وسمّاها والدة الإله، رغم اعتراض نسطوريوس. يُذكر أنّ هذا الأخير أبى أن يسمّي العذراء مريم والدة الإله واكتفى بتسميات أخرى كـ “والدة المسيح“.
هذا وقد حرص بروكلس، كبطريرك، على وحدة الكنيسة ما وسعه. وإذ انكبّ على معالجة ما خلّفته هرطقة نسطوريوس من نتائج، فعل ذلك بالصبر وروح الوداعة بعيداً عن النزق وروح الانتقام. وهذا ما زاد من تعلّق الأرثوذكسيّين به والتفافهم حوله.
وإلى القدّيس بروكلس يعزى الجهد الأول في نقل رفات القدّيس يوحنّا الذهبي الفم من كومانا في بلاد البنطس إلى القسطنطينية في السابع والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 438 للميلاد.
في أيامه جرى إدخال التريصاجيون (قدّوس الله. قدّوس القوي…) في صِلب القدّاس الإلهي.
وفي أيامه أيضاً ضربت سلسلة من الزلازل البلاد في العام 447 فخلّفت دماراً وموتاً وهجرة للآلاف من أماكن سكنهم. والتاريخ يشهد أي أب كان بروكلس في احتضانه المنكوبين حتى زاد على أصوامه أصواماً ليكون له في المجاعة نصيب.
أخيراً، وفي سنة الزلازل بالذات، رقد في الربّ بعدما قاد كنيسة القسطنطينية على مدى اثني عشر عاماً وثلاثة أشهر.