في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*أمَّنا القدّيسة البارّة ثيودورة الإسكندرانيّة وزوجها القدّيس البارّ بفنوتيوس *الشّهداء اللّاذقيّون ديودوروس وديوميدوس وديديموس *أبونا الجليل في القدّيسين بطرس النّيقاويّ الـمُعتَرف *القدّيسان البارّان إيليّا الكالابري وأبوه الرُّوحيّ أرسانيوس *القدّيس البارّ دينيول الإنكليزيّ *الشّهيدان بروتوس وياكنثوس الرُّوميّان *الشُّهداء الرُّوس الجدد نيقولاوس بودياكوف وفيكتور *القدّيس الجديد في الشّهداء الرُّوس كاربوس أَلْبْ *الشّهيدة أياس الفارسيّة *القدّيس مَسَرَّة (أفروسينوس) الطَّبّاخ *القدّيس بفنوتيوس الـمُعتَرِف *القدّيسة كسينيا الـمُتبالِهَة.
* * *
✤ القدّيس مَسَرَّة (أفروسينوس) الطَّبّاخ ✤
إنسان قروي بسيط. جاء إلى أحد الأديرة فاستخدموه مساعداً للطبّاخ. كانوا يكلفونه بأقبح الأشغال المطبخية، وكان، لبساطته، موضع استخفاف وتهكّم فكان يتحمّل سخرية الآخرين منه ويقابلهم بتعفف ووداعة لا يتزعزعان. وحدث أنّ كاهناً في الدير اعتاد الصلاة إلى الله ليريه البركات التي يذخرها للذين يحبّونه. وذات ليلة، فيما كان الكاهن نائماً، بدا له كأنّه حُمل، في الحلم، إلى الفردوس، وأُودع حديقة ممتلئة من أجمل الأشجار وأشهى الثمار. وفي وسط هذه الحديقة كان مسرّة (افروسينوس) يأكل من هذه البركات ويفرح مع الملائكة. اقترب منه الكاهن وسأله: “أين نحن، هنا، يا أفروسينوس؟“، فأجاب: “هذا هو موطن مختاري الله الذي طالما رغبت في معاينته. أما أنا فأقيم هنا بإحسان الله الذي شاء أن يغفر لي ذنوبي“. فقال له الكاهن: “أبإمكاني أن آخذ معي بعض ثمار هذه الحديقة؟“. فتناول أفروسينوس ثلاث تفاحات ووضعها في معطف الكاهن. في تلك اللحظة بالذات، صحا الكاهن من نومه على صوت الجرس يدعوه إلى صلاة السحر. وإذ كان ينفض عن عينيه غبار النوم ظانّاً أنّه خرج، لتوّه، من حلم، أحسّ بأنّ في جيبه شيئاً ثقيلاً، فمدّ يده، وإذا به يكتشف التفاحات الثلاث تفوح منها رائحة لم يسبق له أن شمّ مثلها من قبل.
أسرع الكاهن إلى الكنيسة فإذا به يرى أفروسينوس واقفاً في مكانه المعتاد، فاقترب منه وسأله أين كان في الليل، فقال له: في الدير، فأصرّ عليه إلى أن أجابه: “كنت في الحديقة حيث عاينت الخيرات التي يذخرها الله لمختاريه. لقد أراد الله أن يكشف لك هذا السرّ من خلالي، أنا غير المستحق“. فنادى الكاهن الإخوة الرهبان وحدّثهم عن حلمه وعن أفروسينوس والتفّاحات الثلاث وشرع يريهم إياها. والتهى الجميع يقلّبون التفاحات ويشمّونها ويصغون إلى الكاهن. ثمّ سأل أحدهم أين هو أفروسينوس الآن؟ فبحثوا عنه فلم يجدوه. كان قد خرج، سرّاً، ليهرب من مجد الناس. ولم يُعرف له، بعد ذلك، أثر.