في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:
*شهداء نيقوبوليس الخمسة والأربعون *الشّهيدان بيانور وسلوانس *الشّهيد أبولونيوس سارديس *شهداء نيتريا *القدّيسان البارّان برثانيوس وإيكومينيوس الكريتيَّان *الشّهيد يوسف الدّمشقيّ *القدّيس البارّ أنطونيوس مؤسّس لافرا كهوف كييف *الجديد في الشّهداء الرّوس بطرس زفيروف *الشّهداء فيليسيتا الرّومية وأولادها السّبعة.
* * *
✤ شهداء نيقوبوليس الأرمنيّة الخمسة والأربعون ✤
في حوالي العام 316 م.، زمن الإمبراطور الرّومانيّ ليسيانوس قيصر، استعر الاضطهاد من جديد، في كلّ الإمبراطوريّة الشّرقيّة، ليطال العديد من المؤمنين هنا وثمّة. في ذلك الحين بلغ ليسياس الوالي مدينة نيقوبوليس في أرمينيّة وفي نيّته هدر دم كلّ مَن يُقاوم المراسيم الملكية. أعيان المدينة لاونديوس وموريق ودانيال وقفوا، هم وأربعون مسيحيًّا، من تلقاء أنفسهم، واعترفوا بشجاعة أنّهم تلاميذ للمسيح ودعوا الوالي إلى إتمام واجبه. ولمّا مثلوا أمام المحكمة صرّح لاونديوس أنّه يأبى أن يعبد الأوثان طاعة لوصايا المسيح المصلوب النّاهض من بين الأموات لخلاص العالمين. سخط الوالي لجسارة المُعترفين وأمر بتحطيم أحناكهم بالحجارة. وفيما لعن الجميع الوالي كخادم للشّيطان وجّه لاونديوس إليهم الكلمات التّالية: “لا تلعنوا، يا إخوتي، المسيئين إليكم. باركوا ولا تلعنوا”. حاول ليسياس اجتذاب مَن أمكن بالوعود فخاب خيبة كاملة. ألقاهم في السّجن ومنع عنهم الطّعام وحتّى الشّراب رغم الحرارة اللّاهبة. مجّدوا الله اّلذي أهّلهم لأن يتألّموا من أجله. نفخ فيهم لاونديوس روح الشّهادة ودعاهم للثّبات إلى آخر الشّوط أسوة بالّذين سبقوهم من قدّيسي الله. تمكّنت إحدى النّساء، باسيلا، من حمل بعض الماء إليهم. في صباح اليوم التّالي مثَلوا لدى ليسياس من جديد فأخضعهم لعذابات شرسة عسى أن يذعنوا فلم يوافقوه فأعادهم إلى السّجن. في تلك اللّيلة تراءى لهم ملاك الرَّبّ وشدّدهم وأبان لهم أنّ نهاية جهادهم وشيكة وأنّ أسماءهم دُوِّنت في سجل الحياة. وقد ورد أنّ الجلّادَين مينياس وبيريلاد عاينا الرّؤية وآمنا بالمسيح. بلغ الوالي نبأ هداية عاملَيه فأمر بالخمسة والأربعين فقُطعت أذرعُهم وسوقُهم وأُلقيت في أتون النّار ثمّ في نهر ليكوس. لكن مسيحيّين أتقياء وقعوا على رفاتهم فأعادوها إلى نيقوبوليس حيث أضحوا شفعاء المدينة وحماتها.